هل كان بإمكان منتخبنا لعب شوطي مباراته، مع نظيره الأردني ، بنفس المستوى والأسلوب والتكتيك..؟
ربما كان هذا السؤال ينطوي على شيء من التشكيك بالجهاز الفني، ولكني لا أسوق هذا السؤال هنا من أجل ذلك، بل على العكس تماماً فالجهاز الفني قدم رؤية وأسلوب لعب مختلفاً بين الشوطين تماماً، وذلك حسب ما شاهدنا، يستند فيه إلى الواقع الموضوعي الذي سبق اللقاء، ومجريات المباراة نفسها ، وفكر هذا الجهاز الذي بدا واضحاً في الشوط الثاني الذي يتفق الجميع أنه شوط المدرب بتبديلاته الناجحة وطريقة تشكيل الفريق التي اختلفت عن البداية الدفاعية البحتة إلى الانتقال للهجوم بالتركيز على الوسط والكثافة في الخطوط الأمامية، فكان النجاح والتوفيق منذ البداية ثمرة قطفها لاعبونا عبر البديل الناجح، ثم تابعوا أسلوب لعبهم حيث قلبوا الطاولة على لاعبي المنتخب الأردني وكدنا نسرق النقاط الثلاث لكننا اكتفينا بنقطة التعادل التي لن نبالغ كثيراً بالقول إنها أكثر من مقبولة نظراً إلى عوامل كثيرة..!
نقول: نجح الرهان على لاعبينا والجهاز الفني، فالفريق الذي لم يلعب ولا مباراة ودية واحدة على مستوى جيد، ولم يلتق عناصره إلا قبل أيام معدودة داخل المعسكر الذي سبق المباراة في طهران والمشكلات العديدة التي فرضت سطوتها ، جعلتنا نخشى هذه المواجهة، لكننا كنا نعرف أن لاعبينا يتمتعون بروح قتالية عالية ستكون حاضرة رغم كل شيء.. وقد كانت حاضرة فعلاً فاستحقوا التحية على هذا المجهود الكبير في هذه الظروف التي لعبوا فيها مباراة من هذا المستوى..!
وكذلك الجهاز الفني الذي أدرك إمكانيات اللاعبين بشكل واضح فاعتمد أسلوباً دفاعياً واضحاً ليحد من خطورة لاعبي خصمه في الشوط الأول فكان له ما أراد حين خرج متعادلاً بلا أهداف وبلا أي تسديدة من لاعبينا بين خشبات الخصم الذي أضاع عدة فرص..
وفي الشوط الثاني كانت الفاعلية التدريبية والرؤية الموفقة عنواناً أساسياً لأداء منتخبنا الذي فاجأ الجميع .. وكلنا أمل أن ذلك مرسوم بالقول والفعل من الجهاز الفني حتى لو أبدى عدم رضاه الكامل بعد المباراة ..!!
أخيراً نتمنى أن يكون هذا التعادل بداية التوازن المطلوب ليتابع منتخبنا مسيرته القادمة بأفضل شكل ممكن وهذا يحتاج من جميع المعنيين الوقوف معه بأقصى الطاقات وتجاوز ما مر به في المراحل السابقة قدر الإمكان..
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com