بعد انقضاء السنوات الطويلة من دخول الاحتراف إلى رياضتنا من بوابة كرة السلة وكرة القدم، وبعد تجارب ميدانية كثيرة ، ثبت بالدليل القاطع أن الاحتراف في بلدنا بصورة باهتة وهشة، وأنه لا يحمل من الاحتراف الموجود في دول العالم إلا الاسم فقط !
ففي كل نادٍ يمارس كرة القدم أو كرة السلة في دوريها الممتاز أو الأقل قليلاً صور شتى تؤكد مما يدعو المجال للشك .. نحن في وادٍ والاحتراف في وادٍ ثانٍ ، وإنما في وادٍ سحيق وكل يغني على ليلاه …
الإدارات لا تعرف ماذا ستفعل، واللاعبون يسيطرون على المواقف ، والضعف الفني يزداد والمواهب تقتل في مهدها ، والصاعدون والصاعدات من اللاعبين واللاعبات كان الله في عونهم !
لذلك والآن الصورة قادمة والمشاكل كثيرة وأسباب الفشل لا حصر لها ، شكلت القيادة الرياضية لجنة مركزية لدراسة واقع الاحتراف في بلدنا في كرتي القدم والسلة وقراءة الواقع كما هو ، وإعادة النظر في اللوائح الناظمة والمردود المالي للاعبين والإمكانات المالية للأندية ، وبعد أن قامت اللجنة المذكورة عملت وفق تصورها ودرست الاحتراف من بابه لمحرابه، وقارنته مع غيره من الاحترافات في بلدنا وقارنته بدول الجوار، أعلنت عن حزمة من المقرارات والتوصيات ، وأوصت وخاطبت إدارات الأندية بأن لا تستعجل في تنظيم عقود احترافية هذا الموسم، ريثما تأتي القرارات الجديدة المحددة للاحتراف في صورته الأخيرة.
هذه الصورة وكما علمنا تتضمن حقوق اللاعبين وحقوق رواتبهم، مقارنة مع إمكانيات الأندية المالية وغير المالية، وتضمن حقوق لاعبين الأندية الأصلاء والقادمين من أندية أخرى، وتحدد العلاقة القائمة بين اللاعب وواجباته وحقوقه وبين الإدارات وحقوقها وواجباتها.
نحن أمام تصور جديد.. وهذا التصور كما يتوقع من أوصى به أنه سيكون في مردوده عامل خير ، ويستطيع أن ينقل الاحتراف إلى الشكل المطلوب منه، وأهمه رفع المستوى الفني .
فهل إدارات أنديتنا جاهزة للعمل مع هذه القرارات الجديدة، أم أنها ستبقى تعمل على هواها كالسابق ؟ وتكون العقود التي تجريها من تحت الطاولات هي الأساس، والعقود المكشوفة هي الصور الكاذبة لاحتراف هش في بلدنا ؟
a.bir alee @gmail.com