قد يكون مبكراً الحديث عن جائزة الحذاء الذهبي السنوية التي تمنح لكبير هدافي الدوريات الأوروبية الكبرى، لكن نراها من الآن محسومة لأحد لاعبين لا ثالث لهما، كريستيانو رونالدو ملهم الريال وليونيل ميسي ساحر البرشا.
قد يقول قائل إن مهاجم أرسنال فان بيرسي يمتلك الحظوظ، لكن لا نرى ذلك ممكناً لأن الدوري الانكليزي أصعب و ستة أهداف فارق كبير في هذا التوقيت.
في الموسم الماضي دانت الريادة لرونالدو غير أن الجوائز حصدها ميسي وخصوصاً جائزة الكرة الذهبية التي هيمن عليها للعام الثالث على التوالي معادلاً كرويف وبلاتيني اللذين سبق لهما التتويج ثلاث مرات، وصار بإمكان ميسي كسر الرقم القياسي، كاستمرار لعادته التي مارسها منذ ملامسة قدميه نجيل ملعب نيوكامب.
مع انتهاء الموسم الماضي وصل رصيد اللاعبين ثلاثة وخمسين هدفاً وتساءل المتابعون: هل سيحطمان هذا الرقم على صعيد موسم بأكمله؟ وها هو الجواب يسطع في سماء القارة العجوز، إذ سجل ميسي يوم الأحد الفائت هدفين واصلاً للهدف الخمسين قبل أربع عشرة مباراة ممكنة مع إمكانية الوصول لسبع عشرة مباراة كحد أقصى إن وصل الفريق لنهائي الشامبيونز.
وعندما سجل رونالدو أربعين هدفاً في الليغا فقط كاتباًصفحة تاريخية ناصعة، تساءل المتابعون: هل بإمكان الأيقونة البرتغالية تحطيم رقمه الشخصي؟ وها هو الجواب أفصح رد: لقد صار رصيد رونالدو اثنين وثلاثين هدفاً قبل إحدى عشرة مباراة من النهاية ولسان حاله يقول: هل من مزيد؟
في كل أسبوع يتسمر محبو برشلونة وريال مدريد على شاشات التلفزة مع الدعوات لهذا بالتوفيق ولذاك بالتعثر، وكأن التنافس الأزلي بين برشلونة وريال مدريد تحول إلى صراع رونالدو وميسي.
في كل يوم تتباهى صحافة مدريد بجمائل وحسنات الطوربيد البرتغالي وأرقامه القياسية التي حفرت في العقول والقلوب، وعلى الطرف المقابل تتغنى صحافة كاتالونيا بصنائع البرغوث الأرجنتيني وترويضه الخصوم وتحويل المدافعين وحراس المرمى المنافسين إلى أضحوكة مسلية والحكاية مستمرة.