بسبب عدم المتابعة ومحاسبة المدربين الأجانب.. تدني مستوى ألعاب القوى!

تحقيق – زياد الشعابين: ألعاب القوى أو أم الألعاب كما يحلو للبعض تسميتها تشكل نقطة في الرياضات الوطنية وكما هو معروف

fiogf49gjkf0d


فلاعبوها يشكلون منجماً أو مناجم للذهب لدولهم في البطولات والدورات الإقليمية والقارية والدولية والأولمبية لكثرة عدد مسابقاتها.‏



وقوانا عاشت فترة ذهبية في فترة التسعينات وحققت إنجازات أولمبية وعالمية عبر البطلة غادة شعاع وحامد أبو زيد وفراس المحاميد وسليمان حويلة وهؤلاء هجروا اللعب وهم في قمة العطاء والبعض يرى أنه لايوجد خلفاء لهم أو رديف في البعض الآخر أن السلسة الرياضية مستمرة عبر الأجيال الجديدة ومنهم مجد غزال وغفران محمد التي تركت مؤخراً وحميد منصور وغيرهم.‏‏


في تحقيقنا التالي نسلط الضوء على واقع ومعاناة اللعبة أم الألعاب وسبب غياب الرديف بين الجيلين إن وجد وسبل الارتقاء بها وتطورها.‏‏


تحضير مثمر‏‏


من جهتهم نائب رئيس اتحاد اللعبة وأمين السر ومدير الاتحاد وأحد كوادر اللعبة أكدوا أن الجيل القديم التسعينات كان يتحضر لدورة المتوسط ووقتها ثم توظيف واستثمار كامل الامكانيات الفنية والمادية لهذه المشاركة حتى أنه تم استقدام عدة مدربين أكفاء ليس لأن الألعاب فقط بل للرياضة السورية عموماً وأتت هذه الجهود بثمارها حيث الأبطال والنجوم غادة شعاع – حامد أبو زيد- فراس المحاميد – سليمان حويلة وغيرهم من الأبطال وجاء بعد هذا الجيل جيل ذهبي آخر أمثال محمد حزوري-ورضوان عيفان- وفدوى بوظة وإن لم يصلوا إلى المستوى الذي وصل إليه الجيل الأول جيل التسعينات ولحقه جيل جديد بعده مثل مجد غزال وغفران محمد وحميد منصور ولايمكن القول أن هناك فجوة بين الفترات والأبطال بل أن هناك تطوراً باللعبة والدليل هو الميداليات المتنوعة التي يتم حصادها في كل مشاركة والأرقام القياسية الجديدة التي تحطم باستمرار وتطور الأرقام الأخرى وهناك مجموعة من اللاعبين الرديف لبعض المسابقات فمثلاً الوثب هناك ست أو أكثر من اللاعبين واللاعبات.‏‏



عزوف الأندية‏‏


وأشاروا إلى أن هناك معاناة كبيرة تواجه اللعبة وربما تساهم في تأخرنا أو الحد من تطورها المنشود والمراد في الوقت القريب أو بالمستقبل البعيد ومن أبرزها: عزوف البعض في الأندية عن ممارسة اللعبة وإسقاطها من قوائمهم بعد توجهها لكرة القدم وهنا لابد من السؤال أين تصرف الأموال المخصصة لغير كرة القدم في هذه الأندية بل يجب المحاسبة وإلزام الأندية على ممارسة الألعاب الرياضية الأخرى التخصص.‏‏


الأنانية‏‏


وهناك معاناة أخرى وأكبر وهي الأنانية وعدم تقبل النقد فاللاعب ملك للمدرب الذي يريد تدريبه سواء هو من أحضره أو وكل بتدريبه وهويريد تدربيه وتعليمه كل شيء سواء أكان مختص بهذا الأمر السباق أواللعبة أم لاويرفض تقبل الرأي والنصيحة من الآخرين والمحصلة هي ضياع وهروب الخامات التي لم يتم استثمارها والعمل عليها وتشتيت من بقي لأنهم وصلوا أو سيصلوا إلى حد مالايمكن مع هذا المدرب الانتقال إلى مستوى أعلى أو أفضل وبالتالي اللعبة هي الخاسر الأول ومن ثم الرياضة ككل.‏‏


المدربون بين الضعف والكفاءة‏‏


هناك مطبات قد تقع بها اللعبة لكنها لاتتراجع إضافة لبعض الظروف التي تحكم اللعبة أكثر من أي شيء آخر وهنا يمكن أن نوجز ذلك على سبيل المثال لاالحصر: ضعف بعض المدربين الوطنيين مقابل الاعتماد على المدربين الأجانب فترة زمنية طويلة رغم أن الأجنبي لايملك سوى المؤهل الفني فقط وعدم توظيف المدربين الوطنيين الأكفاء بالشكل الصحيح حيث هناك العدد منهم بعيدين عن الساحة والميدان كما يقال ولديهم من الشهادات والخبرات الكثير فالأجنبي يأخذ على سبيل المثال 2000 دولار شهرياً فيما الوطني لايجد مايسد به رمق العيش وتراه يعمل على ذلك فهو الأقرب إلى اللاعب ويمتلك الغيرية والولاء والانتماء وأهم من ذلك الاستمرارية.‏‏


وهنايبرز السؤال لماذا تنجح كوادر اللعبة خارجياً وتتميز هناك والجواب ببساطة هو توفر ماتريد وتطلب لتحقيق النجاح وهو ماتريده بينما يفتقد ذلك بالداخل.‏‏


وختموا بالحديث عن المعاناة أن الانتخابات الرياضية بالعادة لاتلبي الطموح وهي مشكلة كبيرة تواجه الرياضة ولايمكن أن تفرز الأفضل والأكفأ والأنسب للعمل بل نتيجة التكتيك والتحالف الرياضي يفوز البعض ومن يملك المؤهلات الرياضية ولايجب أن يعمل وفي وقت حساب الانتخابات تراه يغرد خارج السرب.‏‏


تخصص‏‏


إن ألعاب القوى السورية تميزت بالتخصص خلال الفترة الماضية وهو تخصص واستمرارية فمثلاً: مسابقة السباعي بدأت بغادة شعاع تلتها رولا همبرسيان وفدوى بوظة ونور الصوص .‏‏


وفي سباق الحواجز كان حامد أبو زيد وزهر الدين نجم وهاني مرهج ثم غفران محمد وبالوثب مجد غزال وقبله بالوثب الطويل والثلاثي محمد حزوري.‏‏


وزارة التربية‏‏


إن تجميع اللاعبين (المواهب) يعتبر مشكلة كبيرة لكن بإخضاعهم لمعسكر دائم واحتكاك داخلي وخارجي سيؤدي حتماً إلى نتيجة إيجابية إذا مااعتمد على أسلوب الاتحاد الدولي الجديد في برامج الإعداد والاختيار الصحيح فمثلاً إحضار 100 طفل والعمل عليهم بشكل جيد نكسب منهم بالمرحلة الأولى حوالي 90 وليس عدداً لايتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وبذلك نشكل قاعدة للعبة وهنا يبرز دور الرياضة المدرسية والتي من المفترض أن يكون لها الدور الأكبر وأن تكون في صلب العمل فعودة الرياضة المدرسية الصحيح وفرز اللاعبين من خلال التخصص حسب المسابقات وبالتالي نصل لتخصص الرياضة (الريف …تحمل وقوة .. الريف الثاني سرعات.. وهكذا فالريف مليء بالمواهب ولكن يحتاج إلى انتقاء صحيح وتوظيفه بالشكل الأمثل وهذا يقع على عاتق اللجنة المركزية لانتقاء المواهب بعد عمل اللجان المتخصصة في المحافظات والأندية وهذا مايساهم في توسيع رقعة ممارسة اللعبة وتطورها وهذا لايعتمد على ماذكر فقط بل يحتاج إلى تعاون الجميع بدءاً من البيت – النادي -اللجنة الفنية – اتحاد اللعبة – المنظمة الرياضية والاستفادة من تجربة لنادي المحافظة الناجحة ( المدرسة الصيفية).‏‏


وممايساهم في تطور اللعبة هو استثناء كوادر اللعبة (أعضاء الاتحاد على وجه الخصوص ) من الازداجية فعضو الاتحاد مثلاً مدرب كفوء ولديه من الخبرات والمؤهلات مايكفي ليكون مدرباً وينجح بذلك لكن كونه بالاتحاد فلايجوز له التدريب وهنا بما أنه لايتلقى أي مردود مادي كما هناك فأنه يفضل العضوية على التدريب لأنها لاتتطلب المزيد من الجهد والتعب كما التمرين.‏‏


ميزانية اللعبة‏‏


ومن الأمور التي تساهم في ارتقاء اللعبة وتوقفها أو تراجعها هو الميزانية الحالية للاتحاد فمثلاً عشرة ملايين أو 15 مليون ماذا يصرف منها على إعداد اللاعبين الربع أو أقل من ذلك لأن هذه الميزانية هي البطولات وأجور المدربين والحكام و… بالتالي الإعداد للاعبين حسب هذه الميزانية والمفروض أن تخصص ميزانية للإعداد فقط وبالتالي ستكون النتيجة إيجابية أكثر .‏‏


أخيراً تكرار تجربة 2010 بإخضاع اللاعبين لمعسكر طويل مغلق فني – ثقافي – علمي والتي نجحت وأفرزت الكثير من المواهب والخامات وهذه ستكون بمثابة صلة الوصل بين القاعدة والقمة مروراً بالفئات الوسطى بينها وتأتي المرحلة الثانية من المعسكر بمتابعة هذه الفئات الأجيال وإعدادها بالشكل الصحيح والناجح.‏‏


سوء التخطيط‏‏


زكريا الزرزور مدرب المنتخب الوطني وعضو اتحاد اللعبة إضافة إلى أنه بطل وعايش الأجيال كلها الذهبية وغيرها يرى أن ضعف الحلقة القديمة والمفقودة بين الجيلين جيل التسعينات وجيل الألفين مرده لسوء التخطيط ومشروع بناء الرياضي يعتمد على سنوات وبهذه السنوات تفقد السيطرة على الفئة العمرية أشبال – ناشئين لسوء التخطيط فلو فرضنا أننا أهملنا الاهتمام بالأشبال والناشئين لمدة 3-4 سنوات فالثمرة ستكون مستوى متدني بفئتي الشباب والرجال وظهور بعض الأبطال مثل: مجد الدين غزال – محمد ملا خلف- رهام شيما- هبة العمر هو ناتج عن جهود شخصية تعتمد على المدربين واللاعبين بمساعدة اتحاد اللعبة والدور الأكبر دعم النادي التابع له اللاعب .‏‏


شبه معدومة‏‏


يضيف الزرزور : إذا أحصينا عدد اللاعبين الناشئين والشباب على المستوى العربي الآسيوي نجد النسبة شبه معدومة‏‏


لذلك خطة العمل من أجل الاهتمام بالمواهب (ناشئين وشباب ) والتي أعدت منذ 2-3 سنوات مازالت على الورق فنجد ضرورة متابعة اللاعبين ومشاكلهم الشخصية يجب حلها ولوكنا مضطرين إلى زيارات شخصية إلى بيوت اللاعبين ممثلة برئيس اتحاد اللعبة وأعضاء الاتحاد كما كان يفعل في السابق.‏‏


قطاف الثمرات‏‏


ومن أسباب تدني المستوى عدم المتابعة الفنية للخطة التدريبية للاعبين بشكل ممنهج وصحيح وعدم محاسبة المدربين الأجانب على نتائج تدريبهم ونتمنى مجدداً الاهتمام في فئة الأشبال والناشئين والموافقة على تطبيق الدراسة التي وضعت من قبل بعض أعضاء الاتحاد من أجل إقامة معسكرات تدريبية طويلة وتحضيرهم للاستحقاقات القادمة ويكون ناتج هذا الاهتمام قطاف الثمرات في فئة الرجال والشباب مع المحافظة على اللاعبين النخبة والذين سبق ذكرهم في بداية الحديث ودعمهم بمعسكرات طويلة أيضاً .‏‏


فمقارنة ببداية التسعينات كان المنتخب الوطني يضم كل الفئات العمرية في معسكرات مغلقة وأعداد تتجاوز الثلاثين لاعباً ولاعبة لذلك كان الناتج النوعي مميزاً عدداً وإنجازاً .‏‏


لتدارك الهبوط‏‏


ويشير المدرب الوطني إلى أن المعسكر لمدة شهر وشهر ونصف لمن يحقق المطلوب والوصول إلى الانجاز لذلك نتمنى أن يكون المعسكر أو المعسكرات التدريبية طويلة حتى نتدارك ضعف النتائج وأن تكون المعسكرات التدريبية المغلقة مدروسة ومخطط لها مسبقاً من حيث مدى تطور اللاعبين وإمكانية المنافسة عربياً ودولياً وفي هذا السياق نتمنى التوجه بالاعتماد على الخبرات الوطنية من مدربين وفنيين ومازال الوقت متاحاً لدينا لتدارك هبوط المستوى والنهوض من جديد لرياضتنا رياضة ألعاب القوى .‏‏


وأخيراً نتمنى عندما يتم دعوة اللاعبين إلى المعسكرات التدريبية عدم دعوة اللاعبين أو اللاعبات المنقطعين عن التدريب لفترات طويلة تصل إلى ستة أو سبعة أشهر فانتقاء اللاعبين لدعوتهم إلى المعسكر له دور كبير في توفير الوقت والجهد وتحقيق الهدف المرجو من المعسكر وهنا بصفتي عضو اتحاد أطلب من اللجان الفنية بالمحافظات رفع قوائم اسمية للاعبي منتخب المحافظة وإنجازاتهم الحالية مع ذكر اسم المدرب المشرف على تدريبهم حتى يكون لنا أساس ننطلق به من الواقع الحالي في رياضتنا بالمحافظات.‏‏

المزيد..