الموقف الرياضي:
تمرّ كرتنا المحلية بأحوال لاتسرّ وواقع مرير، يبدو فيه الإصرار على السير بالطريق الخاطئ العنوان البارز للمرحلة المُقبلة!
فالخروج المخزي لناديي الكرامة وحطين من الدور التمهيديّ الأول، لأضعف المسابقات الآسيوية، ذات التصنيف الثالث، ومن ناديين متواضعين كروياً، من بنغلاديش وقيرغيزستان، لهو مؤشر شؤم لما نحن مقبلون عليه، لاسيما بالإصرار على النهج ذاته، بالتفكير والتخطيط والتنفيذ؟
لم أرَ على مستوى العالم الكروي، سواء العربي أم العالمي، عقود لاعبي أنديته توقّع لموسم واحد كل عام، اللهم إلا إن كان اللاعب قد تجاوز سن الثلاثين، وهو المتّبع في أغلب الدوريات العالمية، لاسيما الكبرى.
أما في دورينا، اللاعب يفرض شروطاً مالية تعجز أنديتنا عن سدادها، فترضخ لرغبة اللاعب بالتوقيع لموسم واحد فقط، وبمبلغ يفوق قدرتها حتى؟ وبالتالي يدخل لاعبو الدوري السوري بازاراً لمن يدفع لهم أكثر كل عام، لنرى زيداً من اللاعبين كل موسم في نادٍ، كابن بطوطة؟
فأين استقرار الأندية إذا في كل موسم تشكيلة جديدة ولاعبون جدد؟ الأمر الذي انعكس على استقرار الدوري السوري، وبالتالي على منتخباتنا، لغياب التطور والتجانس!
والطامة الكبرى أنّ إدارات أندية الممتاز هي التي أصبحت تتبنّى هذا النهج! بحجة عدم قدرتها على الالتزام المالي في حال كان العقد لأكثر من عام!
على مسؤولي كرتنا والقائمين على احترافنا التدخل المباشر، بإلزام الأندية بألا توقّع أي عقد مع أي لاعب أقل من ثلاث سنوات، إلا إن كان اللاعب فوق سن الثلاثين، كما هو متعارف عليه، كما عليها بإلزام اللاعبين الشباب خريجي مدارس هذه الأندية بالالتزام بعقود مع أنديتهم، حال ترفيعهم للفريق الأول، بعقدٍ لخمس سنوات، كي تقطف هذه الأندية ثمرة تعبها على قواعدها ومدارسها الكرويّة، وإن ترك الأمر لرغبات اللاعبين وسوء واستسلام إدارات أنديتنا لهذا المنطق الأعوج، فعلى كرتنا السلام.