بعد نهاية الدور الأول.. الاتحاد بلا ملامح والمصفاة بسمة دوري المحترفين

كتب أمين التحرير:انتهى الدور الأول من دوري المحترفين لكرة القدم مخلفاً وراءه العديد من إشارات الاستفهام والأسئلة حول مستويات الفرق وواقع الأندية والمشكلات التي تركت آثارها على النتائج..

fiogf49gjkf0d


ابتسامة تلك المحطات كان فريق مصفاة بانياس الذي رافق الكبار للمنافسة على اللقب وهو الصاعد لدوري المحترفين الأول مرة في تاريخه ، فيما كان مشوار الحرية شريكه في الصعود مرتبكاً ومتعثراً وانتكاسة كروية لعشاقه.. وعلى نفس المنوال، وإن بصورة أقل من حيث النتائج، لكن أقسى في النهاية، ماآل إليه وضع الاتحاد، القلعة الحمراء التي بدت بلا بيادق قادرة على تحقيق البسمة.‏‏



وثمة ملاحظة على الفرق المستقرة «والأكثر احترافاً» ونعني فريقي الجيش والشرطة فالأول لم يستفد من استقراره كثيراً ولولا فوزه المنقذ على الفتوة لكان حاله ليس أفضل من غيره.. أما الشرطة فتبدو الثقة الزائدة موضوع تساؤل واستهجان رغم تأهله المبكر..‏‏


وحده المجد حافظ على سجله خالياً من الخسارة في هذه المرحلة ومن هنا سنتوقف بشكل أوسع قليلاً مع الفرق.. ونبدأ بفرق المجموعة الأولى:‏‏


الوثبة.. والتوازن الضامن‏‏


بعد خسارة الأسبوع الأول استعاد الوثبة توازنه سريعاً ومضى ليحقق سلسلة انتصارات وضعته على رأس اللائحة بثلاث عشرة نقطة وبستة أهداف وكان أبرز انتصاراته على فريق الجيش، وتعادله مع المجد يؤكد أنه فريق متوازن وقادر على تحقيق طموحاته.‏‏


المجد.. طموح أكبر‏‏


بدا جلياً خلال المراحل التي سبقت انطلاقة الدوري أن المجد مصمم على تقديم صورة مختلفة عن الموسم الماضي، فكانت بداية موفقة بالفوز على الحرية ثم تعادل مرتين، وفاز في الأسبوع الخامس، ليعود ويحقق تعادلين في المرحلتين الأخيريتن مسجلاً أعلى رصيد من التعادلات في هذه المجموعة ، والأبرز حفاظه على سجله خالياً من الخسارة بانتظار ماسيقدمه في الدور الثاني ولاسيما أنه قد يلاقي بعض المشكلات بسبب رغبة مدربه مهند الفقير بالتفرغ ولو نسبياً لمنتخب الناشئين..‏‏


الجيش والاستقرار..!‏‏


من أكثر الفرق استقراراً واحترافاً، بلغة الواقع هو فريق الجيش الذي واصل تدريباته ومعسكراته خلال الفترة التي سبقت الدوري، ويضم نخبة من النجوم، وكنا ننتظر منه الكثير بعد فوزيه في الأسبوعين الأول والثاني فماالذي حدث بعد ذلك وهل انعكس توقفه في الأسبوع الثالث سلباً على أدائه في بقية المراحل أم أن المشكلات الإدارية والفنية مع الجهاز الفني حالت دون ظهوره بالصورة المتوقعة؟ وهل ننتظر منه انتفاضة في الدور الثاني لابديل عنها إذا أراد أن يكون بين المنافسين الحقيقيين على اللقب.؟‏‏


الطليعة والبسمة المتأخرة‏‏


أن تصل متأخراً خير من ألا تصل.. هذا هو حال نادي الطليعة الذي اجتهد منذ بداية الموسم ولم يتعرض سوى لخسارة واحدة فكان فوزه على الفتوة في المباراة الفاصلة فرحة مضاعفة للاعبيه وجمهوره.. وبالقياس إلى مرحلة الاعداد التي سبقت الانطلاقة يستحق الطليعة التحية بانتظار ماسيقدمه في الدور القادم فهو بالتأكيد لايريد أن يكون مجرد رقم..!‏‏


الفتوة والخسارة المضاعفة‏‏


«نصف فوز» ..كان يكفي الفتوة لو تمكن من التعادل مع فريق الجيش بعد مسيرة متوازنة لكن ليست في مستوى الطموح فدخل منطقة الخطر ولم يعرف كيف يغادرها.. والفريق الذي بدا بشكل مريح مالبث أن أرهقته التعادلات «ثلاثة» ثم الخسارة مع الجيش، وتالياً القاضية من الطليعة الذي دخل المباراة بتصميم وتركيز أفضل.. عموماً عانى الفتوة هذا الموسم مثل كثير غيره من الفرق، من مشكلات إدارية وغياب لاعبين وافتقاد الكثير من مفاهيم الاحتراف فكان حصاده المر..‏‏


حطين الباحث عن هوية‏‏


فشل حطين في القبض على هوية وملامح طوال المراحل السبع في الدور الأول فكان من الطبيعي أن يتعرض لأربع خسارات وضعته في صفوف المهددين بالخطر… والمهم اليوم كيف تلعب في الدور الثاني وتقبض على واحده من أوراق النجاة..؟‏‏


الحرية .. خسارات بالجملة؟‏‏


طبعاً خسارات الحرية جاءت على مستويين الأول من حيث النتائج فهو لم يحصد سوى نقطة واحدة من «18» متاحة وتعرض لخمس خسارات، وكل ماكان يطلق من تصريحات عن مستوى وحظوظ ماهي إلا مبررات لانفع لها لكن تبقى لديه آمال مشروعه في الدور الثاني للبقاء في دوري الأضواء فهو يضم لاعبين متميزين يحتاجون بتقديرنا إلى جهاز فني قادر على خلق الانسجام وبشكل أفضل ويتيح الفرصة لظهور مهاجم وهداف يعوضه مافاته.. فهل يجد أوراقه التي يبحث عنها؟‏‏


وننتقل إلى المجموعة الثانية، عابرين فريق أمية الذي لم يلعب سوى مباراة واحدة واعتذر عن البقية ، لنتوقف عند أبرز محطات الثانية بشكل عام..‏‏


الشرطة أول المتأهلين ولكن!‏‏


الشرطة كان أول المتأهلين لمجموعة الكبار واستحق ذلك بخمسة انتصارات وفوز إلى ماقبل المرحلة الأخيرة التي هبت رياحها بما لايشتهي جهازه الفني ولاعبوه فكانت الهزيمة أمام الوحدة بمثابة هزة قوية للاستقرار النفسي والمادي الذي كان يميز الفريق فهو صاحب أفضل سجل بين فرق المجموعتين بخمسة انتصارات وعشرين هدفاً هي أعلى نسبة تسجيل وبفارق كبير يصل إلى 9 أهداف عن المصفاة المفاجأة..‏‏


ومع ذلك فقد بدا واضحاً أن لاعبي الشرطة قد يقعون في شباك الاستهتار نوعاً ما، كما قد يقعون ضحية الضغط خارج الملعب وداخله كما حدث في لقاء الوحدة نتيجة الحساسية غبر المبررة بالنسبة له وهو المتأهل في الوقت الذي كنا ننتظر ارتباكاً من لاعبي الوحدة.. فهل يستفيد فريق الشرطة وجهازه الفني من دروس الدور الماضي ليحققوا مايطمحون له وهم يمتلكون الكثير من الأوراق الرابحة؟…‏‏


الكرامة كان حاضراً‏‏


فريق الكرامة ورغم الظروف الفنية والإدارية التي مر بها خلال فترة الاستعداد إلا أنه أعلن حضوره منذ المباراة الأولى في المجموعة الأصعب« الثانية» فكان فوزه على الاتحاد فاتحة جيدة للمنافسة على صدارة المجموعة ولولا خسارته القاسية مع الشرطة في مباراة لها ظروفها الخاصة لكان شريكاً للمتصدر في كل شيء..‏‏


عموماً الكرامة من الفرق الكبيرة والمتوازنة والتي تجيد لغة الفوز وإن تباين ذلك في بعض المباريات فسجل اسمه بين الكبار.‏‏


الوحدة.. خطوة خطوة‏‏


رغم ضعف الاستعداد وقلة المباريات التجريبية إلا أن الوحدة بجهازه الفني المتملئ دخل الدور الأول باقتدار بعد تعادل المرحلة الأولى فحقق فوزين متتاليين كانا بمثابة رسالة قوية فشل في متابعتها في الأسابيع التالية فتباينت نتائجه تحت ضغط المشكلات المادية والإدارية التي هددت الحالة النفسية والمعنوية ولكن كان لابد من الانتفاض الذي جاء مدوياً وسعيداً على حساب فريق الشرطة.. وإذا ما تابع الفريق مع الجهاز الفني في ظل الوصول لنوع الاستقرار المادي فسيكون له كلمة بين كبار المنافسين على اللقب!‏‏


م. بانياس.. البسمة العريضة‏‏


يحق لعمار الشمالي وجمهور مصفاة بانياس وإدارته ولاعبيه الإشارة بشيء من الإعجاب إلى نتائجهم في أول تجربة احترافية أكدت أن التصميم والرغبة والقتال من أجل الهدف ، مع شيء من الاستقرار النسبي والقناعة، قد يساعد ذلك كله في تحقيق ما نصبو إليه.. وليسطر في سجله مفاجآت عديدة كالتعادل مع الشرطة والوحدة وتشرين والفوز على الجزيرة والنواعير، ثم التعادل الأخير مع الاتحاد قبل أن يحسم بالفاصلة والقاضية ليقضي على آمال الفريق الأهلاوي العريق ويحل مكانه في صفوف الكبار..‏‏


والمهم الآن أن يتابع مشواره وأن يصبح ، كما فعل ، ويكفيه أنه حتى الآن ضمن البقاء وباقتدار بين المبارك فيما ننتظر من اجتهاده وتصميمه أكثر..!‏‏


الاتحاد.. بلا أجنحة‏‏


القلعة الاتحادية العريقة.. الفريق الأهلاوي الذي حلق بألقاب عديدة من كأس الاتحاد الآسيوي إلى كأس سورية ، بدا بلا أجنحة غير قادر على التحليق وتحقيق طموحات جمهوره العريض، ورغم صعوبة المجموعة ، لكن ذلك كان أدعى أن يكون الطريق على قدر المسؤولية إلا إذا كان البعض قد يكتفي ببديل آسيوي على صعيد الأندية..‏‏


وبوجه عام أرخت المشكلات الإدارية والفنية بظلها الثقيل على اللاعبين باسمائهم الكبيرة فكانت الحسرة غير المجدية قد أطاحت بأوهام البعض.. فهل سيسعى للتعويض في الدور الثاني وعلى الصعيد الآسيوي ما فاته في دوري المحترفين؟!‏‏


تشرين والاستقرار المفقود‏‏


نتائج فريق تشرين تعكس إلى حد بعيد حالة اللا استقرار التي مر بها الفريق، والمشكلات الإدارية والفنية التي أثقلت على اللاعبين، فهو فعلياً بات من الفرق الملاحقة بشبح الهبوط في المرحلة السادسة وجاء فوزه الأخير على الجزيرة معنوياً للدور القادم..‏‏


لكن ما يجب التذكير به أن الدور القادم طويل ومن مرحلتين ويحتاج إلى نفس وأسلوب مغاييرين من أجل البقاء.. وحظوظه ليست قليلة في حال امتلك التصميم والعزيمة مستنداً إلى شيء من الاستقرار النفسي والمادي..!‏‏


الجزيرة.. فوز لا يكفي‏‏


بالطبع كان عشاق الجزيرة يأملون بالكثير قياساً إلى فترة تحضيره واستعداده ووعود القائمين عليه فكانت التعادلات الثلاثة مع الوحدة ثم الكرامة ثم النواعير دلالة أولى على توازن ما لبث أن فقده بالخسارة أمام الشرطة، ثم استعاده بالفوز على الاتحاد لكن الخسارتين الأخيرتين أطاحتا بأحلامه.. وما بقي للجزيرة هو المنافسة على واحدة من بطاقات البقاء في دوري الأضواء لعله يحفظ ماء الوجه!‏‏


النواعير… للبقاء‏‏


نتائج النواعير تدل على الحالة غير المستقرة التي مر بها الفريق ، وكان واضحاً أنه مصمم على اللعب من أجل اكمال الدوري وهذه تحسب له في ظل مشكلاته المالية والفنية.. ومع ذلك ستبقى آماله مشروعة في الدور الثاني للهروب من شبح الهبوط.‏‏


أخيراً‏‏


ليست السطور السابقة تقييماً بل محاولة للبحث عن الملامح الأساسية ، ولكن من الصعب القول إنها نهائية أو شبه نهائية فمعظم الفرق مرت بظروف مشكلات مادية وإدارية انعكست بشكل سلبي نتمنى أن يتمكن الجميع من تجاوزها لخوض منافسات الدور الثاني براحة أكبر لمشاهدة مستويات أفضل تمتع جماهير الكرة.. مع ثقتنا أن الفوارق الحقيقية بسيطة جداً بين فرق المجموعتين سواء المنافسة على اللقب أو الساعية للهرب من شبح الهبوط وقد تكون نقطة أو مباراة واحدة فاصلاً هنا أو هناك!‏‏

المزيد..