لم يلقَ قرار إقالة المدرب الإيطالي دي ماتيو وتعيين الإسباني صاحب التجربة في الملاعب الإنكليزية رافائيل بينيتيز مكانه صدى طيباً في أوساط ستامفورد بريدج معقل نادي تشيلسي بطل القارة.
ليس السبب عدم إيمان جماهير البلوز بقدرات بينيتيز الذي حاز جلّ الألقاب التي يحلم بها المدربون، وإنما الوفاء للمدرب الذي كحّل عيونها باللقب الأوروبي الأغلى الذي طال انتظاره، وكان جواز سفر دي ماتيو كي يوقّع له مالك النادي الملياردير رومان أبراموفيتش على عقد دائم بدل المؤقت.
مباراة تشيلسي الأولى مع السيتي كانت مناسبة خاصة لمعرفة كيفية الترحيب بالمدرب رافا بينيتيز، فقرأنا لافتات فيها عبارات المديح والثناء للمدرب المقال دي ماتيو، كما قرأنا لافتات أخرى تطالب بينيتيز بالمغادرة قبل أن يباشر مهامه، وهذا لم نلحظه مع قدوم المدربين الثمانية السابقين بعهد صاحب القرار أبراموفيتش!
صحيح أن نتائج دي ماتيو ساءت على نحو غريب غير مرتقب محلياً وأوروبياً، لكن يجب علينا إنصافه بما شاهدناه، فالخسارة الأولى للفريق أمام مانشستر يونايتد كانت بفعل فاعل وهو حكم المباراة مارك غليتنبرغ.
وصحيح أن منطقة التوجيه ليست بمأمن على أي مدرب مهما بلغ شأنه وعظم قدره وتتالت إنجازاته، إلا أن الوفاء بذكر فضله ومآثره أقل ما يمكن تقديمه له.. حالة جمهور تشيلسي ليست الأولى التي شاهدناها هذا الموسم، فعندما قدم براندن روجرز بديلاً لكيني دالغليش مدرباً لليفربول فوجئ الجميع بعبارات الإطراء والمديح لدالغليش المقال، وعبارات الفتور وعدم الرضا بحق الوافد الجديد، مع أن دالغليش قاد ليفربول لأسوأ مركز في تاريخ مشاركاته في البريمرليغ، ولكن المركز المتردي لم ينسِ ليفربول أيام العز والريادة مع الملك دالغليش!
الغريب أن لمسة الوفاء هذه لم تكن موجودة عند جمهور مانشستر يونايتد بحق المدرب الذي صنع ثلاثة أرباع تاريخ النادي وهو المدرب الحالي فيرغسون، فعندما خرج مان يونايتد من دور المجموعات للشامبيونزليغ موسم 2005/2006 علت الأصوات المطالبة برحيله، وجوبه بلافتات استهجنها ألد أعداء فيرغسون في ذاك الوقت آرسين فينغر، وهنا السؤال: ما قيمة إنجازات دي ماتيو ودالغليش التدريبية مقارنة مع فيرغسون حتى نشاهد النقيضين رأي العين؟