في دوري المحترفين .. سوء اختيار اللاعبين مـــــرضٌ مزمـن في الأندية ! والتسرع يُسقط حسابات الفريق في الماء 

الموقف الرياضي _ أنور الجرادات :

ما زالت مسألة سوء اختيار اللاعبين أحد أهم الأسباب الرئيسية ، التي تُسقط حسابات الأندية في الماء وتحول دون تحقيقها لأهدافها وطموحاتها، وتضاعف خسائرها الفنية والمالية، وبالرغم من دخول الاحتراف في دورينا منذ سنوات طويلة، إلا أن هذه الظاهرة أصبحت مرضاً مزمناً تعاني منه أغلب الأندية…

وغالباً ما يخلف سوء اختيار اللاعبين، وخصوصاً المحترفين منهم، الكثير من الاتهامات بين العديد من الأطراف، وهناك من يتحدث عن مُستفدين في الظل، ليكون الفريق الخاسر الوحيد في النهاية !

وما يزيد من حدّة المشكلة، أن سوء اختيار اللاعبين لا يخلّف الخسائر المادية فقط، بل يدفع الفريق ثمنها من الناحية الفنية، إضافة إلى خلق العديد من الأزمات بإدارات الأندية، ويوتر العلاقة بينها وبين جماهيرها.

ويرى البعض أن الورطة، التي وقعت فيها لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين، وأدت إلى تقديم العديد من اللاعبين، شكاوى بحق الأندية، لعدم  تأدية التزاماتها المالية الواجب دفعها إلى اللاعبين ، هي إحدى مخلّفات الاختيار غير الموفق للاعبين من البداية، ما جعل الأندية تستعجل التغيير .

والسؤال المطروح : لماذا يقوم نادٍ بالتعاقد مع لاعب ثم يُغيره خلال شهرين أو ثلاثة؟ ولماذا يتكرر الخطأ نفسه من موسم لآخر؟ وتتجاوز نسبة تغييرات اللاعبين من موسم لآخر 50 % بكل فريق، وأحياناً تصل إلى 100 %، وفي الموسم الجاري على الأغلب أن تقوم أندية كثيرة في تغيير الكثير من لاعبيها ، وهو الأمر الذي يؤكد وجود خطأ ما في طريقة الاختيار.

وتُعتبر مسألة الاختيار من المهام الصعبة والمُعقدة، ومن المُفترض أن توليها الأندية اهتماماً متزايداً، خاصةً أن نجاح الفريق نهاية كل موسم مرتبط بمدى نجاح صفقات بداية الموسم، وحتى تكون عملية الاختيار ناجحة، يجب أن تخضع لمعايير دقيقة وصارمة، أولها، ضبط النقائص الفنيّة وتحديد المراكز التي يحتاجها الفريق من اللاعبين المحترفين ، بناء على تقييم اللاعبين الموجودين، وعدم تجاوز قيمة الصفقات الميزانية المخصصة لها، وتكليف لجنة فنية متخصصة بانتقاء اللاعبين ومتابعتهم، وضرورة اختيار اللاعبين وفقاً لأهداف الإدارة وتوجهاتها، باعتبار أن المنافسة على اللقب تختلف عن اللعب لاحتلال مركز وسط الجدول أو ضمان البقاء..

والأخذ بعين الاعتبار مشاركات الفريق الخارجية والهدف منها، هل المشاركة لمجرد المشاركة، أو اللعب من أجل الوصول إلى أدوار مُتقدمة والمنافسة على اللقب ؟

كما تتضمن قائمة المعايير الابتعاد عن الأخذ برأي السماسرة والوكلاء، وعدم السماح لهم بالتدخل في اختيارات الفريق، بالإضافة إلى الحرص على اختيار لاعبين مؤهلين، للتأقلم مع بيئة الفريق وخطط المدرب.

ومن ضمن العوامل السلبية التي تؤدي إلى فشل صفقات الأندية، ارتباط القرار بيد الشخص الواحد، أو فسح المجال أمام السماسرة ووكلاء اللاعبين للتدخل في تحديد حاجة الفريق، ومنحهم الأولويّة المطلقة في الإختيار ، والحال أنهم مجرد وسطاء، ولا يجوز اعتمادهم كمستشارين وخبراء فنيين !

ومن الأسباب الأخرى، منح صلاحيات الاختيار للجنة فنية لا تضم من بين أعضائها خبيراً فنياً، سواء كان لاعباً سابقاً أو مدرباً، أو منح الصلاحيات الكاملة لمدرب الفريق الأول لعقد الصفقات.
كما تعتمد بعض الأندية على طرق بدائية في الاختيار، بناءً على (شريط فيديو) للاعب، وغالباً ما يكون الاختيار بهذه الطريقة خاطئاً، لأن الفيديو يضم أجمل اللقطات للاعب، ولا يُبرز عيوبه، وحقيقة إمكاناته البدنية وتحركاته على أرضية الملعب..
وتظل ظاهرة تغيير اللاعبين مرتبطة بالأسباب الفنية بالأساس، حيث تسعى بعض الأندية إلى الإبقاء على لاعبيها تحت تصرفها، حتى في حالة الإصابة، إذا كانت مُقتنعة بقدراته، مثلما فعلت إدارات بعض الأندية عندما يتعرض لاعبوها للإصابة .

 

المزيد..
آخر الأخبار