الموقف الرياضي :
لم تمض سوى أيام قليلة على تكليف إدارة جديدة لتسيير أمور نادي قاسيون برئاسة خالد جمعة، حتى سارع في إصدار قرار يقضي بحل فريق السيدات لكرة السلة نظراً للتكاليف المالية الكبيرة التي ستضع النادي تحت وطأتها، وقد ترك هذا القرار الكثير من إشارات الاستغراب والاستهجان لدى عشاق السلة السورية بشكل عام ، لأن حلَّ الفريق ليس بهذا الأمر السهل وقد تندم الإدارة عليه لأن إعادة بناء الفريق يحتاج لسنوات طويلة.
حقائق وخفايا
لم يأت هذا قرار الحل من عبث وإنما أتى نتيجة ظروف قاهرة وضعت الإدارة تحت الأمر الواقع، ويدرك الجميع أن نادي قاسيون يعاني الأمرين في سبيل تأمين موادره المالية التي تأتي من استثماراته التي مازالت تحبو بخطا عرجاء ، لا تتناسب مع موجة الغلاء التي تجتاح البلاد وما يدخل لخزينة النادي سنوياً لا يمكن أن يسد مصاريف لعبة جماعية أبداً، فكلفة فريق السيدات بجميع تفاصيلها تصل إلى 230 مليون ليرة سورية، وما يدخل للنادي من استثماراته يصل إلى ثمانين مليون ليرة سورية فقط .. وهذا يعني أن النادي سيتجشم عناء الاستدانة والبحث عن الهبات والأعاطي من هنا وهناك ، ناهيك على أن ذلك سيكون على حساب باقي الألعاب الفردية بالنادي ، إضافة لوجود لعبة جماعية أخرى كرة اليد وهي بحاجة ليد تمسح آلامها وتساهم في خروجها من أزمتها، وصرف هذه المبالغ على كرة السلة سيجعلها تغرد خارج دائرة الاهتمام، وربما تصل لحد التلاشي، لذلك جاء قرار رئيس النادي المكلّف خالد جمعة في مكانه بحلَّ الفريق وتوزيع المبلغ على باقي الألعاب ودعمها، الرئيس المكلف وجد نفسه تحت وطأة الأعباء المالية، ولم يشأ أن يضع النادي تحت ضغط مستحقات مالية جديدة قد تشكل عبئاً عليه ، لذلك كان قراره صائباً لأنه سيقوم برفع رواتب مدربي الألعاب الفردية إلى مستوى معقول يتناسب مع عطائهم، إضافة لدعمه للعبة كرة اليد التي تضم خبرات كثيرة ومواهب تبشر بالخير، مع إمكانية ترميم بعض مفاصل النادي من مكاتب ومدخله وما شابه ذلك، مع الإبقاء على نواة صغيرة للعبة وتشكيل فريق الناشئات، وتكليف جهاز فني ثابت له والعمل عليه للمستقبل، ولا بد أن يثمر بعد عدة مواسم لا محالة.
إعادة
ستعمل الإدارة المكلفة على إعادة بناء اللعبة على أسس سليمة، وسوف يكون البناء عبر فرق القواعد مع وضع مدربين متميزين لقيادتها على أمل بناء جيل للمستقبل.