البرازيل مونديالياً هي سيدة العالم حضوراً وإنجازات، لعباً وتسجيلاً للأهداف، ولكنها على الصعيد الأولمبي مختلفة كل الاختلاف فالتأهل للنهائي اقتصر على بطولتين،
وإذا قال أحد إن غيابها عن البطولات الأولى قد يكون سبباً في هذا الجفاء مع الميدالية الذهبية، إلا أن المتبحر في مسيرة البرازيل المونديالية يدرك أنها لم يكن بوسعها الفوز بالذهب الأولمبي، انطلاقاً من أن بصماتها المونديالية بدأت عام 1950 عندما استضافت البطولة.
وإذا كان هناك من سبب جوهري فهو الحظر الذي كان مفروضاً على اللاعبين المحترفين طوال عهد الأجيال ذائعة الصيت بدءاً من بيليه وزملائه وليس انتهاءً بزيكو وبقية الجوقة الذهبية، وهذا ما فسره بيليه عندما سئل عن السر الكامن وراء المجافاة بين سحرة الكرة والبطولة الدولية الأقدم من حيث مشاركة القارات.
الآن نحن على أبواب محاولة جديدة لوضع حد للخصام مع الذهب الأولمبي، ولكن هذه المحاولة يراها الكثيرون أشبه بالفرصة النادرة حراء وجود عناصر قادرة على رفع اسم البرازيل مجدداً، ومجرد مشاركة تياغو سيلفا والكسندر باتو والجوهرة المتوقع لمعانها نيمار إضافة لمشاكس ريال مدريد الذي فرض احترامه في سماء الليغا الإسبانية، دون ان نغفل أن المدرب كينيزيس تواق لدخول قلوب البرازيليين دون استئذان وهذا ما عجز عن تحقيقه حتى الآن.
مشاركات البرازيل سنتناولها على حلقتين.
– المشاركة البرازيلية الأولى في الأولمبياد تعود لعام 1952 في فنلندا يوم لم يكن أحد قادراً على مقارعة أهم جيل في تاريخ أوروبا الشرقية والمقصود المنتخب المجري بقيادة احد عباقرة اللعبة في العالم فرنس بوشكاش، أما من حيث النتائج فكانت فوزين وخسارة وفق التالي: فازت على هولندا بخمسة أهداف لهدف وعلى لوكسمبورغ بهدفين لهدف ثم خرجت من الدور الثاني بالخسارة أمام ألمانيا الغربية 4/2 بعد التمديد.
– المشاركة الثانية كانت عام 1960 على الأراضي الإيطالية وفيها فازت على بريطانيا بأربعة أهـــداف مقابل ثلاثة وعلى تايوان بخمســـــة اهداف وخسرت أمام المضيفين 1/3 وخرجت حيث كان النظــــام ينص على تأهل أبطال المجموعات للمربع الذهبي.
– المشاركة الثالثة كانت في طوكيو 1964 وعزفت على النغم ذاته بل أسوأ من حيث المركز بحلولها خلف تشيكوسلوفاكيا ومصر إثر التعادل مع الأشقاء بهدف لهدف والخسارة امام تشيكوسلوفاكيا بهدف فاعتبر ذلك ثأراً مونديالياً من باب أن البرازيل توجت قبل عامين باللقب المونديالـــي على حســاب تشيكوســـلوفاكيا، ولم ينفعها الفوز على كوريـــا الجنوبيــــة 4/صفــــر رغم ان النظـــام نــــص على تأهــــل الأول والثانــــي وتلــــك كانــت صفعة لأبطال العالم.
– المشاركة الرابعة كانت في مكسيكو 1968 وتطابقت أحوالها مع البطولة السابقة بحلولها ثالثة خلف إسبانيا واليابان وقبل نيجيريا بعد الخسارة أمام الماتادور بهدف والتعادل مع الساموراي 1/1 ومع النسور الأفارقة 3/3 فسجلت سابقة تمثلت بعدم تحقيقها الانتصار بأي من مبارياتها وهذا إخفاق من نوع آخر لم يمحه إلا التتويج بكأس العالم على الأرض ذاتها بعد عامين محتفظة بكأس جول ريميه إلى الأبد.