حكاية قبة الفيحاء من الألف إلى الياء.. مـــن الـــذي ســعـى إلــــى تدويـــل قضيـــة اتحــــاد الكـــرة المنحــــل؟
لم يكن اشد المتفائلين بكرة القدم السورية ولا حتى اشد المتشائمين فيها يتوق في يوم من الايام ان تصل قافلة كرتنا الى طريق مسدود كالذي وصلت اليه اليوم رغم ما يشاع ويقال بان نهاية وضع كرتنا المؤقت قد اقترب.
في اليوم الذي شهد حل اتحاد الكرة السابق برئاسة الدكتور احمد جبان كان تاريخيا في عمر كرتنا ليس لانه شهد تحقيق انجاز غير مسبوق للكرة السورية ولكن لانه كان بداية لحقبة من النزاعات بين اقطاب كرتنا وهو امر اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية ولكن ليس بهذه الضبابية في التعامل مع الحقائق التي مهما غابت سيأتي يوم لكي تنكشف.
واليوم تحصل الموقف الرياضي على وثائق جديدة يمكن لها ان توضع السيناريو الذي عاشته كرتنا بدءا من حل اتحاد الكرة مرورا باعتماد التعليمات الانتخابية الجديدة وفق نظام الروابط وهو سيناريو اقل ما يقال عنه بأنه سوداوي وتم من خلال ابطاله تحييد مصلحة كرة القدم السورية خدمة لمصالح وحسابات خاصة.
من هو الذي دول قضية اتحاد الكرة؟ وما هي حقيقة نظام الروابط الذي تم اعتماده؟ ولمصلحة من عاشت كوادر كرتنا هذا السيناريو؟
ومن المقصود بالعفو العام الاخير الصادر عن المنظمة الأم؟
كل هذه الاسئلة ستجيب عليها حكاية كرة القدم السورية في الاشهر التسعة الاخيرة فتابعوا معنا:
من اعلم الفيفا
بتاريخ 28/7/2009 تم حل اتحاد الكرة والذي يرأسه الدكتور احمد جبان بشكل رسمي لكن عملية الحل الحقيقية كانت قد تمت قبل خمسة ايام من هذا التاريخ بشكل سري وحينها تم عرض رئاسة اللجنة المؤتقة لاتحاد الكرة على ثلاثة اشخاص فرفض اثنان تسلم هذه المهام ووافق الدكتور معتصم غوتوق على تولي المهام رغ انه مختص بالسباحة.
وفي اليوم الذي تم فيه حل الاتحاد بشكل رسمي جرى اتصال هاتفي من السيد ماجد العبوة مع امين سر اتحاد الكرة انذاك محي الدين دولة حيث كان العبوة متواجدا في مدينة اربيل العرافية هو والسيد نضال الحديد ومسؤول الكرة الاسيوية في الفيفا ديفيد بورغا ومسؤول الاتحادات الوطنية في الفيفا كلوزر اروس.
وعن هذا الاتصال وما جرى فيه يقول محي الدين دولة لقد طلبوا رقم هاتف العميد فاروق بوظة باعتباره لا يجيب على هاتفه الدولي وذلك للمباركة له بتوليه مهام رئاسة الاتحاد الرياضي العام وقد باركوا لنا باستلامه هذه المهام على اعتبار انه الاب الروحي لكرة القدم السورية وعلى هذا الاساس قد انتهت المكالمة.
ويتابع دولة بعد نصف ساعة فوجئت به قف اخر من مدينة اربيل قام به السيد نضال الحديد حيث اعلمني ان الاتحاد السوري لكرة القدم قد تم حله من قبل العميد فاروق بوظو وقد علم السيد نضال الحديد بهذه المعلومة من العميد بوظو خلال الاتصال الذي جرى بينهما بهدف المباركة.
ويضيف الدولة في هذه المكالمة خدرني كل من نضال الحديد وكلوز اروس لضرورة ابلاغ الاتحاد الدولي بهذا الموضوع فاجبته بأن خبر حل الاتحاد غير دقيق وانا مازلت على رأس عملي.
ويؤكدان ان نفس هذه المكالمة شهدت حديثا بين الدكتور احمد جبان ونضال الحديد ليؤكد له الجبان انه لا علم له بالموضوع وان احد لن يبلغ الاتحاد الدولي بذلك على اعتبار انه شأن داخلي سيتم حله وفق القوانين السورية.
بعد هذه المكالمة ارسل كلوزر اروس ايميل الى امين سر الاتحاد الدولي في تمام الساعة الواحدة و19 دقيقة ظهرا بتاريخ 28/7/2009 يقول فيه: لقد علمنا ان الاتحاد الرياضي العام الذي يرأسه العميد فاروق بوظو قد قام بحل الاتحاد السوري لكرة القدم لقضايا مزعومة وترتيب نتائج مباريات اقترح ان تقوم بالاتصال بالاتحاد السوري للتأكيد من صحة ذلك منهم وكذلك رؤية الرئيس محمد بن همام للعمل من اجل الخطوات التالية مع اطيب التحيات.
ثم يردف كلوزر تحت توقيعه بالقول: ان هذه المعلومات الموجودة في الايميل سرته والمقصود بها الاستعمال فقد من قبل المستلم.
هذا الايميل المرسل في الساعة الواحدة و19دقيقة كما اسلفنا بعده ارسال كتاب من الفيفا الى اتحاد الكرة بتمام الساعة الثانية والنصف ظهرا وفيه يخبر الفيفا اتحاد الكرة انه علم بالحل وهنا يشير محي الدين دولة الى ان هذا الكتاب يؤكد ان الفيفا علم بالحل من العميد بوظو قبل ان يعلم الموجودون تحت فية الفيحاء الكروية بذلك.
وفي يوم 31/7/2009 يرسل الاتحاد الدولي فاكسا الى العميد بوظو يقول فيه: الى سيادة العميد فاروق بوظو رئيس الاتحاد الرياضي العام بالاشارة الى المكالمة الهاتفية امس من السيد كلوز اروس من الاتحاد الوطني وقسم التطوير كما تعلم لقد علمنا فيما يتعلق بالحل المزعوم (المشكوك في صحته) للاتحاد السوري لكرة القدم من الاتحاد الرياضي العام في سورية لقضايا فساد في مباريات كرة القدم من عرضكم للقضية فمهنا انه لم يتم حل الاتحاد السوري لكرة القدم من قبل هذه الهيئة وانك ستعود الينا فيما يتعلق بهذه المسألة.
ولكن اليوم استلمنا نسخة من القرار رقم 1859 للاتحاد الرياضي العام بتاريخ 28 تموز 2009 وهذا القرار موقع من قبلكم ويأمر بحل الاتحاد السوري لكرة القدم وعلاوة وعلى ذلك ينص على تعيين لجنة تسيير امور الاتحاد السوري لكرة القدم.
واذا كان هذا المرسوم صحيحا فهذا يعتبر تدخل ولن يكون مقبولا من الفيفا والاتحاد الاسيوي وفق المادة 17 من النظام الداخلي للفيفا الذي يعترف باللجنة السورية لكرة القدم والمنتخبة كممثلة للاتحاد ومن هذا الفاكس يمكن الخروج بعدة استنتاجات اهمها:
ان اتحاد الكرة لم يرسل اي شكوى للاتحاد الدولي وانما ارسل صورة عن قرار الحل بناء على طلب الاتحاد الدولي وهو امر ثابت بالفاكس ومن اعمل الاتحاد الدولي ليس اتحاد الكرة المنحل..!
كذبة نيسان
من جانب آخر وبعد ان تسلمت اللجنة المؤقتة زمام الامور وبعد حصولها على تمديد جديد للاعداد للانتخابات جاء الفرج اخيرا عبر الاعلان بان نظام تشكيل الروابط هو الذي سيتم اعتماده ولكننا اكتشفنا ان قضية الروابط ماهي الا عملية تم من خلالها كسب المزيد من الوقت فكيف حدث ذلك؟
التأخير في عقد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة كان بحجة تعديل النظام الداخلي لاتحاد الكرة وقد نشرنا في الموقف الرياضي سابقا بتاريخ 27/2/2010 موضوعا تحت عنوان مسلسل انتخابات اتحاد الكرة مستمر.. الفيفا يرسل ردوده بسرعة واتحاد الكرة يتمهل والذي اثبت ان التأخير والتأويل في المراسلات كان من قبل اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة واليوم وبعد ان صدرت التعليمات الانتخابية الجديدة لابد من الاشارة الى ان هذه التعليمات هي نفسها التي اعدها امين السر السابق محي الدين دولة وما يؤكد كلامنا هو الفاكس المرسل من الفيفا الى اتحاد الكرة حين كان دولة امينا للسر والذي يشير فيه بمستوى النظام الداخلي المعد وفيها طالب الاتحاد الدولي بتوضيح معنى كلمة اللجان الفنية.
وهذا الذي سردناه يؤكد ان استنزاف الوقت يأتي لغايات ومصالح افراد بعينهم.
يامن الجاجة