كل من لم تتح له مشاهدة أحد أساطير الكرة الهولندية ماركو فان باستن على الهواء مباشرة، لا بد أنه سمع عنه الكثير، أو شاهد هدفه الشهير بمرمى الحارس السوفييتي داساييف الملقب بإمبراطور الخشبات الثلاث.
فان باستن الذي قدم موسماً متميزاً مع ميلان موسم 1987/1988 مساعداً إياه في استرجاع لقب الكالتشيو، تعرّض للإصابة مع نهاية الموسم، فهدد بعدم المشاركة، ولولا الدعم المعنوي الذي تلقاه من الأسطورة الأشهر يوهان كرويف لربما غاب عن البطولة ذاك العام وضاعت عليه بالتالي فرصة نادرة لبلوغ المجد الكروي.
بطولة 1988 ارتبطت بعودة الكرة الشاملة إلى الساحة مع المدرب الخبير رينوس ميتشالز بفضل ثاني الأجيال الهولندية الخالدة من طينة غوليت وفان باستن وكويمان ورايكارد وفان بروكلين وموهرين وبقية القائمة.
تلك البطولة بدأتها هولندا العائدة إلى الساحة بعد ثماني سنوات بالخسارة أمام الاتحاد السوفييتي بهدف فتحتم عليها الفوز على ثنائي بريطانيا، إنكلترا وجمهورية إيرلندا، فأسقطت إنكلترا بثلاثة أهداف لهدف ولم يكن صاحب الأهداف الثلاثة سوى فان باستن نفسه مفسداً احتفالية الحارس الإنكليزي بيتر شيلتون في مباراته الدولية المئة، ثم فازت على جمهورية إيرلندا بهدف متأخر.
وفي نصف النهائي ضد ألمانيا فرض فان باستن نفسه رجل المهمات الصعبة بتسجيله هدف الفوز في الثواني الأخيرة، وفي النهائي كان الثأر من السوفييت بهدفين سجل بنفسه الثاني مختتما أهداف البطولة وعن ذاك الهدف علّق بيكنباور بأنه أغرب أهداف القرن العشرين، فاستحق فان باستن نجومية البطولة وهدافها.
مسيرته لاعباً ومدرباً
فان باستن مثّل هولندا في ثمان وخمسين مباراة دولية سجل خلالها أربعة وعشرين هدفاً وسجل في مسيرته 278 هدفاً في 376 مباراة مع أجاكس وميلان، وحقق العديد من الألقاب الجماعية والفردية، ولولا الإصابة التي أبعدته قبل الأوان لكان له شأن أكبر من المستديرة الصغيرة، وهذا كلام محللين كبار.
على الصعيد التدريبي كانت أبرز محطاته مونديال 2006 في ألمانيا ونهائيات أمم أوروبا الفائتة، وفي البطولتين بدا المنتخب البرتقالي خارقاً للعادة في دور المجموعات وعادياً في الأدوار الإقصائية فودع امام البرتغال في دور الـ 16 في مونديال المانيا ومن ربع النهائي امام روسيا في يورو 2008.