الموقف الرياضي:
على طريقة مباريات الملاكمة ، جاءت خسارتنا من منتخب كوريا الشمالية لكرة القدم، وكذلك تعادلنا مع ميانمار ، أما فوز اليابان علينا وبخمسة أهداف فهذا أمر تعودنا عليه في السنوات الماضية ، حقيقة مشابهة للتصفيات المزدوجة الحالية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، والدور الثاني من تصفيات كأس العالم ..
هي ثلاث محطات لنا وثلاث محطات لهم ، والنتيجة أننا خرجنا من التصفيات ، وغير مأسوف على خروجنا !
كان التفاؤل حين أصدرت الفيفا قراراً بزيادة عدد المقاعد للقارة الآسيوية في كأس العالم القادمة إلى ثمانية مقاعد ونصف ، وتفاؤلنا مشروع لأنه عندما كان عدد المقاعد أربعة كنا ننافس للحصول على مقعد ، فكيف إذا أصبح ثمانية مقاعد ونصف ؟ فهذا يعني أن تأهلنا أصبح ضمن الممكن ، لنلحق بمن سبقنا من عرب آسيا الكويت والعراق والسعودية والإمارات العربية ، ولكننا لم نسلك الطريق الصحيح، فالوصول إلى نهائيات كأس العالم له رجاله.
وللأسف الشديد من يتعاقبون على قيادة اللعبة في اتحاد كرة القدم ليسوا هم الرجال المعنيون ، فهم عبارة عن أشخاص امتهنوا الخطابات وتزوير الانتخابات، والتكتل والجري وراء المصالح الخاصة ، أما العمل لمصلحة كرة القدم السورية فهذا آخر همهم، ليس لأنهم لا يريدون بل لأنهم لا يعرفون كيف يديرون اللعبة، وهي اللعبة الأكثر شعبية في العالم ، ومن سبقهم ليسوا أفضل منهم في أيام العز ، وحين تولوا أصحاب الشأن الواصلون إلى مراكز متقدمة في قيادة اللعبة آسيوياً وعالمياً لم يعملوا لصالح البلد، بل كان كرمهم على دول الجوار ، فعملوا لصالحهم وصالح تلك الدول وقطفوا المناصب وتولوا المراكز ، وتركوا كرة القدم السورية تتخبط من جدار إلى جدار، ومن موقعة إلى موقعة ضمن تصفيات كأس العالم أو التصفيات الأولمبية، ها هي الصورة سابقاً ، أناس قادرون ، ولم يعملوا .
والصورة الآن.. أناس غير قادرين، ولا يفهمون ما يعملون، إلا ما كان في طريقه إلى مصالحهم الخاصة، وعليه ضاع الأمل وذهب التفاؤل وكلاهما في خبر كان !
أتوا بمدرب أرجنتيني واخترعوا بدعة البحث عن لاعبين من أصول سورية، وأنقصوا عدد فرق الدوري الممتاز وأهملوا اللاعبين ممن يفرزهم الدوري، واللاعبين المحترفين في دول الجوار ..
ذهبوا للقارات الكبرى يبحثون عن لاعب من أصول سورية ، فأتوا بمن أتوا ، وإذا بنا أمام فريق لا يعرف أن يتكلم العربية السورية ولا يعزف نشيد الوطن ، فيما لاعبونا المحليون ينتظرون من يعطف عليهم ويدعوهم إلى المنتخب !
أهملوا الداخل ومن يحترف في دول الجوار ، وذهبوا لأقاصي الأرض .
ها هي النتائج ، عادوا بخفي حنين ، فماذا ينتظرون ؟ والكرة السورية ليس لديها أي استحقاق خلال ثلاث سنوات قادمة على الصعيد الدولي ، ماذا يريدون أكثر من ذلك ؟ أخرجونا من ساحة المنافسة وحولونا من منفعلين وفاعلين إلى متفرجين !
فأي قيادة حكيمة ( التي تتمسك بالكراسي ) ولا تريد أن تكفر عن كفرها وتعلن استقالتها ؟
أيها السادة .. على أخطاء أقل من ذلك يستقيل أصحابها ، ويغادرون الأماكن لأنهم لم يفوا بالوعود، وأنتم من صنعتم الكارثة ، فلماذا تبقون ؟ والقيادة الرياضية هل ستقبل ببقائكم ؟
عبير علي a.bir alee @gmail.com