صوت الموقف….جهودكم مشكورة..!
أكتب- ولو متأخراً – حول المؤتمر الأخير لاتحاد الكرة متسائلاً عن أسباب الدهشة أو الصدمة- أو أي مصطلح ترونه مناسباً- التي أصابت الكثيرين
من المتابعين وأصحاب الآراء المختلفة- وحتى العارفين- إزاء ما حدث داخل المؤتمر و« تطنيش» أعضاء الجمعية العمومية مناقشة بعض القضايا المهمة في الشأن الكروي، والاقتصار على قضايا ذات طابع خاص تتعلق أولاً وأخيراً بالقضية الشاغلة للعقول والقلوب ونعني بالطبع «البقاء والهبوط» في الدوري.
وهنا سأذهب إلى محاولة تلمس الأسباب الحقيقية أو الدافع الأساسي وراء مثل هذه اللامبالاة.. وفي تقديري أن منبعها شعور طاغ لدى الكثيرين بأن المناقشة أو الجدل أو طرح قضايا غير ما يخصهم مباشرة، ليست ذات قيمة ولن تؤدي إلى نتيجة ملموسة، فاتحاد الكرة، كما يؤكد رئيسه، ترك القرار لغيره على الرغم من أن هذه المسألة ذات طابع فني وهي من صلب اختصاصه لكن الظروف العامة قد تفرض ذلك كما يشير ويعلل نفسه..؟
ومن هنا فقد رأى المشاركون أو معظمهم أن البحث في القضايا التي تهم أنديتهم وإداراتها بشكل مباشر قد يكون أفضل من أجل الضغط للحصول على مكاسب فردية ولنترك لأصحاب القرار الفعليين اتخاذ القرار الذي يرونه مناسباً.. وهذا جهدنا كله!!
وهذا ماحدث قولاً وفعلاً، فالمؤتمر من الناحية العملية حصر قراره بتحديد موعد أو شبه موعد للدوري القادم فقط وحتى القضية التي أتعب المشاركون أنفسهم فيها بقيت معلقة كما لو أن المؤتمر رفع الراية البيضاء مسلماً مهامه لمن يمكن أن يقوم عنه بالمهمة الصعبة بشكل « أفضل» ويبقي رئاسة الاتحاد وأعضاء مجلسه في دائرة الرعاية والضمان الكامل..!
وتأكد ذلك أكثر مع ما تم نشره عن اجتماع محدود بحث خلاله كيفية اصدار القرار وأي شكل يمكن أن يرسو عليه المزاد، وهل سيتحدد عدد الفرق بـ 16 أم 18 أم إن في الأمر رأياً آخر..؟ وهنا جاء دور المكتب التنفيذي واتخذ القرار بالبقاء..!
لسنا ننكر على اتحاد الكرة « حسنة» إقامة الدوري والكأس الموسم الماضي ولكننا نعتقد أن عمله أوسع من ذلك وبالتالي فالنقاش أو السؤال يدور حول قضايا أخرى منها المنتخبات وآليات العمل وكيفية التعاطي مع شؤون الاتحاد الأخرى وفيها ما فيها من مشكلات كبيرة لا تخفى على أحد..
المهم أن الاتحاد باقٍ، وإدارته على رأس عملها كما كان التأكيد صريحاً واضحاً لا لبس فيه، لمن ظن أو سوف يظن، عكس ذلك.. ومن هنا سنرى إلى أين تمضي سفينتهم لاسيما أن امتحان المنتخب قريب ويوحي بما لا يسر..!!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com