وقفة…الانتصار المنتظر

الموقف الرياضي:

وأخيراً عاد شباب كرتنا إلى الساحة الآسيوية منافسين على بطاقة التأهل لكأس العالم للشباب بكرة القدم ، انتصار طال انتظاره واستمر قرابة أربعة عشر عاماً وفي كل مرة كنا نشارك كانت خيبة الأمل عنواناً، وكان الفشل نتيجة ، وكان الخروج من الأدوار الأولى السمة الملازمة لمنتخب الشباب !
المعادلة الآن تغيرت ، وشبابنا تأهلوا عن مجموعتهم التي جرت تصفياتها في فيتنام الأسبوع الفائت، واقتلعوا بطاقة التأهل للنهائيات الآسيوية المؤهلة بدورها إلى لقب آسيوي أولآ، وإلى نهائيات كأس العالم ثانياً ، فهل سوف يستطيع هذا المنتخب أن يعيد إلى الذاكرة مسيرة منتخبات شباب سورية التي وصلت إلى العالمية سابقاً ؟ نتمنى ذلك .
قد يقول قائل : إن مجموعتنا سهلة وأن التأهل حالة مفروغ منها، وأن المباريات التي لعبها المنتخب كانت مع فرق آسيوية ضعيفة، وليس لها مركز في القارة الكبرى، والإجابة بسيطة في كل المجموعات التي تحدد أفرادها وفرقها القرعة، يكون للحظ دور في جميع فرقها، فقد تكون قوية أو قد تكون متوسطة أو ضعيفة، ليس ذنب المنتخب أنه وقع في مجموعة سهلة، لو خسر كنا سنلومه ونعتب عليه، ونكتب عنه الكثير، وطالما فاز فقد قام بالواجب ، وسيان إن كانت الفرق ضعيفة فما ذنبه ؟
فالمهم أنه تأهل … هذا التأهل انتصار رقمي أولاً ومعنوي ثانياً ، وهذا يدفعنا للقول بأن اتحاد كرة القدم مطالب بتهيئة أجواء مريحة للفريق ، وروزنامة جيدة وقوية مع منافسين أشداء ، ويجب تدعيم صفوفه بلاعبين من الطراز القوي أيضآ، ليدخل المنافسة وهو كامل الأوصاف وحتى يكون فرس الرهان، وحينها ستكون عودته إلى الساحة الآسيوية عودة حميدة ومبشرة ، وملبية لطموحات جماهير الكرة السورية … وما أكثرهم .
منتخبنا يستحق المباركة وجهازه الفني .. لاعبوه واداريوه يستحقون التهنئة، ومع انتصار منتخب الناشئين كبطل لغرب آسيا ، يمكننا اعتبار أن الحياة عادت لقواعد كرتنا من جديد، وباتت قادرة على الوصول ، والتقدم إلى مراكز يجب أن تكون فيها ، لأنها بالأساس كانت ضمنها، والتراجع الذي أصابها ما هو إلا كبوة، وقد عاد الحصان من جديد ليصل صهيله إلى كل المنافسين .

عبير يوسف علي   a.bir alee @gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار