لم يكن التراجع الملحوظ بمستوى كرة درعا, والذي بات امتداده الزمني يناهز العقد. الا نتيجة طبيعية لحالة الفوضى التي تعيشها رياضة درعا, وغياب التخطيط السليم وتفشي سرطانات الشللية في مفاصلها.
ومما زاد الامر سوءا كثرة الاندية الممارسة لهذه الرياضة وتجاوز عددها الى مايزيد عن عشرة اندية تتوزع بشكل غير منتظم على ارجاء محافظة درعا. وعدم تكثيف الطاقات بعدد قليل من الاندية لتكون قوية متكاملة الصفوف قادرة على المنافسة الطويلة.
ان محافظات كثيرة كانت بعيدة كل البعد عن شيء اسمه قدم وذلك نتيجة لكثرة الاندية وتصارعها المحموم في سبيل البروز وتقديم الشيء المميز. لكن بالطبع فإن المناطق الصغيرة لن تكون بحكم موقعها ومواصفاتها وظروفها الخاصة قادرة على انتقاء تشكيلة متكاملة تضم كافة الخطوط.
وبالتالي فإن تلك المحافظات اقتنعت وبعد تجربة طويلة بجدوى دمج الاندية وتكثيف الطاقات للحصول على عدد قليل من الاندية النوعية القادر على الاستمرار والمنافسة فوصلت سريعا للدرجة الاولى وباتت تبلي فيها بلاء حسنا. لكن الامر لم يأخذ مداه عندنا بدرعا ولازلنا نتعصب كثيرا لاسماء صغيرة,فالكل يريد ان يبرز بما يمتلك من خصوصيات صغيرة.
وراح الانتماء يخص اصغر الاندية الرياضية ,والنتيجة اعزائي اندية كثيرة لكنها ضعيفة غير قادرة على الصمود والاستمرار.
ماالذي يمكن للصنمين ان تفعله او الحراك او غزالة او البلد او طفس. ان انتقاء المميزين من لاعبي كرة القدم ووضعهم حسب ثلاث او اربع مناطق رئيسية يعد امرا في غاية الالحاح. فأقصى جنوب حوران يمكن ان يكون خاصا بدرعا وناديها الاعرق الشعلة.اما في الشمال والشمال الغربي فإننا نجد جاسم وهو الاحق بأن يكون مركزا لتلك المنطقة نظرا لقوته على الدوام.
اما المنطقة الشرقية فقد يكون الحراك وبحكم تاريخه وتجربته الناجحة في الدرجة الثانية هو المركز.وفيما يخص الجزء العربي فيمكن لطفس عاصمة الزراعة الحورانية ان تحجزه.
وبهذه الطريقة يمكن الحصول على اربعة تجمعات قوية تضم كل منها كثافة بشرية تزيد عن مئتي الف نسمة.يفترض ان تصبح قادرة على اختيار افضل احد عشر رجلا.
وهنا تعود درعا لخارطة الرياضة السورية وتلعب دورها المفترض. فالشعلة يعود لمكانه الطبيعي بين المحترفين الكبار. فيما يصعد اثنان من الاندية الباقية للدرجة الثانية. وتكون باقي الاندية عبارة عن مفرخة للاعبين الجيدين.
ان نظرة متأنية لما تقدمه الاندية المشاركة في تصفيات درعا للدرجة الثالثة المؤهلة لدوري المظاليم يمكنه فهم الكثير منها فيما يخص مستوى درعا.
فالمستويات لاتزال دون المأمول اما التحضير فهو غير موجود الا بالحدود الدنيا. وللامانة فهناك خامات كثيرة موجودة بقوة وتحتاج للدعم والمتابعة. وان زادت حظوظ الشعلة بناء على نتائجه في مبارياته الاولى. فإن ذلك لايعدو كونه امرا ضروريا لعودته السريعة للدرجة الثانية مرورا بالتجمع النهائي. ولن يكون مستهجنا فمحافظة يقارب تعدادها السكاني مليون نسمة ولاتحوي اي ناد في الدرجتين الاولى والثانية يشكل ظاهرة في غاية الخجل.
اما حظوظ باقي الاندية فهي مشروعة بالصعود للتصفيات النهائية مع كل الاماني لها بفعل شيء وعندها ستكون كافة الفعاليات والجهات الرسمية والشعبية داعمة لها.
والامر في النهاية يحتاج الى مزيد من الاهتمام والجدية لاعادة الحياة لكرة درعا التي ارهقتها الظروف واعماها الفشل واطاح بها في عالم النسيان.
كلنا امل بتحرك من يخصه الامر.?!!