يتفق الجميع أن الاحتراف الذي تتم ممارسته اليوم في رياضتنا يعاني من خلل في جهازه «العصبي والعضلي» حتى بات أعرج يسير بعكازات
بالكاد تحمله بل إنها تكاد تنكسر تحت وطأة مانتج عن هذا الاحتراف داخل الأندية من مشكلات يذهب الكثيرون في تفسيرها في اتجاهات عديدة تلتقي ختاماً على سلبية نتائج تطبيق الاحتراف…!
سمعنا منذ فترة ونسمع اليوم اقتراحات بإيقاف العمل بالاحتراف لمدة سنتين وربما أكثر، وقد لقي هذا الاقتراح صدى إيجابياً عند بعض أصحاب القرار الرياضي وربما ذهبوا إلى هذا الحل قريباً .
ثمة إشارات لابد منها بين يدي هذا الاقتراح فهل يعقل أن نعود للخلف ونتراجع عن خطوة تعتبر متقدمة في العمل الرياضي أم أن المنطق يفرض أن نبحث وبسرعة وبدراسة معمقة عبر خبراء حقيقيين للوصول إلى حلول ناجعة لإنقاذ احترافنا مماأصابه من خلل واعتلال ؟
وهل يظن أصحاب هذا المقترح، أو من سيمضون به، أننا سنتمكن من الحفاظ على نجوم رياضتنا «كرة القدم» أولاً أم أننا سنعاني من نزيف النجوم وهي مشكلة نلمس شيئاً منها بسبب الأحوال المادية لعدد كبير من الأندية ؟ أليس من المتوقع أن ينعكس هذا بشكل سلبي على نشاطنا الكروي مثلاً ؟
الأمر بحاجة إلى كثير من الهدوء والروية والتمعن وكثير من السرعة في اتخاد القرار في إطار معادلة ليست ســهلة حقاً، لكن يمكن الوصـــول إليها على الأقل بعقود قانونية سليمة واضحة وفي البحث عن أسس سليمة لدفع الأندية ومساعدتها على القيام بأنشطتها بأساليب تمويل متعددة وعبر إيجاد أرضية متماسكة أعتقد أن هناك الكثير ممن يعرفون كيف يكون ذلك…
وسيبقى الاحتراف احترافاً وليس ربع أونصف احتراف..!
من جانب آخر يلفت النظر إصرار البعض على مقارنة واقع الأندية أيام زمان بواقعها الحالي وذلك عندما كانت المقرات بغرفة أو غرفتين وأصبحت اليوم مقرات فارهة مع أنها كلمة مبالغ فيها ومع ذلك تراجعت النتائج والإنجازات وكأن المشكلة في حجم المقرات وليست في الأشخاص كماأنه ليس من المنطقي أن نقيم هذه المقارنة فالتقدم خطوات في إنجاز منشآت جيدة دون تحقيق المأمول منها على مستوى الإنجاز يجب أن يدفعنا للتفكير بعمق في أسباب ذلك ومعالجته لا أن نعقد مقارنات تحمل الكثير من الأسى والتباكي الذي لانجد له مايبرره سوى دلالة على ضعف أو عجز نتمنى أن نتجاوزه لمصلحة رياضتنا بمختلف مستوياتها …!
gh_shamma@yahoo.com
غســـــان شــــــمه