وقفة…غصة وفرحة

الموقف الرياضي:

أخيراً رضي الحظ على كرة القدم السورية في بلدنا ، إذا بها خلال أسبوع تحرز لقبين ، فهو ليس ما يشتهيه عشاق كرة القدم بل هو أقل بكثير مما يريدون ، لأن الغصة التي خلفها خروجنا من تصفيات كأس العالم وعدم التأهل المباشر إلى كأس آسيا القادم ، لا يمكن أن تزول آلامها وآثارها وأبعادها ، بفوز في دورة ودية في الهند على فريقين ليس لهما تاريخ في كرة القدم ، وشاركا كما شاركنا نحن من أجل لقب يرضي من يرضي ويقنع من يقنع ، لكنه في صميم الواقع ليس بلقبٍ ذي قيمة .
وثاني الفرحات جاءت من منتخب ناشئينا الذي أحرز لقب بطولة غرب آسيا ، ففرح من فرح وأطلقت الزغاريد، ومن الحناجر علت الهتافات قائلة : إنه انتصار نوعي وإنجاز فريد لامثيل له فوق الكرة الأرضية !
أصحاب هذه الهتافات هم أنصار اتحاد كرة القدم ، والحقيقة أيها السادة أن منتخبنا أحرز بطولة غرب آسيا بفوزه في مباراة واحدة وكانت على البحرين في دوري المجموعات، وبهذا الدور تعادل منتخبنا مع فلسطين التي تصدرت المجموعة بعد أن عوقبت البحرين وعوقبت العراق أيضاً ، فإذا بالأردن على رأس المجموعة ونحن ننضم إلى نصف النهائي ، فتعادلنا مع الأردن وأنقذتنا ضربات الحظ الترجيحية، وفي الدور النهائي قابلنا السعودية وأيضاً أنقذتنا ضربات الحظ الترجيحية .
فريفنا فاز بمباراة واحدة وأحرز لقباً يستحق المباركة في آسيا، ومنتخبنا الأول فاز بلقب يستحق المباركة ، لكن لا يستحقان الضجيج..
المدرب الإسباني الذي درب رجالنا في الهند تولى المسؤولية قبل ثلاثة أيام فقط ، فإذا به ( سوبر مان ) وأعظم من قاد الفريق !
فريقنا الناشىء الذي فاز بمباراة واحدة أحرز اللقب ، ولكن نحن نسينا أن فريقنا الأول كان على ربع خطوة من الوصول إلى كأس العالم، وكان مدربنا أيمن الحكيم آنذاك ، قبل أن يفسد أصحاب الشأن في اتحاد الكرة ذلك المنتخب ، ومنتخبنا الناشىء وصل إلى نهائيات كأس العالم في تشيلي ، وكان مدربنا وقتها المرحوم محمد العطار ويعاونه غسان العلي ، وكان الفريق العربي الوحيد من آسيا وأفريقيا الذي تأهل .
لكن أصحاب الشأن في اتحادنا الكروي تحولوا ضد هذا الفريق وأنهوا مسيرته ، واليوم بعد تلك الإنجازات نتفاخر بأن شمس الكرة السورية قد أشرقت .. مهلاً أيها السادة ضعوا الفوز في مكانه الصحيح ، فلا تكبروا المسائل وتعطوها أكبر من حجمها …
القادمات كثيرة ، وكل من نفخ في هذا البالون، ولكان بعد فترة لن يستطيع ذلك البالون تحمل النفخ ، فنخسره ونخسر النافخين ونخسر النافخات!

عبيرعلي      a.bir alee @gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار