لا يكاد يمر موسم منذ تطبيق الاحتراف إلا وتعيش أنديتنا في زحمة من المشكلات لم تكن موجودة بحجمها أيام الهواية,
وهذا لا يعني بالتأكيد إننا مع الهواية ضد الاحتراف بل نحن مع الرؤية الواضحة الكفيلة باستقرار لاعبينا ومدربينا وكل الكوادر العاملة بسلتنا حتى نحقق الهدف المنشود الكفيل بتطوير السلة السورية ووضعها على السكة الصحيحة, لكن من قال إن احترافنا سيوصلنا بشكله الحالي إلى ما نريد ومن قال إن مستوانا قد تطور عن ذي قبل.
مقومات يجب توفرها
ماكنا نريده من كل من يعشق سلتنا أن نصل إلى تلك المرحلة التي تتسع فيها مساحة تفاؤلنا التي لا يمكن أن تتم إلا من خلال أسلوب عمل احترافي مبرمج من القاعدة وحتى القمة, وحينها لن يكون حلم الوصول إلى منصات التتويج مستحيلاً, لكن هذا الاحتراف المبرمج يحتاج لمقومات وأسس علمية تبنى على أرض صلبة لإرضائه ولا هشاشة فيه, توفر المال القادر على صناعة اللعبة ولا أقصد هنا أن يعتمد احترافنا بأمواله على المحسنين لأنه لن يكتب له النجاح, وأكبر مثال ما يحصل الآن بمعظم أنديتنا والتي تسير بألعابها وراء التبرعات والهبات وتبويس الشوارب لتمشية الحال وهذا لن يطور الرياضة إضافة إلى ذلك يجب توفر الخبرات الفنية والإدارية القادرة على تطبيق الاحتراف بشكله الصحيح مع وضع سياسة مالية بعيدة عن الإسراف المجاني وعدم تكريس فكرة الاحتراف كمفهوم أساسي للاعب الذي أصبح همه الوحيدة قبض الأموال ليس إلا, وهذا من أهم أسباب فشلنا الاحترافي الداخلي لأن الخطوة جاءت متعثرة وغير واضحة ولم تبن على أرض صلبة من حيث الأساس لذلك احترافنا أعرج ومن الضروري البحث عن سبل كفيلة لتطويره.
الاحتراف الخارجي
لن أكون مثالياً إذا قلت الحقوا الاحتراف الخارجي , اعملوا على إلغائه قبل أن يدمرنا ويدمر كل ما تم بناؤه الحقوه قبل أن يطفو السماسرة والمؤثرون على سطح رياضتنا فيلغوا دور الرياضة (بمالهم) وأساسيات الانتماء للنادي والقميص والمنتخب بجهلهم, فالأمر لم يعد قابلاً للسكوت عنه أبداً, وما يحصل بلاعبي أنديتنا الذين أصبحوا يمثلون بفضل وجود المحترفين الأجانب دور الكومبارس أكبر دليل على صحة ما أشرنا إليه, فهذا هو لاعب المنتخب العملاق وسام يعقوب الذي غيب طويلاً وكثيراً تحت سلة الجلاء لوجود الأجانب.. ألا تتفقوا معي يا خبراء اللعبة بأن ذلك سيؤثر على السلة السورية والمنتخب الوطني لذلك لابد من المعنيين على أمور سلتنا ولا أقصد هنا العاملين باتحاد السلة وإنما كل غيور على مصلحة اللعبة ومحب لها أن يعمل وينادي لإلغاء الاحتراف الخارجي الذي انعكس سلباً على تراجع مستوى أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية ولنا في تجربة الأشقاء المصريين خير دليل عندما قام قبل عدة سنوات بإلغاء الاحتراف الخارجي ثم راحوا يخططون لبناء قواعد سلوية على أسس علمية وعندما أثمرت جهودهم عادوا لإدخال الاحتراف الخارجي لتدعيم صفوف أنديتهم وليس لأخذ مكان لاعبيهم الوطنيين, علينا أن نجرب ونحاول, أما أن نعتقد بأننا مذهلون بما نقدمه لسلتنا فهذه هي الطامة الكبرى.
حقيقة
على الرغم من اختلاف الظروف ودخولنا عالم الاحتراف إلا أن مشاكلنا بقيت كما هي,ولن أضع هنا المشكلة المادية في قفص الاتهام ولن اعتبرها السبب الأول في تراجعنا, بل هي جزء من المشكلة ولا يمكن تجاهلها, ومع تقديرنا واحترامنا لأعضاء اتحاد السلة إلا أن عملهم يفتقد للنفس الاحترافي ويفتقد بعضهم للمؤهلات الفنية التي تتيح لهم وضع خطط التطوير ورسم استراتيجيات اللعبة, وتحول همهم إلى كسب أكبر قدر من المراقبات وتسيير أمور أنديتهم وإرضاء لأهواتهم ومصالحهم الشخصية لو كان ذلك على حساب مصلحة السلة السورية ومثل هؤلاء الأعضاء لن يستطيعوا مهما مضى عليهم أن يأتوا بشيء جديد يفيد سلتنا ويطورها فكيف لنا أن نعول عليهم دراسة نظام الاحتراف وإعادة تشكيله بما يتناسب مع واقع أنديتنا, لذلك لابد للمكتب التنفيذي من إجراء التغيير الشامل لأعضاء الاتحاد وإبعاد كل من ليس له علاقة باللعبة لأننا لم نعد نرضى بأشخاص لا يملكون شيئا من وضوح الرؤية فهل سيفعلها المكتب التنفيذي ويتنازل بعض أعضائه عن برجهم العاجي ويعطوا سلتنا القليل من وقتهم الثمين.. أم ستبقى الأمور على حالها إلى ماشاء الله.. وللحديث بقية.
مهند الحسني