دير الزور – أحمد عياده :خسر الفتوة .. لا غرابة في ذلك … ولم يتأهل الى دور الكبار وأيضا لا غرابة فالرياضة بالنهاية فوز وخسارة
.. ولكن الغرابة أن يظهر أزرق الدير بتلك الصورة المهزوزة .. المقهورة .. الشاحبة … وأن تتلقى شباكه رباعية نظيفة مع الرأفة .. وأن تعود بنا الذاكرة الى ذكريات لا نريد استرجاعها … ذكريات ظننا أنها محروقة بعامل الزمن وعودة الوفاء والاخلاص للقميص ولكن هيهات …
نامت دير الزور حزينة .. نعم وهذا حقها وحق لكل ابناءها ولكل من عشق الفتوة ولكل من بذل قطرة عرق واحدة في رشديتها ذات يوم .. نامت دير الزور مصدومة .. نعم وهي ترى عقوق البعض بها ورغبتهم الدائمة بإحالة أفراحها الى أتراح .
دعونا نبتعد قليلا عن المقدمات المأساوية .. ولندخل في صلب ما حدث وتداعياته .
فما حدث كان أغرب من الخيال ، فكيف لفريق لم يتعرض للخسارة حتى الاسبوع السادس وكان بحاجة لنقطة واحدة فقط لعبور المحطة بأمان أن يخسر مرتين وبشكل غريب ومريب ، نحن لم نراهن على الفوز ببطولة الدوري ، ولم نشبه الفتوة ببايرن ميونخ ، ولم نطلب ما هو مستحيل ، فقط استندنا الى الفرصة الاستثنائية التي وفرها لنا هذا الدوري الاستثنائي .. وفقط اعتمدنا على ظروف غير طبيعية تعيشها جميع الفرق وأولها بالذات الجيش الذي يعتبر الاكثر جاهزية ، وفقط راهنّا على حيوية الشباب واندفاعهم ورغبة المدرب بالعمل ، وعندما جاءت المقدمات بالخير اعتقدنا أن النهايات ستكون سليمة ولكنها لم تكن كذلك للأسف .
الحبش المستقيل : هناك مؤامرة والبعض يعتقد أن النادي ملك له :
بلهجة مكلومة من هول ما حدث تحدث الينا مدرب الفريق محمود حبش بعد ساعات من تقديم استقالته قائلا : لقد قدمت استقالتي ، وأنا مصر عليها اصرارا شديدا ولا رجعة في قراري ، لقد شعرت بمؤامرة دنيئة تحاك ضدي وضد النادي وأطرافها هم مدربون وأعضاء ادارة سابقون متضررون من وجودي ومن النتائج التي حققها الفريق في المراحل الاولى ، كذلك لم تقف لجنة التسيير ببعض اعضاءها معي ، وأنا لا أتهم أحد من اللاعبين ولكن من شاهد ما حدث في مباراة الطليعة يشعر بأن هناك أمر غريب ، كذلك لم يقف معي من أدعى محبته لشخصي وللنادي والمقصود هنا بعض أصدقائي .
قلنا للحبش أنت متهم بضعف الشخصية فرد بسرعة : شخصيتي من أقوى الشخصيات ، وكيف لمدرب ضعيف الشخصية أن يفوز ثلاث مرات ويتعادل ثلاث مرات ولم يخسر سوى مرة واحدة قبل المباراة الفاصلة ؟ حتى رئيس لجنة تسيير أمور اتحاد كرة القدم الدكتور ابراهيم أبا زيد أثنى على أداء الفريق وقال بالحرف : (حرام أن لا يتأهل الفتوة لدور الكبار ونحن نستبشر خير بالكابتن محمود حبش) ، أنا بالنهاية لم أفشل ولكن الحظ وعدم وقوف أحد معي أو مع الفريق بشكل عام ساهم بعدم تأهلنا وبصراحة أقول لك بأن بعض المدربين والاداريين يشعرون بأن نادي الفتوة قد خلق لهم فقط ولا يريدون دم جديد يساهم بانتشال النادي من مخالبهم الخبيثة .
وعن دور الجهاز الفني المساعد له قال : لقد شعر مساعدي حسام اليوسف بشعوري وآثر هو الاخر الرحيل ، وأنا بالمناسبة اتقدم بجزيل الشكر للاخ الكبير لنا مرعي الحسن الذي وقف معي وقفة صادقة ومد لي يد العون وهو الوحيد الذي عمل بكل اخلاص لخدمة النادي واذا أرادوا للنادي أن يتعافى أن يضعوا اياديهم بيد هذا الرجل الصادق .
لجنة الفتوة مشغولة !!
لا نعرف من أين نبدأ هنا … هل نرثي الحال الذي وصل اليه نادي الفتوة بيد من جلسوا في الوقت «الغلط « على كرسي القيادة الرياضية ؟ أم نعلن وفاة النادي رسميا بإهمال ربما أكثر من مقصود ؟
وحتى لا يتهمنا أحد بالتجني دعونا نسرد لكم وقائع اتصالنا مع عضو فرع رياضة الدير وعضو لجنة تسيير أمور الفتوة الاخ حسين المزيد وبعدها نتكلم .
سألنا المزيد عن قرار الادارة بخصوص استقالة الحبش فقال لنا : نحن لم نجتمع حتى الان لنقرر موافقتنا أو رفضنا لقرار المدرب ، كانت هناك بعض الظروف التي منتعتنا من الاجتماع وانشاء الله سنجتمع قريبا ونقرر ما يجب اتخاذه ؟؟
هنا نضع آلاف اشارات الاستفهام والتعجب لهذا الوضع ، فما الذي يمنع اللجنة من مجرد عقد اجتماع لمناقشة حدث خطير يخص شريان الرياضة الديرية الأبهر ؟ ماذا تنتظر لجنة التسيير حتى تجتمع وتقرر ؟ هل تنتظر انطلاقة الدور الثاني وهبوط النادي لتعلن موقفها ؟ أم انها نسيت « أو بالأحرى لا تعلم أن الدور الثاني سينطلق بعد أيام قليلة « في الحقيقة لقد شعرنا بصدمة عنيفة لهذا الامر وودنا لو أننا لم نسمع بمثل هكذا ترهل أصاب الرياضة الديرية وبات على استعداد لقتلها .
نعود لحديث المزيد معنا والذي قال فيما قاله : لم يكن هناك تقصير من أحد فاللاعبون أدوا ما عليهم وزيادة ولم نشعر بأي أمر غريب ، ونتائج الفريق جيدة قياسا لظروف التحضير ونقص بعض المراكز الهامة بالتشكيل الاساسي ، ونحن كلجنة كنّا يدا واحدة في وقوفنا مع الفريق وقدمنا لهم كل ما يحتاجون وأنا استغرب كلام الحبش الذي سبق له وصرح كثيرا عبر الصحف بدورنا الايجابي ووقوفنا معه ومع الفريق ، والقادم جيد بإذن الله ولا خوف على النادي من الهبوط .