من المقرر أن تكون فعاليات كأس الخليج بنسختها الحادية والعشرين قد وضعت أوزارها أمس على الأراضي البحرينية، وبعيداً عن الدروس والعبر والسلبيات والإيجابيات،
فإن هناك ظاهرة تسترعي الاهتمام أكثر من غيرها وهي الأزمة الحقيقية التي تعانيها كرة السعودية.
منذ التفريط ببطاقة المونديال الإفريقي يوم كانت المباراة الحاسمة مع كوريا الشمالية والكرة السعودية تغط في سبات عميق، أو لنقل في تراجع ملحوظ حيّر أصحاب الأقلام في شبه الجزيرة العربية، وتكفي الإشارة إلى الإخفاقات التالية: الاكتفاء بالوصافة في كأس الخليج الماضية، ثم الخروج من دور المجموعات لكأس أمم آسيا 2011 التي جرت في الدوحة رغم المؤازرة الجماهيرية، ثم الوداع المبكر للتصفيات المونديالية الحالية رغم الفوارق بينها وبين المنافسين، ثم الخروج صفر اليدين من بطولة غرب آسيا التي جرت في الكويت، وأخيراً الاكتفاء بفوز ضئيل على اليمن وخسارتين في كأس الخليج التي اختتمت أمس.
من يقتنع أن الأخضر السعودي بطل القارة الصفراء ثلاث مرات وصاحب المركز الثاني ثلاث مرات أن هذه حدوده؟ ومن يقتنع أن المنتخب الذي شارك في أربع نسخ مونديالية متتالية وبطل كأس الخليج ثلاث مرات والوصيف خمس مرات أن هذه هي إمكاناته؟
الإعلام السعودي لم يرحم طوال السنوات الأربع الأخيرة، ومعه كل الحق لأن الإمكانات الفردية للاعبين عالية جداً، فما بالنا إذا كان الربان على الأغلب من النخبة العالمية؟
الأموال الباهظة التي تصرف على الكرة السعودية، والعقود التي تبرم مع كبار المدربين وبرواتب مجزية وآخرهم الهولندي فرانك رايكارد بطل القارة مع برشلونة عام 2006 لم تؤت ثمارها.
الكثيرون يظنون أن المدرب هو السبب فيكون الشماعة، والقائمون على المنتخب يسارعون لإقالة المدرب أياً كان اسمه، ومهما كانت قيمة الشرط الجزائي وهذا ما حدث بالفعل، ظناً منهم أنه حل إسعافي، وكأنهم يخدرون الجماهير ليس إلا وهم بهذه المعالجة يزيدون المشكلة تفاقماً.
محمود قرقورا