يجسد نهائي الشامبيونزليغ، مساء اليوم، في ويمبلي انحناء واعتراف الجميع للاندية الالمانية بالجدارة بعد أن لامست ذروة القوة والانجاز على صعيد المسابقة الأغلى و الأكثر إثارة ومتعة
حين تدخل جوهرتا الكرة الالمانية صراعاً مفتوحاً على اللقب..
وبقدر ما يبدو التصميم والعزيمة والاستعداد فوق العادي سمات جاهزة لدى لاعبي البايرن ودورتموند لخوض صراع استثنائي على لقب الشامبيونزليغ يبدو التواضع والحذر وتقدير الخصم أبرز صفات مدربي الفريقين اللذين يعرفان بعضهما جيداً..
قبل المباراة..
كثيرة هي التصريحات و الترشيحات التي ترجح كفة هذا على ذاك ولكن يعرف الجميع أن الفريقين يتمتعان بصفات مشتركة أبرزها القوة والقتال حتى اللحظة الأخيرة وربما ما بعد الأخيرة، كما عودتنا الكرة الالمانية..!
وهنا تأتي حنكة هاينكس مدرب البايرن حين قلل من أهمية ترشيح فريقه للفوز، فهذا كلام محمول على شيء من الثقة والحذر لأن حلمه الحقيقي هو اللقب ومن ثم الثلاثية الأغلى..
بدوره يورغن كلوب مدرب دورتموند لم يكن أضيق رؤية للأمور بل دفعها لأمكنة أخرى تنطوي على اعتراف بجدارة الخصم حين قال «إذا فزنا فليس معنى ذلك أننا الأفضل و لكن فزنا على أفضل فريق في العالم..»!
وهذا ما يجعل معركة المستطيل الأخضر مفتوحة على كل الاحتمالات في مباراه لابد فيها من فائز وحامل للقب..!
في الملعب..!
التشكيلة التي أعلن عنها هاينكس تقول إن لاعبيه جميعهم حاضرون وفي حالة بدنية جيدة و جاهزية نفسية عالية ما يعني أن البايرن يتمتع بقوة أوراقه كاملة و سيدخل كما عودنا بأسلوب المتوازن والقوي في الدفاع و الهجوم مع معرفة جيدة بخصمه كما لو أنها واحدة من كلاسيكيات «البوندسليغا» التي شهدها عشاق الفريقين في المواسم الأخيرة حيث تتمايل الكفة بين الخصمين الندين..!
بدوره يبدو كلوب واثقاً بفريقه، وينطبق عليه الى حد بعيد، ما ينطبق على خصمه من حضور بدني ونفسي مع معنويات عالية جداً بفضل تجاوز واحد من أعرق الاندية في المراحل السابقة ونعني بالطبع الملكي ريال، وطموح دورتموند باللقب يرتقي الى ما هو أكثر من الحلم لإضافة لقب أوروبي جديد ولانقاذ موسمه الكروي الذي لم يبق له فيه شيء سوى هذه المسابقة بعد أن كان بطل البوند سليغا لموسمين سابقين..!
في لغة الأرقام
إذا انطلقنا في لغة الارقام من لقاءات الفريقين في مختلف المسابقات المحلية و الاوروبية فقد تواجها مئة مرة مالت الكفة فيها للفريق الأعرق حيث فاز البايرن في 45 لقاء، وفاز بروسيا في 26، وتعادلا في 29 مواجهة..
أما على صعيد المواجهات في مسابقة الشامبيونزليغ فقد اوقعت القرعة الفريقين مرة واحدة في دور المجموعات عام 98 حيث تعادلا ذهاباً من دون أهداف ثم فاز بروسيا اياباً 1/صفر.
ويمكن أن نتوقف عند جزء من صورة المواجهات بين البايرن ودورتموند خلال العقد الحالي في البوند سليغا منذ موسم 2000-2001 وحتى الموسم الحالي حيث تفرض كفة البايرن نفسها بشكل اوضح بأحد عشر فوزاً من 26 لقاء فيما فاز بروسيا بسبع مواجهات و تعادلا 8 مرات.
ولكن لابد من الاشارة أيضاً في هذا السياق الى ارجحية دورتموند خلال الموسمين الماضيين «2011 و 2012» حيث فاز باللقاءات الاربعة، فيما تعادلا مرتين هذا الموسم.
وعلى صعيد الكأس، حيث نبقى في العقد الحالي، فاز بروسيا في لقاء كأس السوبر عام 2008 بنتيجة 2/1 ، ثم فاز في كأس المانيا على البايرن 5/2 عام 2012، لكن البايرن عاد وفاز بالكأس على خصمه بهدف وحيد مطلع العام الحالي.
بهذا المعنى، و من خلال تفاصيل لقاءات الفريقين الكثيرة طبعاً نجد أن الكفة لا تميل بشكل كبير الى هذا أو ذاك. وستكون كلمة الفصل لوقائع الميدان ومجريات المباراة و خصوصيتها.. والمهم أيضاً لحنكة المدربين اللذين سيتواجهان بشكل آخر على الخط، وسيكون للحضور الذهني و القرار السريع والصحيح داخل وخارج الملعب دور كبير في نتيجة المباراة بتقديرنا..
غياب غوتزه المؤلم..!
سيفتقد نادي بروسيا دورتموند جهود لاعب خط وسطه ماريو غوتزه بسبب الإصابة. وعانى غوتزه (20 عاما) من إصابة في العضلات في مباراة الإياب في الدور قبل النهائي أمام ريال مدريد في 30 نيسان الماضي وكان يأمل في التعافي قبل المباراة النهائية التي ستقام في استاد ويمبلي. وعلق غوتزه على حالته : النهائي كان هدفي. لقد عملت بكل جدية من أجل التعافي في الاسابيع الأخيرة واشعر بالحزن الشديد لعدم استطاعتي مساعدة الفريق في هذه المباراة المهمة. وهذا الامر سيؤثر سلبا على هجوم الفريق لكن الضغط على منطقة الوسط ومحاولة فسح المجال امام ليفاندوفسكي الذي نتوقع ان يلعب كرأس حربة يمكن ان يعوضا بشكل نسبي .
وقفة أخيرة
قيصر الكرة الالمانية على ثقة كبيرة بفوز البايرن باللقب إلا في حالة واحدة وهي أن يكون فريقه في يوم نحسه..!
وفي المنطق يبدو البايرن في أفضل أحواله باعتراف الجميع، بل إنه الفريق الأفضل كما يقول كلوب، وكما أثبتت وقائع الموسم الكروي حيث حسم اللقب قبل ستة أسابيع من نهاية البوند سليغا، وتأهل للكأس الالمانية وسيلعب اليوم نهائي الشامبيونزليغ على حساب البرشا بعد الحاقه به هزيمتين مذلتين.. ونجومه في جاهزية عالية فيما ينتظر دورتموند مهمة ثقيلة بالفعل لكن يشفع للأخير أنه لا يقل عنه رغبة وطموحاً وقوة ما يشير إلى احتمال وصول القوة و المتعة الكروية الى مستويات عالية!