متابعة – مهند الحسني: إذا كانت مشكلة غالبية فرق الدوري السلوي مالية فأن أندية المقدمة مضافاً إليها نادي الوحدة
الذي تراجع كثيراً في السنوات الثلاث الماضية لا تعاني هذه الأندية من هذه الأزمة في المواسم السابقة وإنما بدا واضحاً أن هذه الأندية
باستثناء نادي الجيش تعاني من أزمة مختلفة وهي انعدام استراتيجية الأمد الطويل والبحث عن ألقاب بطرق مختلفة ولو كان ذلك على حساب بنيان النادي الذي بدأت علائم الانهيار عليه بعد مرحلة من الانقطاع الفني والمادي لبعض هذه الأندية التي فرطت بالمواهب الصاعدة وأهملت فرق القواعد ،ولعل أكبر مثال الحال الذي يمر به نادي الجلاء حالياً والذي لم يستطع أن يثبت مشاركته في أي مسابقة هذا الموسم ليس للأوضاع التي تمر بها البلاد فحسب وإنما لمشكلة أكثر تأزماً بدأت تتكشف في أندية المقدمة ويأتي في مقدمتها سلة الجلاء رغم امتلاكه لمجموعة من الخبراء من أبناء النادي وهم من أصحاب المعرفة الفنية لكن يبدو أن الاعتماد على الاستثناءات المستوردة من غير أصحاب الاختصاص قد خلطت أوراق الفريق ،و وجد نفسه دون الأدوات التي يجب أن يمتلكها كفريق حقق العديد من الانجازات المحلية ،ويبدو أن سياسة استقطاب لاعبي الأندية وجمعهم في فريق واحد قد أثبتت فشلها وتساقطت أوراق التوت عن الاستراتيجية التي دأب القائمون على سلة الجلاء بالعمل والسير بها ومع أول صدمة وجد النادي نفسه ريشة في مهب الريح.
الوحدة كان يا ما كان
لم يكن أشد المتشائمين بسلة الوحدة يتوقع لها أن تصل لهذا المستوى وهنا لا نشير لمستوى الفريق في كأس الجمهورية هذا الموسم نظراً لضعف المستوى العام للمسابقة وإنما أردنا أن نشير إلى أن سلة الوحدة تعاني من أزمة فنية تتجلى في غياب الدعم والاهتمام بقواعد اللعبة إضافة لغياب المواهب والنجوم بعد كوكبة من عمالقة السلة السورية التي لعبت لسلة البرتقالي أمثال أنور عبد الحي وطريف قوطرش والحسينو والحناوي والزيدان ليجد النادي نفسه أمام أزمة نجوم ما أثر على نتائج الفريق الذي لم يستطع أن يعتلي منصات التتويج المحلية منذ حوالي التسع سنوات ،إضافة إلى أن قواعده لا تبشر بالخير بعد النتائج التي خرجت بها في بطولة العاصمة الأخيرة لتؤكد هشاشة الاستراتيجية التي يعمل بها القائمون على أمور اللعبة ناهيك عن الأمور المادية التي أرهقت النادي منذ أكثر من موسمين .
الثورة عشرة على عشرة
ليست مشكلة سلة الثورة تقتصر على الناحية الفنية كونه النادي الوحيد الذي يعاني من أزمات مالية منذ سنوات طويلة ولا يملك حتى صالة تدريبية أو حتى استثمارات يستطع من خلالها تسيير أمور اللعبة ،إلا أنه من أكثر الأندية اهتماماً بقواعد اللعبة ولم يضم لصفوف لاعبين أسوة بباقي الأندية حيث اعتمد على أبناء النادي وكان يرمم بعض مراكز الفريق بلاعب أو لاعبين اثنين بالموسم الواحد لكنه وبعد صبر على ما زرعه كان الحصاد مثمراً وأفرز لاعبين شباب من مستوى جيد حافظ من خلالهم على تحضيراته التي بدأها منذ أشهر طويلة وإن كانت متقطعة نتيجة عدم استقرار ساعات التدريبية ،وعلى الرغم من عدم تمكنه من تحقيق نتائج ايجابية هذا الموسم إلا أن لديه كوكبة من اللاعبين النجوم سيكون لهم كلام أخر في المواسم القادمة لا محالة .
خلاصة
لنكن واقعيين ولمرة واحدة ونعترف بأن مشكلة سلتنا الوطنية ليست مشكلة مال فقط وأن أمراض سلتنا لن نجد لها الدواء الشافي وستكتشف حينها أنه لا احد قادر على تحريك سلتنا الوطنية أو إخراجها من ضياعها بعدما ابتلينا بواقع سلوي تراكمي مرير نضحك على أنفسنا وعلى الأخرين والحصيلة اليوم كما كانت في الأمس وكما ستكون لاحقاً لا شيء في حال بقينا نتغنى بأمجادنا السابقة دون أن نؤسس لفضاءات أوسع وأشمل وأفضل لسلتنا الوطنية .