بعد ستة أشهر من إقالته من تدريب المنتخب الإنكليزي حدد المدرب الإيطالي المعروف فابيو كابيلو مصيره بتفضيله تدريب منتخب روسيا على غيره من العروض الكثيرة، وهذا ليس بجديد على مدرب له وزنه في سوق المدربين.
قبل أيام من إعلان الصفقة صرّح كابتن المنتخب الروسي أرشافين أن كابيلو المدرب القادم للمنتخب، كدليل على أن الكابتن يكون عنصراً فاعلاً في الاختيار، وهذا لا نجده عندنا أو في عالمنا العربي.
كابيلو معروف بنجاحه التدريبي أينما حلّ وارتحل، والتجربة الوحيدة التي لم تكن دون الطموح هي تجربة المنتخب الإنكليزي، علماً أنه كان يتقاضى الراتب السنوي الأعلى في العالم.
عندما نقول إن تجربته مع المنتخب الإنكليزي لم تكن ناجحة فمردّ ذلك لخلوها من الألقاب، وهذا فيه ظلم من الناحية التقييمية من منطلق أنه نجح على صعيد التصفيات ونافس على لقب المونديال فقط، وأقيل أو استقال لا فرق قبل الاستحقاق الأوروبي.
ومن هنا نستطيع القول: إن الاتحاد الإنكليزي لم يحسبها بحكمة، ومن الناحية الرقمية تعتبر النتائج جيدة، إذ قاد إنكلترا في اثنتين وأربعين مباراة حقق الفوز في ثمان وعشرين منها مقابل ثمانية تعادلات وست هزائم، اثنتان منها فقط على الصعيد الرسمي، الأولى أمام أوكرانيا بعد ضمان التأهل للمونديال الجنوب إفريقي، والثانية أمام ألمانيا في المونديال، وكلنا يعلم قصة الهدف الملغى للامبارد الذي أثّر على شكل المباراة ونتيجتها.
كابيلو درّب ميلان ويوفنتوس وروما في الملاعب الإيطالية وفاز بكل الألقاب المتاحة بما فيها دوري أبطال أوروبا وهذا ذروة الطموح على صعيد الأندية، ولا نغفل أنه حافظ على لقب الدوري الإيطالي لثلاثة مواسم متتالية مع ميلان، كما أشرف على النادي الملكي المدريدي خلال موسمين متباعدين ونجح في الفوز باللقب في كل منهما، علماً أن المرة الثانية كانت صعبة جداً، وفي ظروف أقل ما يقال عنها إنه قبل التحدي.
الآن هو قبل المهمة لمدة موسمين على أمل قيادة المنتخب الروسي للمونديال القادم على الأراضي البرازيلية، ونعتقد أن حجز بطاقة المونديال ستتم من بوابة الملحق لأنه من الصعب تجاوز المنتخب البرتغالي المدعم بأحد أبرز لاعبين على وجه الكرة الأرضية، والمقصود كريستيانو رونالدو.
محمود قرقورا