حلب – عمار حاج علي :هي الهم والاهتمام … مقولة نسمعها كثيراً ولكنها في معظم أنديتنا تبقى حبراً على ورق … الفئات العمرية وما دونها هي حجر الأساس لألعابنا ومستقبلها …
فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر … ولكن الواقع يفرض نفسه في غياب الاهتمام على كافة الصعد بتلك الفئات وكم من مدرب فيها اشتكى من قلة اهتمام إدارته بالفئات العمرية وعدم تأمين تجهيزات عمله أما من الناحية المادية فحدث ولا حرج وقد تتجاوز عدد أشهر عدم قبض المدربين رواتبهم أصابع اليدين دون حراك لأن إدارات أنديتنا ترفع رأسها (لفوق) أي مع الكبار دون الالتفات (لتحت) لتأمين حاجات الصغار كونهم هم الأساس لأن رضاء الكبار (فريقي رجال كرتي القدم والسلة) هما في الحقيقة الهم والاهتمام أما البقية فليجلسوا على مقاعد الانتظار .
المدارس الصيفية ولكافة الألعاب باتت محطة سنوية هامة لدى الكثيرين على اعتبار أنها باتت صفقة رابحة يقبض من خلالها العاملون بها مبالغ جيدة خلال ثلاثة أشهر تقريباً دون السؤال عن الفوائد المكتسبة … وفي كرة السلة وقد لاح خطر هبوط الخط البياني لمستوى كافة الأندية ومع ذلك فإنها لم ولن تكون الهم والاهتمام وها هي سلة الوحدة الصغيرة تقطف عنب سلتها الصغيرة كبداية طيبة بأن فازت ببطولة مهرجان ميني باسكت الجلاء السنوي في إشارة لاهتمام كبير من القائمين على اللعبة وأن المستقبل سيكون فيهم ومن خلالهم .
المدارس السلوية في أندية الشهباء بين مؤيد لإدارتها ذاتياً ومعارض لاستثمارها تسير بخطى غير واضحة المعالم في ظل غياب النجوم الحقيقيين عن الفئات العمرية التي تفرزهم تلك المدارس وعدم الاهتمام بهم بعد إغلاق المدارس أبوابها وقد تنبهت بعض إدارات الأندية في الشهباء لذلك وبدأت تسير في الاتجاه الصحيح وقادمات الأيام ستثبت صحة تلك الخطى .
سلة الحرية النوع وليس الكم
البداية كانت في إطلالتنا على صالة نادي الحرية حيث الهدوء السائد يخيم على أجواء الصالة كيف لا وقد اختارت الإدارة أن يكون اهتمامها في النوع بعيداً عن الكم وهذا ما يؤكده مدير المدرسة السلوية الصيفية في النادي وهو زميلنا في مهنة المتاعب طه الشيخ أمين فقال :
لدينا /73/ طفلاً وطفلة ولم يكن يهمنا عدد الأطفال المسجلين علماً بأن المدرسة بإدارة مستثمر وهو محب للنادي وقد دفع ثمن الاستثمار محبة بالنادي وإن تكبد بعض الخسائر لكنه أكد أن ما يدفع ليس له قيمة مقابل أن تنجب سلة الحرية ولو لاعباً واحداً يكون نجماً للمستقبل .
وكم تبلغ رسوم الدورة ؟
البداية كانت بدفع /4200/ ليرة مع تقديم لباس كامل وكرة لكل طفل وأجرينا أشبه ما يكون بالتنزيلات أو العروض بأن كل طفلين يتم تسجيلهم يكون تسجيل الطفل الثالث بشكل مجاني ثم تم تخفيض الرسوم الى /3000/ ليرة وقبل نهايتها أصبحت /1000/ ليرة وكله في سبيل ترغيب الأهالي بممارسة أطفالهم اللعبة كما أننا ننوه الى أن أبناء اللاعبين والمدربين والرياضيين في النادي كانوا بشكل مجاني كامل مع تقديم كافة التجهيزات أيضاً .
ومن هم المدربين العاملين في الدورة ؟
لدينا مدربتان فقط وهما في عالم كرة السلة أشهر من نار على علم ومن يبحر في عالم كرة السلة لا بد وأن يعرف مدى شهرة اللاعبتين رولا زرقة وأمل سحار وهذا يكفي .
ولمن الإشراف الفني على الدورة ؟
لم يكن هناك مشرفاً فنياً بل كانت رولا وأمل هن العينان الثاقبتان لاستقطاب النجوم المؤهلين ليدخلوا عالم كرة السلة .
يتبادر الى أذهاننا سؤال كون المدرسة في الاستثمار : هل يمكن للمستثمر أن يذهب بالمواهب لأندية أخرى ؟
أكيد لا يمكن خاصة إذا كان من أبناء النادي ولا أعتقد أن مستثمراً غريباً عن النادي سيقدم على خطوة استثمار مدرسة صيفية بأي لعبة ويقدم المال بمثل تلك المخاطر .
أين مصير الأطفال المبرزين ؟
أثناء الدورة يبرز بعض الأطفال كمواهب وأعمارهم تتناسب مع الفئات العمرية فيتم طلب إخراج قيد منهم ليتم تنسيبهم للنادي فوراً .
وما هو مصير بقية الأطفال الصغار ؟
المدرسة الصيفية مستمرة بدوراتها الشتوية وأوقات التمرين ستكون يومي العطلة الجمعة والسبت .
برأيك هل تجربة الاستثمار ناجحة ؟
في نادي الحرية أعتقد أنها كانت ناجحة طالما أن المستثمر محب للنادي وقدم مبلغ الاستثمار رغم معرفته بأن خاسر مادياً لكنه يؤكد كما أشرت في البداية أنه سيربح بكل تأكيد بضم المواهب الى سلة النادي وهذا مكسب كبير ولا نعتقد أن إشغال الصالة لعدد قليل من الساعات لا يؤثر سلباً على سير اللعبة ببقية الفئات .
أمريكي يشرف على سلة الجلاء
سلة الجلاء تعيش حالة مختلفة نوعاً ما عن بقية الأندية فالإشراف على الدورة على يد خبراء الـ NBA فالمدرب الأمريكي غاري غاسبر يشرف على المدرسة بشكل يومي وهذا ما يؤكده مدير المدرسة وعضو مجلس الإدارة السيد جورج جانجي فيقول :
لدينا /750/ طفلاً وطفلة وهو رقم مقبول جداً في ظل المنافسة بين الأندية والمدارس السلوية الخاصة .
وما هي رسوم الدورة ؟
الرسم /5200/ ل.س مع تأمين التنقلات بشكل حتمي لأنه يهمنا سلامة الطفل والتسجيل متضمن التنقلات ولم يكن لدينا إعفاءات من الرسوم بل كانت هناك حالات تخفيض بنسبة 25% أو 50% على الأكثر ولعدد قليل جداً من أبناء النادي كاللاعبين والمدربين .
ومن هم المدربون العاملون في المدرسة ؟
لدينا أكثر من /20/ مدرباً من أهل الخبرة وأذكر منهم مايكل شلبي ويوسف زغن وشادي ماردنلي وجرجس كرد .
ولم الإشراف الفني على الدورة ؟
للمدرب الأمريكي غاري غاسبر المشرف على قواعد النادي والفئات العمرية بشكل كامل إضافة الى مسؤولي التنظيم رزوق رزقو وبيير صباغ ولهم دور كبير في تنظيم عمل المدرسة نظراً لضخامة عدد الأطفال والمدربين .
وأين سيكون مصير اللاعبين المبرزين في المدرسة ؟
هناك نوعان الأول لمن أصبح في سن دخول الفئات العمرية وقد تم انتقاؤهم لضمهم الى صفوف النادي أما النوع الثاني فهو الأطفال الصغار ويتجاوز عددهم /250/ طفلاً وطفلة وهؤلاء مستمرون معنا في المدارس الشتوية بواقع رسم اشتراك شهري .
كونك ابن اللعبة وتعيش واقعها كيف ترى واقع المدارس الصيفية وما هي إيجابياتها وسلبياتها ؟
إيجابياتها اكتشاف المواهب لصقلها ورفدها لمستقبل النادي السلوي وهذا يلزمه برنامج عمل لتطوير عمل المدربين وسيكون ذلك من قبل المدرب الأمريكي ولا تهمنا الخسارة المادية أو الربح فالتكلفة كبيرة وإذا لم تغطي موارد المدرسة تكاليفها فلا مشكلة من مد يد العون الى صندوق النادي ولا يعتبر ذلك خسارة مادية طالما المكسب الفني موجود .
كنت منذ فترة مديراً لمهرجان أو بطولة الدورة الدولية للميني باسكت التي ينظمها نادي الجلاء سنوياً وكانت قبضة البطولة بيد ناديي الجلاء أو الاتحاد وهذا العام انتقلت الى سلة الوحدة إلا تعتبر ذلك مؤشراً خطيراً على هبوط الخط البياني لمستوى الفئات العمرية لسلة الشهباء ؟
هذا صحيح بكل تأكيد وهو مؤشر خطير وأعرف ذلك قبل بداية الدورة لذلك كان إصراري على دعوة فرق قوية للمشاركة في الدورة للاستفادة منها ومعرفة نقاط قوتها للعمل على اللحاق بها وكذلك معرفة نقاط ضعفنا للعمل على تصحيحها وأن يحقق نادي الجلاء المركز الثالث في الدورة وهو الذي يفوز على بقية الأندية السورية بفارق يتراوح بين 30-40 نقطة فهذا مؤشر خطير ولكن أتمنى عدم تسميتها بطولة بل مهرجان فالبطولات للكبار والمهرجانات للصغار .
في الاتحاد المشرف يعمل مجاناً
انتقلنا الى صالة نادي الاتحاد لمشاهدة البراعم الحمراء في مشهد رائع صغار قد لا يتجاوزوا حجم الكرة بأكثر من مرتين يمارسون اللعبة تحت أنظار الأهالي ومراقبة الكشافة فكان أن دخلنا بالسؤال على المشرف الإداري على مدرسة الاتحاد السلوية الخبير سمير رحال لنسأله كم هو عدد الأطفال المسجلين في الدورة ؟ فقال :
لدينا حوالي /585/ طفلاً وطفلة وهو عدد جيد إذا ما نظرنا الى منافسة بقية الأندية والمدارس الخاصة وتأخر الامتحانات .
نعلم أن مدرسة الاتحاد تقع تحت واقع الاستثمار ؟
هذا صحيح لكنني أعمل بتكليف من إدارة النادي وهو الموسم الثاني لي صيفاً والسادس لي إضافة للدورات الشتوية وللعلم فإنني أعمل مشرفاً على هذه المدارس دون أي مقابل لا من إدارة النادي ولا من المستثمر دافعي محبة النادي والغيرة عليه وإيماناً مني بأنني أعمل في بيتي وهذا لا يتطلب أي مقابل رغم أنني أعاني من أزمة قلبية لكنها لم تكن لتمنعني عن متابعة عملي بمحبة وعلى مدار ثمان ساعات يومياً .
وما هي رسوم الدورة ؟
الرسوم خضعت لموافقة إدارة النادي وقد بلغت /4000/ ليرة للطفل دون التدخل بأمور المواصلات وقد تنبهنا لواقع الظروف المادية للأهالي فتم تخفيض الرسوم الى /3000/ ليرة وفي منتصف الدورة الى /2000/ ليرة رغم كل المصاريف التي تقع على عاتق المستثمر من تجهيزات كاملة للطفل ورواتب للمدربين وهناك استثناءات قليلة جداً من ناحية الإعفاء الكامل من الرسم أو التخفيض وهم أبناء النادي وأهل اللعبة والرياضيين .