لا يبدو المشهد السلوي لهذا الموسم متناقضاً إلى حد كبير و إن حصل تغيير
على هيكلية لائحة الترتيب و اختلطت أوراق الفرق الأربعة الكبار , بل على العكس لم يكن تناقضاً بقدر ما هو اجتهاداً لبعض الفرق الطامحة التي عملت لسنوات طويلة و جاء الآن موسم قطف الثمار , بالمقابل كان هناك تراجعاً لبعض الفرق و حالة من التفاوت بالمستوى الفني .
أين المستوى الفني
لا أريد أن أتحدث عن مستوى فريق الطليعة أو الوثبة أو الحرية مع احترامي و تقديري لهذه الفرق و لغيرها , و إنما سأتحدث عن رباعي الصدارة الجيش و الوحدة و الاتحاد و الجلاء , و أتساءل مع جمهور هذه الفرق , هل كان المستوى الفني لهذه الفرق مقنعاً و هل امتلكت الفرق إياها حداً معيناً من الثبات الفني و حافظت على معدل أداء معين لم تنزل تحته و إنما كان الخروج عن هذا باتجاه الأعلى , كنتائج رقمية لفرق الصدارة جاءت منطقية و خروج الوحدة من دائرة الأربعة الكبار باعتقادي لم يكن مفاجأة خاصة بعد سلسلة من الخطوات الخاطئة التي بشرت بهكذا نتيجة .
ما نيل المطالب بالتمني
الصبر جميل لكن الصبر له حدود و عندما طلبت إدارة نادي الوحدة و القائمون على كرة السلة من الجميع التحلي بالصبر على نتائج الفريق متذرعين بأنهم بفترة البناءو الإعداد , إلا إن هذه الفترة أغرت الجميع بإعادة ترتيب الأوراق و الغوص في أعماق الفريق بحثاً عن حلول جذرية و ليست حقناً تخديرية لا تلبث أن يتلاشى مفعولها … و من هنا بدأ الخطأ .. عندما أصر المدرب هادي درويش الاستغناء عن بعض اللاعبين الشباب و تم توزيعهم على أندية دمشقية و حمصية و أكد اللاعبون بأنهم مشروع لنجوم سلوية قادمة و خاصة اللاعب سليمان دربي الذي قدم مع فريقه الوثبة أداء عالياً كونه يمتلك كل صفات اللاعب الناجح .. و السؤال هنا إذا كان الدرويش هو من يقرر بعد إعطائه كل الصلاحيات فكيف لكم أن تحاسبوه على أخطاء أنتم راضون عنها بالبداية , و إذا كان جوابكم عكس ذلك فأين رأي باقي أعضاء الجهاز الفني بعملية الاستغناء .. فهل كان الدرويش متشبثاً برأيه إلى هذا الحد و مسيطراً على أراء كل العاملين بكرة السلة بالنادي , أم أن الأخرين لا يستطيعون تحمل أي قدر من المسؤولية و هذه هي الطامة الكبرى .
صفقات خلبية
هناك تناقض و اضح في تصريح مسؤولي كرة السلة بنادي الوحدة , فتارة ينادون نحن في طور الإعداد و لن ننظر إلى النتائج و تارة يؤكدون بأنهم فريق منافس لا يشق له غبار , و إذا سلمنا بصحة أقوالهم ببناء فريق على أسس صلبة كان عليهم التمسك أولاً بابناء النادي الشباب كونهم النواة الحقيقية للعبة , و عدم ضم أي لاعب محلي للفريق بالوقت الحالي على أقل تقدير , فما الفائدة من ضم لاعب الوثبة أسيد كالو لصفوف الفريق و هو لم يلعب مع الفريق مباراة كاملة , و ما هي الفائدة من شراء لاعب من نادي الثورة بمبلغ 250 ألف دون الاستفادة منه حتى في المباربات التجريبية , ناهيك عن صفقة لاعب الجيش محمد صنديد الذي لم ينجح هو الآخر بترك بصحته مع الفريق كونه لم يأخذ فرصة بعد .. فهل سيقول البعض بأن وراء كل ذلك هادي درويش .. إذا كان جوابكم بنعم .. فأين كنتم و ما هو دوركم و لماذا لم تتحملوا المسؤولية معه .
خلاصة
ما صار قد صار و لا مجال لإبداء الندم أو الحسرة , و ما حققه الفريق هذا الموسم لن يكون نهاية العالم , لكن علينا أن نتذكر فكما أن للفشل أسبابه و بواعثه و حيثياته فللنجاح مقدمات و بنية تحتية و مقومات وجهود مخلصة , لذلك لا خوف على سلة الوحدة طالما إنها تمتلك الكثير من الخبرات الفنية و الإدارية القادرة على اعتلاء منصات التتويج من جديد محلياً و عربياً و قارياً.
مهند الحسني