كل الأدعية والأمنيات لم تكن كافية كي يفوز منتخبنا الوطني على نظيره العماني ليقطع أولى خطواته إلى النهائيات الآسيوية
وقدم مباراة باهتة اللون والأداء ولم يكن مقنعا بحضوره التقني كما كان في بطولة غرب آسيا..!
ونقدر للمدرب حسام السيد شجاعته في تحمل الخسارة ونتفق معه في التبريرات التي ساقها كونها ساهمت فعليا في الوصول لهذه النتيجة التي خيبت آمال عشاق المنتخب الذين بدورهم يقدرون الظروف الموضوعية المحيطة به، ولكن في المجمل لم يقدم المنتخب نفسه بصورة تنم عن حماسه لتقديم مباراة كبيرة رغم تشابه الظروف مع البطولة السابقة وهنا زاد عليها غياب عدد من اللاعبين المؤثرين في الفريق.
الخسارة في بداية الطريق أجزم أنها مفيدة جدا لنا كي نستطيع الوقوف سوية على بعض الحقائق التي يجب مواجهتها ومعالجتها بشكل جيد وبعيدا عن أي إرهاصات ليست في مصلحة المنتخب أولا وأخيرا…
المحطة القادمة تفصلنا عنها أشهر كافية لفعل شيء ما وتحسين الصورة، ولكننا لانريد لأحد أن يصور لنا أن ضياع فرصة التأهل (لاسمح الله) بأنها ليست مشكلة، ويبررها ببناء فريق للمستقبل، فقط من أجل الخروج من عنق الزجاجة ومن ثم نكتشف أن المستقبل غير واضح المعالم بالنسبة لهم، وبعيدون عنه بأميال كثيرة.
المستقبل يجب أن يبدأ من هنا وأي رهان غير هذا يكون في خانة التخدير والإحباط الذي يعالجونا به منذ سنوات ويصبح امتداد للخيبات السابقة التي أصابتنا ولم تهز جفن أحد من المعنيين بمستقبلنا الرياضي.
الخسارة كما يردد من يريد تبريدها ليست نهاية العالم ونتفق معهم في ذلك ولكنها يجب أن تكون حافزا ودرسا ويتم معالجة المعوقات من اجل تجاوزها بعقلية احترافية في التعامل مع المطبات، التي نتجرع من خلالها المرارة، وتكون هناك خريطة طريق للمستقبل لنتواجد بقوة في الاستحقاقات القادمة بعيدا عن تعاطي جرعات الحماسة وحفنة الأمنيات والدعاء، التي باتت من المغيبات في عالم الرياضة الذي يعتمد على العلم والموضوعية والتحليل المستند على العلوم وليس على الأمنيات فقط..! وثمة تساؤل ابحث عن إجابة عليه، هل الآلية التي تدار بها كرتنا وطريقة اتخاذ القرار والاجتماعات الخلبية وعدم تحمل المسؤولية والنشاطات المختلفة تبني منتخبات متطورة وتساهم بدوري ناجح نطلق عليه أسم المحترفين، وأين الوعود التي أتحفونا بها والتصريحات لبناء المنتخبات أم أن الظروف الحالية باتت شماعة لمن يعرف أن جعبته فارغة ويترك الحبل على الغارب ونبقى ندفع الثمن خيبات متواصلة بغض النظر عن خسارتنا مع عمان..؟
بسام جميدة