بعدما وضعت البطولة الأوروبية أوزارها صار الشغل الشاغل هذه الأيام بالنسبة للأندية الكبرى وللصحافة الأوروبية على حد سواء الانتقالات الصيفية،
حيث الأندية الكبرى في طور الحفاظ على مفاتيح القوة لديها مع التدعيم ببعض العناصر، أو بناء فريق جديد قادر على تدارك مافات في الموسم المنصرم.
الانتقال الأبرز في الكرة الإنكليزية كان في اتجاه الخروج وليس القدوم والمتمثل بمغادرة الفيل العاجي ديديه دروغبا نادي تشيلسي باتجاه الدوري الصيني وتحديداً لنادي شنغهاي شينهوا الصيني.
رغم أن دروغبا في السنة الرابعة والثلاثين من العمر وهذا سن يقارب النهاية في عالم المستديرة وخصوصاً في الدوري الإنكليزي الأقدم في العالم، إلا أن دروغبا لا تنطبق عليه هذه المسلمة، وما فعله في مسابقة دوري الأبطال الموسم الفائت شاهد على صحة ما نقول، فكان له الدور البارز في تتويج تشيلسي، بل في تخطي برشلونة بنصف النهائي، كما لا نغفل أنه كان المساهم الأبرز في تتويج تشيلسي بلقب المسابقة الأقدم في العالم، كأس الاتحاد الإنكليزي.
الشاهد الأبرز على خسارة تشيلسي لاعباً بمواصفات دروغبا ما قاله المدرب الأقدم في الدوري الإنكليزي الممتاز، مدرب مانشستر يوتايتد السير أليكس فيرغسون بأنه سعيد جراء رحيل دروغبا عن البلوز معترفاً أن رحيله يصب بمصلحة فريقه اليونايتد، وتابع: لا أعتقد أن تشيلسي سينافس على اللقب بعد رحيله لأنه يعد حجر أساس!
من وجهة نظر شخصية فإن دروغبا أخذ ما يحتاجه من عالم الشهرة فركض وراء المال في نهاية مسيرته الكروية، ومبلغ مليون يورو عن كل شهر لمدة موسمين ونصف لا يستهان به وخصوصاً للاعب ينحدر من القارة السمراء.
دروغبا كان عنصراً فاعلاً في النادي خلال ثمانية أعوام توّج تشيلسي بثلاثة ألقاب دوري وأربعة ألقاب كأس ولقبين في الكارلينغ ومثلهما في الدرع الخيرية واللقب الأغلى الشامبيونز ليغ، وعلى الصعيد الفردي توّج هدّافاً للدوري الإنكليزي 2006/2007 و2009/2010 ولذلك رحيله خسارة كبيرة للنادي الإنكليزي لكن ليس للدرجة التي يتصورها فيرغسون لأن البديل قادم لا محالة، من منطلق أن مالك النادي لم يقصر مع كل المدربين الذين استقدمهم، فكيف مع المدرب الذي جلب له دوري الأبطال؟
محمود قرقورا