الموقف الرياضي- مهند الحسني:
يبدو أن البحث في أسباب التراجع في أنديتنا بشكل عام يشبه كثيراً شبكة الصياد، التي كلما زدت فيها البحث ازداد تورطك بها أكثر بعيداً عن التفاصيل الفنية ووقائع الفوز و الخسارة هنا وهناك ..
وتبدو أسباب اعتذار أنديتنا عن إقامة الدورة الودية في الفترة الأخيرة تتعلق بأوضاع هذه الأندية التي تعاني الأمرين جراء الظروف التي تمر بها رياضتنا السورية عموماً، فالحقيقة تؤكد أن أنديتنا تعيش في ظروف صعبة، وخاصة بما يتعلق بتوفر الإمكانات المادية المخصصة لكرة السلة، فغالبية هذه الأندية تصب جلها اهتمامها وميزانياتها لكرة القدم اللعبة المدللة والتي تغنج بكل ما لذ وطاب من أموال الأندية على حساب باقي الألعاب، إضافة إلى أن أنديتنا تعاني من حالة من عدم الاستقرار بكافة أشكاله، لذلك من الطبيعي أن نختلف مع الذين يفصلون ما بين واقع أنديتنا المأزوم وواقع منتخباتنا الوطنية وما تحققه من نتائج، لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل ما بين الواقعين، فلا يمكن أن نصل أو أن نبني منتخبات قادرة على المنافسة عربياً وقارياً في ظل أندية مهترئة ومفلسة وفقيرة فنياً، فعملية التطوير الرياضي حلقة متكاملة ، لا يجوز إهمال حلقة على حساب الأخرى.
استثمارات الأندية
لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن الواقع الاستثماري لجميع أنديتنا مازال يحبو من دون أن يستطيع المشي بخطوات صحيحة، حيث تعيش غالبية أنديتنا على الهبات والأعاطي من هنا وهناك، لأنها لا تمتلك استثمارات تفي بالحاجة المادية، وخاصة في الموسمين الأخيرين بعد حالة التضخم المالي، لذلك لابد من البحث عن استثمارات تجارية كبيرة وليس (دكاكين وأكشاك) ، لكون بلدنا معطاء وخيّر وقد منّ على الرياضيين بالمنشآت الرياضية الجيدة، ونحن مقبلون على مرحلة جيدة من الاستقرار بعد أن دخلنا في مرحلة التعافي بعد أزمة مرهقة، وما قرارات رئاسة مجلس الوزراء الأخيرة بخصوص تطوير الواقع الاستثماري لأنديتنا سوى دليل واضح على رغبة القيادات في منح الرياضة كل رعاية واهتمام.
لذلك على جميع الأندية العمل في إيجاد المناخات الملائمة للاستثمارات ، بعد أن باتت على طبق من الذهب، وما على الأندية غير أن تخرج من عملها الروتيني والتأسيس لأرضية استثمارية تقيها شر الهبات والإعانات، وهذا من شأنه أن يعود عليها بالفائدة المادية ، والتي ستحقق نجاح الشرط الفني وتطويره في جميع الألعاب.