الموقف الرياضي _ أنور الجرادات :
الآمال وهنت لكنها لم تمت بعد …
لم يكن غريباً أن يخسر منتخبنا الوطني للشباب من كوريا الجنوبية في مستهل النهائيات الآسيوية ..
ومشكلة الخسارة ليست في طريقة اللعب التي اعتمدها مدرب منتخبنا محمد قويض لكنها في آليات اللعب نفسه وفي طريقة هضم هذا التصور، التفوق البدني كان متوقعاً ، لكن غير المتوقع استسلام لاعبينا لهذا التفوق، وكأنهم فوجئوا بهذا التفوق!
فهل كان الإعداد لهذه المباراة خاطئاً ، نفسياً وفنياً وتكتيكياً؟
هل حقآ لم تكن هناك تصورات مسبقة عن حالة الكرة الكورية التي تتخذ من الاندفاع البدني أسلوباً، للسيطرة على الفرق التي تحبذ اللعب الأرضي القصير؟
وما هي الآلية التكتيكية المناسبة للهروب من هذا الاندفاع البدني والجسدي؟
الشوط الأول الذي حسم فيه ( الكوريون ) المباراة بهدفين دون رد يجيب عن كل سؤال ..
– منتخبنا كان مفكك الخطوط، وغير قادر على مجاراة نسق الاندفاع البدني.
– منتخبنا كان ضائعاً.. لا وثاق يربط الوسط والدفاع والهجوم.
– كان تعامل لاعبينا مع الضغط الكوري بطريقة اختزال المسافات ، إرسال كرات طويلة دون تجهيز ، ودون رؤية تجبر المنتخب الكوري على تخفيض اندفاعه البدني على الأقل.
واللعب بالكتلة الواحدة مفقود، وتنسيق المرتد بوعي فني مفقود، التحركات الفردية متناثرة غير منسجمة، والمؤازرة الدفاعية ضعيفة!
وفارق الانتشار داخل الملعب يوضح أسباب تفوق لاعبي المنتخب الكوري، وكيفية خلق الفرص..
تحسن أداء لاعبي منتخبنا الوطني في الشوط الثاني ، فكانوا الأفضل رغبة وحماساً..
بالعموم منتخبنا كان قريبآ جداً من التعادل مع كوريا رغم تأخره 2-0 واستقبال هدف مبكر مجاني، لكن قلّص الفارق عبر عبدي بالدقيقة 60 ، وأضعنا عدة محاولات سواء نتيجة التأخر باتخاذ القرار وسوء التصرف في الثلث الأخير، ليفوز الكوريون الذين عرفوا كيفية التعامل مع الدقائق الأخيرة بزيادة الاستحواذ، وإبطاء إيقاع الهجمة ببعض الأوقات .
أكثر ما عاب منتخبنا هو بطء الانتقال من الدفاع للهجوم، حتى أنك ترى العديد من اللاعبين يتفادون الجري حين تكون الكرة بنصف ملعبنا، لكن بالمجمل نتيجة ليست غريبة كلنا نعرف الفوارق الهائلة بيننا وبين كوريا الجنوبية، فكيف الأمر في ظروف توقف المنافسات محلياً ، وتبديل الكادر؟
الخسارة نتيجة منطقية، ولابدّ ألاّ نبالغ بأحلامنا، وبالتأكيد هناك بوادر إيجابية في هذا الجيل، لابد من متابعة العمل عليها ..
(هاردلك) منتخبنا ، وشكراً لاعبينا فعلتم ما عليكم .