هل كان بإمكان منتخبنا الشاب المضي أبعد مما وصل إليه في كأس آسيا الكروية؟
على المستوى العاطفي،
ربما كانت الإجابة تميل إلى الإيجاب ودافعها بذلك المستوى الفني المميز الذي أظهره الفريق في مباراتيه الأولى والثانية لكن الثالثة كانت مخيبة وإشارة استفهام كبيرة!.
ومع ذلك كان تأهلنا للدور الثاني أمراً مقضياً وجاءت المواجهة الصعبة والقوية فكان منتخبنا عند حسن الظن في الشوط الأول، لكنه تراجع في الشوط الثاني تاركاً وسط الملعب للخصم الأوزبكي الذي امتد إزاء تراجع غير مبرر خاصة في رهانه على شوط كامل لم يغيره سوى هدف التعادل للعودة إلى الهجوم وإضاعة الفرص في الإضافيين أيضاً ولكن سبق السيف العذل وبدت القراءة الفنية قاصرة نوعاً ما.. في حين كان الرهان على ضربات الجزاء الترجيحية يحتمل النصف لكل من الفريقين إنما بقيت إشارة الاستفهام حاضرة بقوة على الخيار وعلى إضاعة ثلاث ضربات متتالية رغم أن الكثير من النجوم يضيعون هذه الركلات!.
ومع ماسبق يبقى أن وصول منتخبنا إلى هذا الدور كان مقبولاً وأؤكد مقبولاً، لكنه لم يرض طموحاتنا تماماً ولاسيما أن الفريق توفرت له ظروف أفضل من غيره رغم التغيير الفني الذي كان أسوأ خيارات اتحاد الكرة وأصحاب القرار لجهة الزمن والتأقلم..
وبعد خروج شبابنا، وقبله ناشئينا، لابد من التأكيد على ضرورة العودة إلى الفكر الكروي الاحترافي، ووضع خطط طويلة المدى لإنجاح الاحتراف نظرياً وعملياً.. ولو أشرنا إلى اليابان، ليس من باب المقارنة بالتأكيد ولكن من باب الإفادة، فقد شاركت لأول مره في البطولة الآسيوية للرجال عام ١٩٨٨ وخسرت ثلاث مباريات وتعادلت بواحدة وكانت قبل ذلك تحبو في عالم الكرة لتخطف لقب آسيا في البطولة التي استضافتها عام 1992.
وجميعنا يذكر أن الكرة في بلادنا بدأت منذ فترة طويلة سبقت اليابانيين بكثير، وكانت أكثر حضوراً من العديد من الدول الآسيوية التي نحلم اليوم بالفوز عليها.
نحن اليوم نتغنى بالعابرات من المباريات التي نذكر الفوز فيها، أو البطولات التي أصبحت من الماضي، رغم أهميتها واعتزازنا بها، لكن منذ سنوات وكرتنا تتعرض لكثير من الهزات دون أن تصل إلى نوع من الاستقرار سواء على الصعيد المادي أم الفني.. ويزيد الأمر سوءاً حال أنديتنا التي تعرفونها جيداً.
منتخبنا الشاب، رغم كل شيء ترك بصمة في هذه البطولة، نتمنى أن تكون نقطة ارتكاز أساسية لمحاولة وضع رؤية أكثر شمولية لحاضر ومستقبل كرتنا!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com