كوادر الأجسام الجميلة : توجنا في بطولة العالم .. لكنها انعكست سلبياً علينا!

الموقف الرياضي _ ملحم الحكيم:
لأجسامنا الجميلة خلال الموسم الفائت مشاركات كثيرة، تنوعت مستوياتها وقوتها وتسمياتها وقد عاد ابطالنا من جميعها متوجين بأجمل المعادن، ليحقق اتحاد اللعبة السبق الحقيقي والإنجاز غير المسبوق حين حققت لاعبته سوزان حمدان المركز الأول والميدالية الذهبية في بطولة دبي الدولية ، لتكون أول لعبة بناء أجسام في سورية تصل إلى هذا اللقب وهذا المستوى الفني والعضلي للفئة الناعمة، ولكن ورغم هذا الإنجاز غير المسبوق يبقى الحدث الابرز هو بطولة العالم التي استضافتها إيران مؤخرا وذلك لناحية المشاركة العددية الكبيرة التي شاركت بها أجسامنا ببعثة كبيرة رغم قوة البطولة التي شارك فيها أكثر من 62 دولة، فما هي الأسباب الموجبة لهذه المشاركة العددية الكبيرة ؟ وهل كل من شارك كان على قدر المشاركة لناحية التحضير والتجهيز  وإمكانية احراز اللقب العالمي .. أم كما يراها البعض مزاجية لاتحاد اللغبة بالسماح لكل قادر على تحمل تكاليف المشاركة؟

فرصة حقيقية لأبطالنا
هذا ما أوضحه منار هيكل رئيس اتحاد اللعبة بالقول: تنوعت مشاركات بناء الأجسام وتعددت مستوياتها ، وفي كل مشاركة كان اتحاد اللعبة ينتقي أبطاله المشثاركين تحت اسم المنتخب الوطني ، ولكن لبطولة العالم السابقة خصوصية هامة جدآ، لذلك جاءت مشاركتنا واسعة عددياً، وحقّق منتخب سورية لبناء الأجسام أربع ميداليات متنوعة (فضية وثلاث برونزيات) في بطولة العالم المذكورة التي أقيمت في جزيرة كيش الإيرانية مؤخرا، ما يعني أن الكثير من المشاركين خرجوا دون ترتيب يذكر، وهذا ما كان متوقعا مسبقا ، ولكن اتحاد اللعبة وجد بالبطولة فرصة لتحقيق كافة أبطاله حلمهم بالوقوف على مسرح بطولة العالم وحسب تعبير الهيكل منار، فعلى مدار السنوات العشر الماضية جرت الأمور أن تستضيف إسبانيا بطولة العالم ما يجعل المشاركة أمرا بغاية الصعوبة على أبطالنا، لناحية التكاليف المادية الباهظة وهذه ناخية والثانية لناحية صعوبة تأمين الفيزا التي حرمت الكثير من أبطالنا من المشاركة في بطولات عدة، وعليه كان من الصعب علينا كاتحاد أن نختار أو سنعلن عن رغبتنا المشاركة بالبطولة في إسبانيا، لأننا لو فعلنا اقتضى الأمر بالأبطال التحضير والتجهيز للبطولة وهو أمر مكلف جدآ مادياً وجسدياً، فماذا لو أعلنا عن مشاركتنا وتحضر البطل وتكلف ولم تتم المشاركة بسبب الفيزا والتأشيرة ؟ أفلا نكون جنينا على البطل وارهقناه بالبرنامج الغذائي والتدريبي ونظام الحمية القاسية والتكاليف المادية العالية دون فائدة، ولذلك وجدنا في بطولة إيران فرصة ثمينة لكل طامح بالمشاركة وذلك لعلمنا اليقين بأن الفيزا مضمونة ، ولقرب مكان البطولة وتكاليفها المادية المقبولة قياسا ببطولات اسبانيا لذلك اخترنا المنتخب الوطني الرسمي وتركنا الفرصة مفتوحة أمام الراغب بالمشاركة على نفقته الخاصة ، فجاءت هذه المشاركة العددية الولسعة التي توج فيها منتخبنا وحقق أبطالنا طموحهم بالوقوف على مسرح بطولة العالم ، ومنافسة أبطاله الذين شاركوا على نفقتهم الخاصة .
الحل بالمنع …
ولكن كما هي العادة ففي كل بطولة خارجية تشارك فيها أجسامنا الجميلة تأتي ردود أفعال بعض الأبطال (ليطعنوا) باتحاد اللعبة ، موجهين إليه التهم المتنوعة أكان بطريقة اختيار اللاعبين المزاجية والكيفية حسب تعبيرهم، أو بعدم جاهزيتهم الفنية ومشاركتهم فقط لقدرتهم على تحمل تكاليف السفر  والكسب المادي لاتحاد اللعبة من خلال مشاركتهم لا سيما أولئك الذين يشاركون على نفقتهم الخاصة ، وهي اتهامات باطلة جملة وتفصيلاً حسب تعبير اتحاد اللعبة الذي أكد محبته لجميع أبطاله وكوادره والوقوف إلى جانبهم وعلى مسافة واحدة من جميعهم، والسعي الدؤوب لتحقيق طموحاتهم بالمشاركة، ولكن وطالما وصلت الأمور إلى توجيه الاتهامات العلنية وجد اتحاد اللعبة الحل، فقرر عدم الموافقة لأي لاعب بالمشاركة الخارجية على نفقته الشخصية، وسيكون انتقاء المنتخب حسب تعبير اتحاد اللعبة أيضآ له شروط فنية عالية ليمثل اللاعبون وطننا تمثيلاً يليق به وبعظمته مشددا على كل اللاعبين الذين لا يحالفهم الحظ بالتجارب عدم مراجعتهم للاتحاد، لإقناعه بالسماح لهم بالمشاركة على حسابهم الشخصي، بذريعة صعوبة التجهيز والتكلفة المادية  العالية.
حرصاً على أبطالنا
ويؤكد من جديد اتحاد اللعبة، أنه ونتيجة لعلمه اليقين وخبرته بوضع لعبته التي تتطلب مصروفا ونفقات كبيرة للتحضير وكي لا يضيع الفرصة بالمشاركة بالبطولات الخارجية ، عمد دائمآ لاختيار أبطاله عبر بطولات رسمية أو تجارب الانتقاء ، مع إبقاء الفرصة مفتوحة أمام الأبطال الذين لن يقع عليهم الاختيار – كنتيجة للمنافسة من ناحية أو لالتزام الاتحاد بعدد محدد للمشاركة – ليفتح باب المشاركة أمام   الطامحين للوقوف على المسارح الدولية ، إن تمكنوا  من تحمل نفقات المشاركة على نفقتهم الخاصة ، وهو ما يجده
الكثيرون خطوة جيدة تجعل أبطال الأجسام بحالة الجاهزية الدائمة من ناحية ..
وكفيلة بألا يضيع جهد اللاعب وتكاليف تحضيره أدراج الرياح فيكون قد حقق طموحه بالمشاركة الخارجية التي يطمح لها ، إضافة إلى أن مثل هذا التواجد في البطولات الكبرى والقوية كفيلاً بإعطاء جرعة احتكاك للاعبينا، لاكتساب الخبرة اللازمة قبل البطولات المقبلة القارية والعالمية .
التشديد على الجاهزية
أما كوادر اللعبة وأبطالها فقد أكدوا أن اتحاد اللعبة ورغم تساهله بأمر المشاركة والسماح لأبطاله الذين لم يقع عليهم الاختيار لتمثيل المنتخب، كان يشدد دائمآ على جاهزية اللاعب وأن يكون بمستوى فني يخوله المنافسة ، وذلك من خلال متابعة اللاعب بشكل متواصل، ولو كان من المقيمين خارج البلاد ، أو من خلال إلزام اللاعبين بالمشاركة ببطولة مركزية ليثبت من خلالها جاهزيته للمشاركة، ورغم ذلك التشديد والمتابعة بقيت التهم تلاحق اتحاد اللعبة بعدم صحة اختياره أو الكيل بمكيالين تجاه أبطاله أو تقاضي فوائد مادية لقاء تأمين المشاركة وما غير ذلك من اتهامات ، ما سبب بإلغاء هذا التساهل لتصبح المشاركة لمن يقع عليه الاختيار في التجارب المخصصة ، لكل بطولة ولا مشاركة لأحد آخر حتى لو تحمل نفقات المشاركة وهو ما سينعكس سلباً على الكثير من الأبطال حسب تعبير كوادر اللعبة، الذين سيحرمون من فرصة المنافسة في بطولات ومحافل دولية من شأنها أن ترفع من اسمهم وسيط أنديتهم الخاصة التي سوف يفتتحونها، فيلقبون أنفسهم ويضيفون إلى مسيرتهم وانجازاتهم فيلقبون بالبطل العالمي أو القاري وما إلى غيره ، ما يعزز من توافد رواد اللعبة إلى بيوتاتهم وأنديتهم.

المزيد..
آخر الأخبار