لا أعرف أن كنت سأفشي سرا عندما اكتب عن برنامج تلفزيوني يتم الإعداد له من قبل الزملاء هناك يتحدث في كل حلقة عن ناد من الأندية السورية،
وكما عرفت فهو برنامج لسرد الذكريات ونفض الغبار عن تاريخ أنديتنا المهدور في خزائن النسيان، وتناقشت فيه مع زميل يقوم بالإعداد لبعض حلقاته، وحاولت اغتناء الفكرة باستدراجه للحديث عن واقع كل ناد ولابأس من التطرق للمواضيع الإنشائية والاستثمارات وحتى الإدارات وواقع بعض الألعاب وطرح فكرة الأندية التخصصية وغيرها من المسائل الحيوية التي تلامس هموم أنديتنا وتعيق من تطورها الفني والإداري والاستثماري الذي يعتبر الأهم، ولكنني كما فهمت أن البرنامج للذكريات فقط، وهذا رأيهم ونحترمه.
هذه الفكرة جذبتني لكتابة زاوية في هذا الصدد فالمهم في موضوع أنديتنا السورية دائما واقعها المزري الذي يحتاج إلى فتح كل الملفات من اجل تصويب الاعوجاج والاستفادة من الايجابيات إن وجدت لتنميتها، وللأسف غالبية أنديتنا بلا مقرات مناسبة تليق بها كما في باقي الأندية العربية، حيث المقر عبارة عن مؤسسة رياضية بحالها وفيه متحف للذكريات من دروع وكؤوس وشهادات وأرشيف، فيما لازالت جميعها تستجدي المساعدت المالية بسبب غياب الاستثمارات التي تدر عليها المال، ويُفرض عليها أن تمارس غالبية الألعاب حتى لو كان على سبيل أداء الواجب وبلا مستوى، كما تغيب عنها الكوادر الإدارية المتخصصة في الإدارة والمال والتسويق والتخطيط.
الاستثناءات هنا قليلة جدا بل ولاتقارب الطموح الذي ننشده، وأن كان نادي المحافظة يعتبر من الأندية النموذجية تقريبا فأن أندية أخرى أكثر شعبية لاتزال مقراتها غير مناسبة ولاتليق بتاريخها وعراقتها، وقس على ذلك بقية الأندية مثل الاتحاد والكرامة وتشرين وغيرها…
ومقر نادي الفتوة يعتبر النموذج الأسوأ للمقرات بجدرانه الطينية وغرفه الثلاث المتواضعة حتى الآن بالرغم من تخصيصه بمنشأة مضى على البدء بها أكثر من عقد ونصف من الزمن ولم تنته، هناك من هو أقل سوء منه، ولايمكن لهذه الأندية ان تعطي الانطباع الجيد عن التخطيط الأمثل لرياضتنا التي لم يتزامن التخطيط لها منذ البداية بشكل متوازي لبناء البشر مع بناء الحجر، فلم نثمر في الأولى وأهملنا الثانية، ومع ذلك هناك من يبقى يتحدث برومانسية عن الرياضة النوعية والأندية التخصصية والانجازات الوهمية، دون أن يعير الواقع أدنى اهتمام لأنه دليل فاضح على سوء التخطيط لرياضتنا السورية بشكل عام وهذا الفعل ليس وليد اللحظة بل تراكمات سابقة لانُحمل وزرها لأحد بقدر ما ندعوا إلى البدء بشكل صحيح لأنه (أن تأتي متأخرا خير من أن لاتأتي أبدا).
بسام جميدة