محمود قرقورا…تفرغ العالم بأسره لمشاهدة كلاسيكو الحقيقة بين ريال مدريد وبرشلونة في وقت متأخر السبت الفائت كي يتناسب الوقت مع قارات الكرة الأرضية الست.
مقدمات كثيرة سبقت الكلاسيكو وكلها كانت في مصلحة أصحاب الأرض المدريديين، ولكن تلك المقدمات والمظاهر كانت خدّاعة، وحتى أحداث المباراة بدأت بشكل لايصدق فماذا كان ينتظر مورينيو وتلامذته أكثر من طرق مرمى العدو اللدود بعد 22ثانية فقط كأسرع هدف بتاريخ لقاءات الكلاسيكو بمختلف المسابقات؟
وماذا كان ينقص برشلونة لتزداد أوجاعه ومتاعبه ووقوعه تحت الضغط أكثر من تلقي هدف ساذج بهذه الطريقة وهذا التوقيت؟
لا عذر لريال مدريد الذي لم ينصرف للعب كرة القدم ومجاراة خصمه أكثر من انصرافه للخشونة الزائدة والاعتراض على قرارات الحكم.
لا عذر لمورينيو الذي لم يجد بعد الطريقة المثلى لمقابلة برشلونة رغم كثرة مواجهات النادي الكاتولوني وكأن الدروس المجانية السابقة لم يستفد منها بعد وتبريرات الخسارة واهية غير منطقية.
لا عذر لرونالدو الطامح للفوز بأكثر من لقب فردي لعدم تأثيره في لقاءات الكلاسيكو خلافاً لميسي الذي يظل محور الآداء ورمانة الميزان أياً كان الخصم وأياً كان حجم المباراة.
كبير برشلونة في تعامله مع الهدف المبكر الذي يهز أركان أي فريق ولاسيما أن المباراة في برنابيه.
كبيرون لاعبو برشلونة الذي تعمدوا أرجاع عديد الكرات للحارس فالديز كي يستعيد ثقته بنفسه بعد تسببه بهدف غير عادي.
كبير غوارديولا في رهاناته التي آتت أكلها وأهمها على الإطلاق التضحية بديفيد فيا والزج بأليكسيس سانشيز طري العود في مواجهات الكلاسيكو.
كبير ميسي في تحركاته وزعزعة دفاعات الريال في أحلك الظروف وأصعبها ويخطىء من يظن أنه لولا ميسي عاد برشلونة.
على كل مهما قيل قبل وبعد الكلاسيكو فإن نقاطه ثلاث تماماً كالفوز على متذيل الترتيب ومن هذا المنظار ما زال الريال محلقاً في القمة نظرياً وما زال صاحب الصوت الأعلى مادام يجيد التعامل مع بقية الأندية أكثر من برشلونة، والنقطة الجوهرية التي يراهن عليها المتابعون كيفية إخراج مورينيو لاعبيه من كابوس الكلاسيكو ولا نعتقد أن ذلك صعب على مدرب فيلسوف يعرف ماهية لاعبيه.