قدمنا مستوى جيداً وخرجنا من البطولة..!عبارة كثيراً ما سمعناها من بعض المدربين أو المسؤولين وخاصة في عالم كرة القدم عندنا…
عبارة تشبه الى حد ما تلك التي يتلفظ بها بعض الأطباء «نجحت العملية ولكن المريض»..!
الاختباء وراء كلمات مديح عابر أو جمل إنشائية قيلت هنا أو هناك، ولو كانت تحمل شيئاً من الحقيقة، فهي تبقى مقصورة على حالة محددة وغير مكتملة، والدليل الواضح عدم الاستمرار أو النجاح في تحقيق النتيجة المأمولة أو الأمل المعقود..!
لا شك أنه من الأمانة الاعتراف بمستوى جيد نقدمه في هذه البطولة أو تلك، ولكن ذلك لا يعني على الاطلاق أنه بديل يعوضنا عن الفشل الحقيقي الذي حدث.. والمنطق يقتضي الابتعاد عن المبالغة والاستعراض في لغة التبرير، وعن الاحتماء بجمل مديح لا قيمة لها في المحصلة النهائية، ولن تغير من الواقع شيئاً..
ثمة فشل وقع… فشل واضح ينبغي الاعتراف به دون أن ننكر جهود الناس وعملهم، لكن الصحيح أن نرى ونتحدث بموضوعية ونعترف بهذا الفشل لكي ندرك ونتجاوز.. ولكن بدلاً من ذلك ماذا نفعل؟
هنا ينبري أحدهم، رغم محاولته ليكون موضوعياً، بانتقاد «الأصوات المحلية» التي وجهت نقداً لعمله متهماً إياها بعدم امتلاك « تاريخ تدريبي» في اللعبة التي يمسك هو بتلابيبها معرفة وعلماً وتدريباً..!
المشكلة أن صاحب هذا الكلام فشل فريقه في أن يكون واحداً من الأربعة الكبار بكرة آسيا الشابة، وبالتالي فشل الفريق في التأهل الى كأس العالم.. وارتكب مع اللاعبين سلسلة من الأخطاء في مباراتهم الحاسمة ولاسيما في شوطها الثاني، ولم يتمكنوا من تسجيل ضربة جزاء واحدة ويريد من الجميع أن يصمتوا أو يلقوا النتيجة والتبعة على الحظ وحده وإن كنا لا نغض النظر عن وقوع كبار النجوم في إضاعة بعض ضربات الجزاء…
بطبيعة الحال فإن المشكلة تحمل صفة عمومية، بغض النظر عن المثال المضروب في السياق السابق.. والانكى بل الأكثر سوءاً، هو تصميم بعض المسؤولين في هذا الموقع الرياضي أو ذاك على التلطي وراء مثل هذه الحجج التبريرية في عملهم في محاولة مستميتة من أجل صورة تجميلية من غير الممكن أن تصمد طويلاً..!
أسلوب بات الحديث عنه ممجوجاً ومملاً ولكن لابد منه كل فترة، بل إن بعض المشاركات ونتائجها ومن ثم ما يسوقونه في تبريرها يدفعنا دفعاً لتذكيرهم بفشل هذه الأساليب وعدم جدواها للمستقبل لعل هناك من يسمع ولكن كثيراً ما نشعر أن كل ذلك كلام بكلام..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com