صدمة كبيرة !
الموقف الرياضي:
أكثر المتشائمين بمنتخبنا الأول لكرة القدم ، وأكثر المتفائلين لمنتخب ميانمار ، لم يتوقع أن يكون التعادل سيد الأحكام بينهما ! في المباراة التي جرت ضمن تصفيات آسيا المزدوجة للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية القادمة والدخول في منافسات كأس العالم القادمة أيضاً ، وذلك في ختام مشوار الذهاب للمجموعة التي تضم منتخبنا مع منتخبات اليابان وكوريا الشمالية وميانمار …
لكن التعادل وقع وشكل صدمة ، إن لم نقل صفعة لمنتخبنا ، فبعد أن عاد المنتخب من نهائيات كأس آسيا التي استضافتها قطر، كثر (المطبلون والمزمرون) واعتبر أن ما حققناه في نهائيات كأس الأمم الآسيوية إنجازاً ، علماً أن منتخبنا لم يحقق الفوز في تلك المنافسة إلا على الهند وحل بالمركز الثالث في مجموعته ، وبالتفاضل وصل إلى دور السادس عشر .. لكن أصحاب (التطبيل والتزمير) أوهموا الناس أن ما حصل هو الإنجاز بذاته .. وأننا ذاهبون في التصفيات الحالية كي نمزق شباك منتخبات مجموعتنا .. كما عززنا فريقنا بوجوه جديدة من محترفين يلعبون في أوروبا ، كل ذلك تلاشى . . لكن الثابت هو التجديد للمدرب كوبر ومجموعته أو جوقته ، والتي لم تقدم شيئاً لكرة القدم السورية ، مقارنة مع التصفيات السابقة ، والتصفيات التي سبقت السابقة !
فريقنا أيها السادة ( انهار أمام ميانمار ) ! والتي تصنف وفق الفيفا بالمرتبة ١٦٢ …
فريقنا أيها السادة كان هزيلاً فلم يقدم شيئاً ، ولم تكن له شخصية ، ولا تجانس بين لاعبيه ، ولا أفكار مدرب ! إلا أفكار الخوف والخجل وكأننا نلعب أمام مدرسة كروية عالمية ! فكان ما كان وكان أن بقي فريقنا خاسراً ٧٣ دقيقة .. إلى أن فرجت والسبب غياب المهاجمين القادرين وفي مقدمتهم عمر السومة ومحمود المواس ، حيث يصر كوبر على عدم استدعائهما ، والثالث عمر خريبين الذي اعتذر عن المشاركة مؤخراً.
الآن الصورة أصبحت واضحة ، فريقنا في خطر وإن لم يتدارك نفسه ، فقد يضيع حلم التأهل إلى كأس العالم وكأس آسيا القادمين ، أمامنا في الإياب ثلاث مباريات ، وغير مسموح لنا إلا بالفوز على ميانمار بالمباراة القادمة ، وعلى كوريا في كوريا أو اليابان في اليابان .. وغير ذلك سيبقى الأمر معلقاً بأقدام الكوريين ،
وماذا سيفعلون لتحقيق ما يريدونه ؟
الفوز أيها السادة يؤخذ ولا يعطى ، والفوز تصنعه الأقدام الواثقة ، والعقول النيرة ، والفرق الجاهزة المجهزة المتماسكة…
الفوز لا يأتي بالخطابات ولا بالأمنيات ، إنما بالتخطيط والتدريب والتنفيذ في الميدان ، فهل نحن نخطط وننفذ ونلعب كما تلعب دول العالم ؟ أم أننا نمضي في صناعة منتخبنا الأول وغيره من الفئات ، وفق المزاجيات والتفضيل والشعارات التي لا تؤدي إلى شيء ؟
نتمنى أن تكون الصدمة قد صنعت شيئآ في عقول الذين يقودون كرة القدم في بلدنا ، عسى أن تصحوا تلك العقول ، وخروج أصحابها من ثباتهم وأحلامهم ، فهل جمهورنا يطلب الكثير ؟
عبير علي a.bir alee @gmail.coma