تحقيق – مفيد سليمان:بدا الحزن والأسف في حديث المهندس حسان اسطواني خلال حوارنا معه حول قضايا رياضية مهمة، ومنها ناديه الوحدة والاحتراف وكرة السلة وأشياءأخرى..
الأسطواني وهو ابن نادي الوحدة في الستينيات والسبعينيات ورجل الأعمال حالياً كان صريحاً إلى حد ما وهو يرد على أسئلتنا الكثيرة، فإلى جانب الصراحة كان هناك دبلوماسية لا تدل على خوف بقدر ما تدل على أدب واحترام يتمتع بهما هذا الرجل…
وهنا وقبل سرد الحوار الذي دار بيننا وبين المهندس حسان نذكر بأنه هو صاحب مشروع رعاية منتخبنا الوطني لكرة القدم قبل عدة سنوات، والذي قدم المدرب الإيطالي كابريني مع خطة إعداد للمنتخب لتصفيات كأس العالم 2014 ولكن وقتها كان هناك في الاتحاد الرياضي العام من عمل على إفشال المشروع وضياع الفرصة، وسنمر في حديثنا على هذا الموضوع الذي ذكره الأسطواني بألم..
____________________________________
1- أولاً وأنت ابن نادي الوحدة« الغوطة» كيف ترى هذا النادي العريق الآن؟
– كما قلت كان نادي الوحدة يعرف بنادي الغوطة، وكان لألعاب كرة السلة والقدم، ولكن صدر قرار بدمج الأندية وصودرت من وقتها أراضي الأندية، وصار نادينا نادي الوحدة التابع للاتحاد الرياضي العام، ولم يعد ذلك النادي الأهلي مع غياب الرياضة الأهلية، وصار الانتماء يغيب تدريجياً.. ولهذا وصل النادي إلى ما وصل إليه الآن ، فهو ناد بالاسم فقط!!
|
|
لو سألت الرياضيين القدامى حول تلك الفترة لتحدثوا إليها بحنين وحب، وسيقول إننا كنا ندفع من جيوبنا ليكون نادينا بخير، ورغم قلة المال آنذاك وقلة الإمكانات عموماً.. كان هدف الجميع مصلحة النادي.. والآن أقولها بصراحة هناك أمران الأول أن معظم من يأتي للإدارات هدفه مصلحة خاصة وبروظة، والثاني أن الإدارات لم تعد صاحبة صلاحية وقرار وصارت تحت نفوذ الاتحاد الرياضي..
2- هناك من يرى الإدارة الحالية فاشلة أو فشلت في إدارة النادي.. ما رأيك ؟
– بصراحة أيضاً أقول لقد بنيت هذه الإدارة منذ البداية أو منذ الانتخابات على مفاهيم خاطئة.. فقد كان التركيز والعمل على إيجاد تكتل« كرة السلة» بين البعض ليس من أجل كرة السلة بل لضمان الاستمرار والتفوق على الأعضاء الآخرين ومع ذلك اجتماعات الإدارة نادرة وقراراتها غير جماعية، وانظروا كيف عالجت الاستثمارات وبالتالي فقدت الكثير من الريوع والموارد.. كان هناك الكثير من الحلول لإنهاء الإشكالات، ولكنهم لم يحسنوا التصرف ولا ندري إن كان هذا ضعفاً أو هناك أسباب ما؟
بالإضافة إلى الجوانب الإدارية يقاس النجاح من خلال نتائج ومستوى الغرف، ونسأل هنا: أين فريق الرجال بكرة السلة الذي كان قبل سنوات بطل الدوري؟
أين فرق القواعد في كثير من الألعاب أين السباحة والملاكمة وغيرها من الألعاب التي كانت أساسية في النادي؟!
3- ولكنهم فازوا مؤخراً ببطولة الأندية للسيدات في الشارقة؟
– أولاً هي ليست بطولة أندية عربية بل هي دورة لا يشارك فيها الأفضل، ثم لا يخفى على أحد أنه لا يوجد رياضة أنثوية في الوطن العربي وهي ضعيفة جداً، ومن أحرز اللقب هن اللاعبات الأجنبيات اللواتي استعانوا بهن في الامارات!!
باختصار أقول : الإدارة فنياً تريد انجازات بلا أساس وبلا بناء وهذا خطأ، الادارة الناجحة تؤسس وتبني وتعّد القواعد إن كانت مخلصة ، تعمل للمستقبل ولا تعمل لنفسها وحتى يقال إن هناك انجازاً…
الادارة عموماً تعمل بشكل ارتجالي ولاتعرف ماذا تريد … وكان عليها وقد ارتضت لنفسها هذا العمل التوجه إلى المحبين الداعمين وتقديم برنامج عمل لتحصل على الدعم…
4- ولو كنت في الإدارة حالياً ماذا تفعل؟1
ج – بالمناسبة كان هناك فكرة لدخول الادارة وذلك بعد أن طلب مني أصدقاء كثر خوض الانتخابات ، ولكن المؤسف أنه تم استبعادي بحجة أنني لست من الأعضاء ، تصوروا هذا الكلام ، نحن الذين لعبنا للنادي في الستينيات والسبعينيات لم نجد لنا اسماً وتحت هذه الحجة استبعدنا … وعندما كنا بالنادي هناك من دخل الادارة حالياً وسابقاً لم يكونوا مولودين بعد، لم أكن أعرف بألعاب الانتخابات«؟!!» وقد وجهت كتاباً للاتحاد الرياضي أبين فيه ماحدث ،فاستبعاد أبناء النادي بهذه الطريقة معيب علماً أنني كنتب من الداعمين لفرق مختلفة بالنادي !!! وعودة إلى سؤالك حول وجودي بالادارة ماذا يمكن أن أعمل لو كنت فيها فعلاً ، وهنا أقول :
كل مخلص غيور على مصلحة النادي عليه العودة للجذور أولاً، يعمل على الاستفادة من الخبرات لا تهميشها ، ثم عليه الاهتمام بالقواعد الذين هم مســـتقبل النــادي ويوفرون الكثير من المال في عالم الاحتراف الذي فهم بشكل خاطىء..
نعلــم أن المرحلة صعبة ولكن كما قلت المحب للنادي والذي ارتضى العمل بالادارة .
ويعرف الظروف عليه السعي والمتابعة والعمل للنادي وليس لأمجاد شخصية والتقاط الصور مع الكؤوس المزينة؟ لقد مر النادي بمراحل جيدة وأذكر هنا مرحلة الأستاذ خالد حبوباتي الذي قدم الكثير الكثير وحقق النادي في عهده نجاحات كبيرة، ولكن وللأسف كان أعداء النجاح مع غدر البعض من المقربين سبباً في ابتعاده… باختصار يجب العمل المخلص وعدم الاكتفاء بالنواح والبكاء والشكوى كالذي نراه اليوم؟!
5- برأيك وأنت الخبير في أمور الاستثمارات والمشاريع …لماذا فشل أو لنقل أخفقت الإدارة في إنجاز المشروع الاستثماري؟
ج- لاأعرف التفاصيل كاملة ولكن بحسب ماأعرفه أن الإدارة قدمت مشروعاً ضخماً جداً كان فيه مخاطرة كبيرة ويحتاج إلى إدارات مختلفة متخصصة لدراسته وقد يحتاج الأمر إلى خبرات أجنبية ،ففيه فناذق فخمة ومولات وماإلى ذلك.. لهذا لم توافق عليه المحافظة كماقدمته الإدارة وطلبت تحويل النادي إلى شركة مع تقديم معونات من المحافظة التي تشرف على المشروع بحكم ملكيتها للأرض وهي من أغلى الأراضي في دمشق… وللأسف يبدو أن الإدارة ركبت رأسها أو أن في رأسها موال آخر من وراء المشروع؟!
6- بالحديث عن الاستثمارات في الأندية ومدى أهميتها ماذا تقول؟
ج- بصراحة على الاتحاد الرياضي إطلاق يد الإدارات في استثمار منشآتها لأن هذا هو الحل الأمثل لتمويل الأندية وإيجاد موارد تعتمد من خلالها على ذاتها… فالدولة
ومن خلال الاتحاد الرياضي لايمكن أن تدعم بشكل كامل وكبير.. وبالتالي تكون إدارات الأندية قادرة على الاستثمار واستغلال المنشآت مع المحاسبة في حال الفشل فيما يكون الاتحاد الرياضي مشرفاً فقط فهو ليس تاجراً وليس هذا دوره…
7- قدمت قبل سنوات مشروع لدعم منتخب كرة القدم الأول ووعدت بوصوله لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 .. هل ستعود لهذه الفكرة رغم أن المشروع الأول لم ير النور؟!
ج- أولاً إذا لم تتغير الظروف التي أفشلت مشروعنا السابق لن أعود طبعاً…وثانياً الحديث عن ذلك المشروع مؤلم بصراحة لأن ماقدمته بكل حب آنذاك كان كبيراً وكان هناك تحد مع أصدقاء في دول مختلفة حول رياضتنا وكرتنا وقد حرصت على هذا المشروع وقمت باتصالات مع نادي ميلان في إيطاليا وكانت هناك دراسات وخطط عمل لدعم المنتخب بالمدربين الأجانب وقد اختير المدرب المعروف كابريني وقد رصد مبلغ 15 مليون دولار خلال سبع سنوات تنتهي في عام 2014 لبناء المنتخب وإعداده …والمؤسف أن المشروع رفض من الاتحاد الرياضي ولأسباب مجهولة حتى الآن؟!
حتى الآن لاأعرف لماذا وقف الاستاذ منذر طباع الذي كان مسؤولاً في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي في وجه المشروع؟! هناك طبعاً من عمل على محاربتنا ومنهم المدرب فجر إبراهيم الذي ظن أنه سيخرج من المنتخب آنذاك..
باختصار كل من حارب المشروع ضد مصلحة المنتخب والبلد، وقدكنت متأكداً من النجاح والتأهل للنهائيات لأن الظروف آنذاك وأقصد الفنية في دول آسيا كانت مناسبة عندما قدمت المشروع كان ذلك من حرصي وأنا سوري على وطني وبلدي ورياضة بلدي.. وأسأل هنا ورياضتنا تحصد الفشل: من الخاسر من ضياع ذلك المشروع الذي لوفشلنا فيه فلن نكلف الدولة قرشاً واحداً وإن نجح ماذا يريدون أكثر من ذلك؟
8- في سياق حديثك وأجوبتك لاحظنا اتهامات للاتحاد الرياضي العام … لماذا؟
ج-بصراحة أقول لقد انتهى دور الاتحاد الرياضي العام كمؤسسة تراجعت معها رياضتنا إلى الوراء كثيراً لابد من التغيير وإصلاح هذه المؤسسة إما بإلغائها واعتماد هيئات أو وزارة للرياضة وإعطاء الدور للمؤسسة الأم اللجنة الأولمبية أو تغيير الأنظمة المعمول بها والتي أساسها التسلط لابد من إعادة الرياضة الأهلية وتعزيز روح الانتماء.
لو تأملنا في البنية الرياضية التي تبدأ في الأندية وفروع الاتحاد الرياضي في المحافظات وتنتهي في رأس الهرم المكتب التنفيذي للاحظنا أن الكل مرتبط بالاتحاد الرياضي ارتباطا فيه سيطرة مؤثرة حتى على العمل الفني يجب كما قلت أن تحدد المسؤوليات وتعطى الصلاحيات للأندية واتحادات الألعاب التي تنتخب بشكل نزيه وحقيقي ولا تطير بقرار.
9- أيضاً أثرت إلى الاحتراف وعدم تطبيقه بشكل صحي؟
ج- للأسف لقد فهم البعض ولاسيما في مواقع المسؤولية في الرياضة الاحتراف بشكل خاطىء فقد اعتمد هذا النظام المهم دور استعدادات لذلك.
إذا من الصعب أن نطبق الاحتراف والأندية لاتستطيع تمويل نفسها الأندية يجب أن تكون عبارة عن مؤسسات اشبه بشركات وأعضاؤها أسهم فيها وتكون لهذه الأندية منشآتها الضخمة الغنية بالاستثمارات التي تدر أموالاً ضخمة تجعل هذه الأندية في غنى عن الجميع ولا تطلب أي إعانة من أحد ولكن يبدو أن الفهم الخاطىء للاحتراف وإرادة البعض في أن تكون الأندية معلقة وعاجزة حتى لاتخرج عن السيطرة جعلنا نخسر الرياضة والاحتراف معاً.
في نادي الوحدة على سبيل المثال ليس هناك قدرة على تأمين متطلبات ألعاب النادي رغم الاعتماد وبشكل كبير على كرتي القدم والسلة اللتين اهتمت بهما الإدارة على حساب الألعاب الأخرى وأخذت هاتان اللعبتان كل شيء من الايرادات الضعيفة بالأساس في ظل الاحتراف الخاطىء والإدارة بالمقابل عاجزة أو متفرجة وإن سعت فجهودها غير مقنعة وإعلامية فقط؟!
10- نعود إلى نادي الوحدة طالما أشرت إليه في مثالك هل تؤيد طرح حجب الثقة عن الإدارة التي فشلت بعد عامين ونصف من انتخابها؟
ج- أولاً من الواضح أن الادارة تحظى بدعم الاتحاد الرياضي والدليل تمثيلية الاستقالة التي تقدمها بين الحين والآخر عندما تتعرض للضغط وحتى لايقول أحد إنهم متمسكون بمواقعهم.
ثانياً: بالنظر إلى مقاييس النجاح والفشل لا يخفى على أحد أن النتائج غير جيدة في معظم الألعاب حتى قبل الظروف الراهنة ومن الواضح أن الادارة رغم انسجام خمسة من أعضائها إلا أن هؤلاء مشغولون ولديهم أعمالهم ومنهم من لم يحضر أي اجتماع كذلك يجب النظر في مؤهلات الأعضاء الفنية والعلمية مع الاشارة إلى أنه ليس كل لاعب ناجح إداري أو مدرب ناجح ولو سألنا: ماذا قدمت الإدارة للنادي ماذا يكون الجواب؟!
على ذلك وفي الأندية المحترمة تدعو الجمعية العامة إلى اجتماع يمكن أن يطرح فيه موضوع حجب الثقة لأن الاستمرار في ظل الفشل والتقصير إضاعة للوقت ولا أعتقد أن الادارة تعارض إن كانت حريصة على النادي ويهمها مصلحته ولاشيء تخافه.
وأحب هنا أن أذكر بشيء لقد تميز النادي بالسلة والطائرة والملاكمة والسباحة قبل كرة القدم والطائرة التي توهجت بالسنوات الأخيرة عملوا على إلغائها بحجة الميزانية ونحن عن بعد ولحرصنا على بقاء اللعبة في نادينا وبعد التشاور مع الأخ فؤاد محفوظ قررنا دعم اللعبة وتمويلها لشعورنا بأن النادي نادينا ولايمكن أن نتخلى عنه.
– من خلال خبرتك ومتابعتك.. ماهي عيوب الرياضة السورية؟.
— الرياضة اليوم علم وتجارة ولكن أين ذلك في رياضتنا؟!.
في البدء أهملت الرياضة المدرسية وغابت الرياضة الأهلية وغاب معها الانتماء والإخلاص.. غابت بطولات الأحياء الشعبية التي كانت رفداً للأندية..
لايوجد فكر يخطط لرياضتنا، وكانت الارتجالية هي العنوان..
غابت الخبرات بشكل شبه كامل، وتواجد الصغار الذين يفتقدون للكثير من المقومات في العمل الإداري والفني..
غابت المحاسبة الحقيقية ليستمر الفاسدون وينتقلون من موقع لآخر؟!.
كلمة أخيرة؟
-باختصار أنا حزين لوصول رياضتنا لهذه المستوى، كنا في الستينيات ومطلع السبعينيات في المقدمة عربياً على الأقل.. أتمنى العودة إلى ماكنا عليه.
وتعود رياضتنا رياضة المحبة والود بين الجميع، رياضة تقوم على الصدق والحوار وليس التناحر.. على الجميع أن يعملوا ويتعاونوا من أجل رياضتنا..
وأتمنى أيضاً أن يعود لنادي الوحدة اسمه الأساسي نادي الغوطة فهذا من التراث وهو اسم جميل وفريد..
وأقول يجب أن يحل أمر مشروع نادي الوحدة، وخاصة أن نادي الوحدة هو الأبرز والأعرق في العاصمة وبحاجة إلى هذا المشروع، وأنا لا أجد أن الحل مستحيل، ولكن على الإدارة التواصل بود مع السيد محافظ دمشق، ولابد من التفاهم والإخلاص في ذلك.. والسيد المحافظ ابن دمشق ويجب نادي الوحدة ولن يتأخر إذا وجد أن ذلك في مصلحة النادي ومصلحة رياضة دمشق وليس فيه مصالح خاصة.
المهندس حسان اسطواني
رياضي قديم في نادي الغوطة.. لعبت السلة والشطرنج والسباحة والقدم في الستينيات والسبعينيات. متزوج ولدي خمسة أولاد ثلاثة بنات وصبيان.
اتجهت للعمل الخاص وخاصة بعد أن لاحظت تراجع رياضتنا.
غياب الأجواء الإيجابية المشجعة على العمل في الرياضة..
