في عالم كرة القدم تعتبر نتيجة التعادل صفر/صفر النتيجة الرقمية الأسوأ، وعندما يسمع المتابع بهذه النتيجة فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أنها كانت مباراة للنسيان مهما كان اسم الفريقين،
وكثيراً ما نسمع من الذين تابعوها للذين لم يتسن لهم ذلك: لم يفتكم شيء مهم.
هذا الكلام في العموميات صحيح لا غبار عليه، وما أكثر المباريات التي تنطبق عليها هذه الحالة كمباراة البرازيل وإيطاليا في نهائي مونديال 1994 ومباراة الأرجنتين وهولندا في مونديال 2006 والأمثلة أكثر من تعد وتحصى.
لكن هناك مباريات انتهت كما بدأت ولكنها تجعل الجمهور في الملعب والمتابع على شاشات التلفزة يقوم ولا يقعد مع كل هجمة لهذا الفريق أو ذاك، ومن هذه المباريات قمة المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإسباني بين ريال مدريد وضيفه فالنسيا التي جرت الأحد الفائت على أرضية ملعب برنابيه الخاص بنادي ريال مدريد.
كل ما نبحث عنه شاهدناه في المباراة باستثناء هز الشباك وهي الغاية التي من أجلها يلعب المتنافسان.
الجميل في المباراة أن الفريقين بحثا بكل السبل عن التسجيل، فالملكي المدريدي يهدف للحفاظ على الفارق النقطي الذي يفصله عن مطارده برشلونة، وفالنسيا همه واهتمامه البقاء في موقع يخوله المشاركة في الشامبيونز ليغ الموسم المقبل.
كل منهما كان قريباً من الظفر بالنقاط الثلاث، فالحارسان كاسياس وفيسنتي غوايتا برعا في الذود عن المرمى، ومهاجمو الفريقين أضلا الطريق، والرعونة من هنا وهناك حضرت فبُددت فرص سهلة وغريبة أحياناً لكلا الجانبين، والأخشاب تعاطفت مرتين مع الريال ومثلهما مع فالنسيا، والمحاولات على المرمى فاقت العشرين مرة خلال الدقائق التسعين، وبالنهاية كان الفائز الأكبر المشاهد الذي لم يندم على الوقت الذي خصصه للمشاهدة، كما أن المتفرج بأرض الملعب لم يندم على دفع ثمن التذكرة.