وقفة…صدمة كبيرة !

الموقف الرياضي:

ما حصل مع منتخبنا الأول لكرة القدم في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس آسيا ، والمرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم  هو صدمة كبيرة، فبعد الصدمة الأولى بالتعادل مع ميانمار عادت الروح قليلاً بفوزنا عليها ، وتأمل الناس كثيراً ، وكان التفاؤل بنيل نقطة واحدة من كوريا الشمالية وبها سنتابع المشوار ..

لكن الذي حصل أننا لم نستطع إدراك النقطة ، وخسرنا ثلاث نقاط ! وبالتالي أصبح وضعنا في غاية الحرج ، إذ لابد من الفوز على اليابان في هيروشيما حتى نتابع المشوار، وياله من خيار يشبه المستحيل !
ما حصل لم يكن متوقعاً عند الكثيرين ، لكنه كان متوقعاً عند الباحثين والذين يفهمون كرة القدم ، فالخلطة السحرية العجيبة التي ابتدعها اتحاد كرة القدم بالتوجه إلى بلاد الاغتراب ، والبحث عن الأصول السورية من لاعبين ونسيان لاعبينا المحليين ، بوضعهم على ( الرف ) ، كان عملاً عشوائياً وغير المدروس .

في كل بلاد العالم يبدأ الناس بالعمل من أرضهم ويعتمدون على من ولدوا في بلادهم ، ويبحثون عن لاعبين يصنعون الفارق إذا وجدوه في بلاد الاغتراب، ولكن الذين أتوا بهم ليسوا أفضل من لاعبينا المقيمين ، ولا هم أكثر إحساساً بالمسؤولية منهم، وبالتالي أضعنا اللاعبين المحليين ، ولم نحسن الاختيار من المغتربين، فأصبحنا كمن وصل إلى نصف البئر ثم انقطع فيه الحبل !

وبذلك يسجل لاتحاد كرة القدم أنه الأفشل في تاريخ كرة القدم السورية، سواء على الصعيد المحلي أو الصعيد الخارجي وما شارك به من منتخبات .
على الصعيد المحلي شاهدنا الدوري الأسوأ  في تاريخ كرة القدم السورية، والنسخة الأضعف من كأس الجمهورية، وشاهدنا حالات من الفوضى والشغب، والقرارات والعقوبات التي طالت لاعبين وإداريين ومدربين، وجماهير ومحكمين أيضآ، وهذا لا يحدث إلا عندنا ، وعلى الصعيد الخارجي أصبح الفشل عنواناً ، حيث فشل منتخب الناشئين والشباب والأولمبي، وها هو الرجال على أبواب الرحيل ..

أعوام عجاف إن لم يفوزوا على منتخب اليابان ، أو كان لميانمار رأي آخر مع كوريا الشمالية ، فأي اتحاد هذا وأي تخبط، وأي تنفيذ ، وما هي الجهة التي يريدون التعامل معها ؟ ولماذا إذاً النشاط المحلي ، لو أن كوبر المدرب الأرجنتيني يملك من الجرأة الحد الأدنى ما كنا أضعنا النقاط، لكنه مدرب جبان لا يريد إلا أن يلعب دفاعاً، وحين رأى أن الدنيا قامت عليه استرضى مهاجمنا عمر السومة ليحارب به، لكن الحرب كانت في النهاية ، وماذا يفعل السومة مع جوقة مطبلين ومزمرين وماسحي الأجواخ ؟

احترموا أنفسكم أيها السادة .. واتخذوا القرار المناسب الذي يريده عشاق كرة القدم السورية ، لأن عشاق كرة القدم لن يرضيهم شيء ، إلا تغيير صورتكم في الصفحة الأخيرة من التصفيات .

عبير علي       a.bir alee @gmail.com

المزيد..
آخر الأخبار