استحق الأسبوع الماضي في رياضة اللاذقية لقب أسبوع التغيير والترميم وبعد عدة أشهر من القيل والقال والاتهام بالتعاطف مع فلان وعلان نجح فرع الاتحاد الرياضي في قذف الكرة من ملعبه الى ملعب كل من اتهمه بالتقصير, وسجل هدفا (دبل كيك) عندما اتخذ قراراً صائباً بحل مجلس إدارة نادي جبلة وانتخاب ادارة جديدة, أرضت الشارع الجبلاوي, وقام بدعوة الجمعية العمومية للأندية الثلاثة تشرين وحطين لإملاء الشواغر وجبلة لانتخاب ادارة جديدة, ورغم فوز رؤساء وأعضاء جدد في الأندية الثلاثة بالتزكية بعد سلسلة انسحابات, إلا أن الأهم أن من كل ذلك أن قيادة الفرع حصلت على براءة ذمة عندما قامت بإنهاء جميع مشاكل أنديتها الادارية قبل الدوري. بعدما أكملت شواغرها, لتضع جميع الادارات أمام مسؤولياتها.
جديد ادارة تشرين
بعد طول انتظار انعقد يومي الأحد الماضي مؤتمر نادي تشرين لإملاء الشواغر الموجودة في النادي, على مبدأ أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل أبداً, وكما توقعنا فلم تكن النتائج مفاجئة لأحد لأن عملية الفوز بالتزكية كانت مؤكدة مائة بالمائة في نادي تشرين لمعرفتنا بالبير وغطاه وبأن الامور سيتم حسمها سلفاً وقبل أن يدخل الأعضاء الى قاعة المؤتمر ورغم ذلك نقول بأن الأعضاء الجدد ليسوا غرباء عن الوضع الرياضي وهم من العناصر النشطة, فرئيس النادي السيد عدنان دالي سبق له وترأس النادي أكثر من مرة ولديه خبرة جيدة في العمل الاداري ولعل ما يميزه عن غيره حرصه الكبير على أن تكون الأمور المالية نظامية ووفق قيود وسجلات ومحاضر جلسات. وباختصار فإنه يصرف كل ليرة في مكانها, وتساءل الكثيرون عن أسباب عودة الدالي الذي سبق له وذاق مرارة العمل في نادي تشرين ومن يقبل بالعمل كمن ينحت في الصخر ويمكن وصفه بالمغامر, لأن نتائج المباريات تتحكم الى حد كبير بمصير النادي وخاصة المادية, أما الأعضاء الثلاثة الذين نجحوا فهم معاوية جعفر ومحمد أبو شام والمحامي أسامة عبد الله والثلاثة من أبناء النادي الغيورين ويعيش نادي تشرين في قلوبهم وعقولهم وربما يساهمون مع رئيس النادي وبقية الأعضاء في إعادة نادي تشرين الى مساره الصحيح بعدما تأخر كثيراً نتيجة الخلافات التي وقعت في الموسم الماضي بين مجلس الادارة.
المنطق فرض نفسه
على الرغم من معظم التوقعات كانت تتجه باتجاه مشاهدة منافسة قوية, على مقعد رئاسة نادي حطين بعد إعلان أربعة مرشحين ترشيحهم, ولكن هذه التوقعات سرعان ما أصبحت في خبر كان بعد إعلان ثلاثة مرشحين انسحابهم لصالح رئىس النادي المكلف مصطفى جبلاوي والذي حظي بدعم وتأييد أعضاء الادارة لخبرته بالعمل الاداري وهو الذي لم يغب اسمه عن إدارات نادي حطين في الأعوام العشرة الأخيرة, مما جعل المؤتمر ينهي أعماله بعد بدايته بدقائق وحل مكان الجبلاوي في عضوية الادارة المهندس سليم مكيس, ليكتمل عقد الادارة الحطينية, التي وضعت على عاتقها إعادة البريق لكرتها التي تبحث عن مكان لها بين الكبار هذا الموسم.
الدرس الجبلاوي
يقول المثل الشعبي فوق الموتة عصة قبر, فأنديتنا التي لا تنقصها المشاكل المالية ليست بحاجة الى مشاكل ادارية وهذا الكلام ينطبق على نادي جبلة فبعد سنة تقريباً من الخلافات بين رئيس النادي وبقية الأعضاء رغم عقد الكثير من الاجتماعات لرأب الصدع وتذليل الخلافات لكن الأمور لم تتغير, وبقيت المشاكل العنوان الأبرز لمسيرة نادي جبلة, حتى جاء القرار من قيادة فرع الاتحاد الرياضي بحل مجلس الادارة وعدم ترشيح أحد منها لعضوية مجلس الادارة الجديدة وذلك بعد أن طفح الكيل, وقررت عقد مؤتمر انتخابي للنادي يوم الاثنين الماضي وقد أثنت جماهير النادي على هذا القرار الشجاع واختارت ادارة جديدة فيها أصحاب المال والخبرة أرضت الشارع الجبلاوي على أمل أن تتحقق طموحاته في تحقيق نتائج طيبة بالدوري تعيد لنادي جبلة مكانته وهيبته على الساحة الكروية بعدما فقدها في السنوات الأربع الأخيرة.
المطلوب من رؤساء الأندية?
بعد انتخاب السيد عبد اللطيف عيسى رئيساً لنادي القرداحة بدلاً من السيد هاني مخلوف انضم ثلاثة رؤساء اندية جدد يومي الأحد والاثنين وأصبح السيد عدنان دالي رئىساً لنادي تشرين بدلاً من السيد حسام مكية ومصطفى جبلاوي رئيساً لنادي حطين بدلاً من المهندس منذر درويش والمحامي معن حاج عمر بدلاً من السيد هاني مهنا. وهذا يعني بأن أندية اللاذقية الأربعة تغير رؤساءها ومن المفروض أن تعيش حالة من الاستقرار الاداري حتى نهاية الموسم الكروي وحتى تترسخ هذة الحالة من الاستقرار لا بد من تذكير رؤساء الأندية الجدد ببعض العوامل التي تساهم في تطوير ألعاب النادي واستقرارها التدريبي ولعل أبرزها:
1- عدم التفرد في اتخاذ القرارات حتى لو أدى الأمر الى دعوة مجلس الادارة الى اجتماع واجتماعين استثنائيين في أسبوع, لأن القرار الجماعي أضمن وأصح ويمنع القيل والقال والاتهام.
2- عقد الاجتماعات الدورية الأسبوعية في موعدها وقيام كل عضو بوضع جميع الأعضاء بالأعمال والنشاطات التي قام بها ومناقشة كل الأمور خلال الاجتماعات واتخاذ القرارات المناسبة وتثبيت كل ذلك في محاضر الجلسات.
3- عدم تدخل الادارة في عمل مدربيها وفي حال وجدت أي خلل عليها دعوة الجهاز التدريبي للاجتماع بحضور كامل الأعضاء لمناقشة الوضع واتخاذ القرارات المناسبة.
4- تأكيد رئيس النادي على فتح سجلات للقيود المالية (واردات ومصاريف) وعلى المسؤول المالي وضع مجلس الادارة بصورة الوضع المالي خلال الاجتماعات الدورية.
5- تعامل مجلس الادارة بصدق مع مفاصله من اداريين ومدربين ولاعبين ووضع هذه المفاصل بالصورة الحقيقية للوضع في النادي ودفع مستحقاتهم المادية في الموعد المحدد.
6- على رئيس النادي أن يكون الوعاء الكبير الذي يستوعب الجميع ويستمع للجميع رافعاً شعار مصلحة النادي أولاً وتقديم المساعدة إذا أمكن لمن يستحق من مدربين ولاعبين بمعرفة أعضاء الادارة.
7- على مجلس الادارة أن يجيب على تساؤلات الشارع الرياضي ويرد على الشائعات التي يروجها البعض ووضع جمهور النادي بالصورة الحقيقية لأن البعض يحاول وضع العصي في العجلات والاصطياد في الماء العكر.
أخيراً
رؤساء أندية اللاذقية الأربعة وأعضاء ادارتها هم أمام امتحان حقيقي حتى ينجحوا في تحقيق طموحات جماهير أنديتهم التواقة الى تحقيق البطولات والألقاب ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون مصير رؤساء الأندية الأربعة مع نهاية الدوري مثل مصير الرؤساء السابقين أم أنهم سيقودون أنديتهم نحو الألق والتطور..?! كل شيء ممكن والأهم أن يعمل الجميع يداً بيد وبنوايا صادقة وصافية وشعارهم المحبة أولاً وأخيراً.