سألت كل أساتذة الجغرافية والمدارس السورية عن الموقع الجغرافي لدولة اليمن الشقيق ومع معرفتي الدقيقة بموقعها،
و كان الجواب واضحاً ولا لبس فيه بأن اليمن السعيد يقع في جنوب شبه الحزيرة العربية و سألت بعض المعنيين في السلة السورية عن الدول المنضوية تحت ظل اتحاد غرب آسيا و كان الجواب بأن الاتحاد اليمني لكرة السلة هو أحد دول هذا الاتحاد. وزاد فضولي واستوضحت من أحد رؤساء اتحاد كرة القدم السابقين ورئيس اتحاد كرة اليد الحالي في سورية عن موقع اليمن في اتحادات غرب آسيا بهذه الألعاب فأفادونا بأن اليمن تلعب ببطولة الخليج بكرة القدم و ليس لها أي تواجد في زون غرب آسيا، وايضا كذلك بكرة اليد.
وبالنتيجة توصلت إلى حقيقة مفادها بأن تواجد اليمن هو في اتحاد غرب آسيا بكرة السلة فقط رغم أن موقعها الجغرافي هو شبه الجزيرة العربية و ليس في زون غرب آسيا ، و أسباب هذا التواجد لا يعرفه إلا السيد هاكوب خاجاريان والشباب الطيبه معه و الذين قدموا مقترح تأسيس هذا الاتحاد إلى الاتحاد الآسيوي بكرة السلة و حصلوا حينها على موافقة التأسيس، و مازالوا الأوصياء غير الشرعيين على هذا الاتحاد منذ التأسيس و حتى تاريخه.
مؤسسة ظاهرها
رياضي وباطنها تجاري
والشيء اللافت جداً بهذا الموضوع هو رغبة اتحاد غرب أسيا بناء مؤسسة ظاهرها رياضي وباطنها تجاري ومادي بإمتياز، ومن يتابع آلية إصدار قرارات هذا الاتحاد القرقوشية و البعيدة عن الأصول و الأعراف التنظيمية و الكيل بعشرة مكاييل، و طرق اسناد البطولات إلى دول الزون في كل موسم والمرتبطة بالدولار و البورصة و آلية السماح للاعبين باللعب مع أنديتها في البطولات الغرب الآسيوية (والله يجيرنا من الرياح الغربية) والتي تختلف من بطولة إلى أخرى ومن فريق إلى آخر في نفس البطولة حسب لون العلم، وعدد نجومه، والقوة الشرائية لعملته يدرك ما ذهبنا اليه. و من أجل تحقيق ذلك يجب أن يؤمن السيد هاكوب واتحاده (الجاثمون على صدر هذا الاتحاد منذ التأسيس و حتى الآن) الأصوات اللازمة لتمرير القرارات بمساعدة أشخاص من اتحاد غرب آسيا خدمتهم الظروف و الولاء لغير بلدهم، و التصويت ضد أنديتها في المحافل الخارجية، و تسريب المعلومات و الوثائق عن لاعبي منتخباتهم للوصول إلى هذه المواقع الخارجية.
بالإضافة إلى أصوات بعض الدول و التي يعتبر تواجدها في اتحاد غرب آسيا غير شرعي و منطقي بالمقارنة مع بقية الزونات (زون الخليج – شرق آسيا- جنوب شرق آسيا)
السمان و الزيدان والنكدلي ضحية هذا الاتحاد
والشيء العجيب في هذا الاتحاد بأن لوائحه الداخلية (إن وجدت )والناظمة لعمله مغيبة و بعيدة عن الأطر و النظم المؤسساتية، و الأغرب من ذلك بأن مهمة رؤساء اتحادات غرب أسيا المتعاقبين هي مهمات بروتوكولية فقط بعيدة عن تفاصيل عمل هذا الاتحاد (وفق تصريحات أمين عام اتحاد غرب أسيا السيد هاكوب) و كل القرارات تتخذ في الأمانة العامة في بيروت و حين حاول الرئيس السابق لاتحاد غرب آسيا الدكتور حازم السمان زج نفسه في تفاصيل عمل اتحاده كأحد أهم واجباته و خاصة موضوع إسناد البطولات وتنظيمها و الاطلاع على الكشوف و التفاصيل المادية كان الاستنفار و القرار بالإبعاد بأساليب متبعة في عصور الظلام و الفوضى و التخلف. وحين حاولت خبراتنا السورية السلوية الذهبية جورج زيدان و نادر نكدلي الوقوف بوجه مخالفات هذا الاتحاد أثناء بطولاته كان التصدي و التخوين والاقصاء.
مع التأكيد بأن أيادي هذا الاتحاد وقلبه شديد السواد مع الاتحاد الأردني لكرة السلة، و الذي أعد ملفاً مليئاً بالمخالفات التي يرتكبها أمين عام هذا الاتحاد وسلمه إلى الاتحاد الدولي بكرة السلة ومحاكمته القضائية في سابقة رياضية خطيرة، وكذلك الأمر مع الاتحاد اللبناني لكرة السلة و أنديته، الأمر الذي دفع حينها النادي الرياضي البيروتي إلى الإحجام عن المشاركة في بطولات هاكوب الغرب اسيوية و لفترة تزيد عن الخمس سنوات علماً بأن الرياضي اللبناني كان بطلاً للبنان و حامل كأسها و بالمحصلة فإن اتحاد غرب أسيا هو اتحاد الأمر الواقع و بعيداً عن الرياضة الشريفة و الجميلة و الهادفة التي تسعد شعوب هذه الدول وأنديتها ورياضتها.
بطولة غرب آسيا
للمنتخبات غير الشرعية
ونستعرض هنا آخر نشاط لهذا الاتحاد وهي بطولة غرب آسيا للمنتخبات والتي أقيمت في مدينة (دهوك العراقية مؤخراً، حيث شاركت منتخبات إيران (بالصف الثاني) وسورية (أولمبياً) والعراق (الدولة المضيفة) وفلسطين (دون احتساب النتائج) وتخلفت منتخبات (لبنان- الأردن – اليمن) عن المشاركة علماً بأن المنتخبين اللبناني والأردني متأهلان إلى كأس العالم في تركيا أيلول القادم .
ولسان حال هذه الفرق يشكو من إقامة البطولة في ظروف أمنية غير مناسبة (متمنين لها الانتهاء) بالإضافة إلى صعوبة السفر و الوصول إلى هناك، وأيضاً في ظل توقيت غير مناسب و بالمجمل بطولة غير شرعية لغياب نصف الفرق ومشاركة النصف الآخر بالصف الثاني، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عدم وضوح رؤية هذا الاتحاد وفوضوية نشاطاته وتداخل أمور غير رياضية فيها.
وسنتابع عرض موضوع اتحاد غرب أسيا في أعدادنا اللاحقة و الانعكاسات السلبية لهذا الاتحاد على رياضتنا الوطنية و المحلية و الإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل اتحادنا السلوي النشيط والمميز لمعالجة هذه الثغرات و تصويبها.
ونحن مطمئنون إلى ان كل ما ذكرناه سوف يكون على طاولة اتحاد غرب أسيا فوراً بواسطة بعض الانتهازيين والدخلاء و اللبيب من الإشارة يفهم.
عبير علي