هل سيساعد دورينا المحلي في صناعة لاعبين نجوم من جديد ؟

الموقف الرياضي _ مهند الحسني :
صحيح أن  مستوى الدوري وصل لمرحلة جيدة على الصعيد الإعلامي والحضور الجماهيري ، غير أنه مازال يفتقد لكثير من عناصر القوة والإثارة والمستوى الفني الذي نطمح إليه ، وعلى الرغم من محاولات اتحاد كرة السلة في رأب الصدع وإصلاحه، غير أنه لم يتمكن من ذلك بسبب وضع أنديتنا المزري، والذي لا يبشر بالخير أبدآ !
من المعروف أن عصارة عمل أي اتحاد هي منتخباته الوطنية ، والتي تكون المؤشر الحقيقي ونقطة تقييم مهمة له، فإننا ننمح الاتحاد الحالي (علامة الصفر) ! ليس لخسارة منتخباته فقط ، فالرياضة تتساوى فيها الفوز والخسارة، وإنما لأنه حتى الآن لم ينجح في العمل على وضع إستراتيجية مهمة للعبة ، ليتمكن خلالها من تصحيح مسار اللعبة بجميع مفاصلها وليس المنتخبات الوطنية وحسب.

ارتفاع معدل الأعمار

لا نغالي كثيرآ إذا قلنا بأن الدوري الحالي في عهد الاتحاد الحالي شهد تطوراً ملحوظاً في بعض الجوانب ، غير أنه مازال ضعيفاً في جوانب أخرى يبدو أن الاتحاد قد غض البصر عنها ، بسبب عدم قدرته على اجتثاث هذه المشكلة التي مازالت تفرض نفسها بقوة على فرقنا المحلية، وجلها يتعلق بارتفاع معدل أعمار لاعبينا المحليين حيث تجاوز حدود المنطق فوجود لاعب أو اثنين بطريقة استثنائية مع بعض الأندية يمكن أن يغض النظر عنها، لكن الأمر بات مستفحلا وفرض هؤلاء اللاعبون أنفسهم بقوة على أنديتنا وباتت لهم عقود احترافية بمئات الملايين ، وأخذوا مكان اللاعبين الشبان الذين التزم بعضهم دكة الاحتياط والبعض الآخر هجر اللعبة من دون رجعة، وما نتمناه أن يفرض الاتحاد في مؤتمر اللعبة القادم شروطا محددة يحد من خلالها تواجد هؤلاء اللاعبون، ويفسح المجال أمام اللاعبين الشبان ليأخذوا فرصتهم ويثبتوا جدارتهم.

غياب النجوم !

منذ مدة طويلة لم تظهر لدينا نجوم سلوية مميزة كما كان سابقاً ، فرغم التطور التقني والفني ووسائل التدريب، إلا أن هذا لم يفرز لدينا نجوم ولاعبين بارزين على المستويات العربية والآسيوية، ويعتبر اللاعب ميشيل معدنلي آخر النجوم تقريبآ في جيله، الذي ضم معه رضوان حسب الله ومحمد الإمام وشريف الشريف والذي تلا جيلاً ذهبياً ، ممثلاً بمحمد أبو سعدى وأنور عبد الحي وغيرهم، كعثمان قبلاوي وأسامة مدني وهيثم شريفة وجاسم خلف، إلا اننا حاليآ نكاد نجزم بأننا لا نملك لاعبين بمستوى هؤلاء، إضافة لقلة من اللاعبين صار لها حقبة من الزمن تتوزع وتتنقل بين الأندية حتى باتت أعمار بعضهم تقارب الأربعين دون وجود البديل ، ومن دون ظهور من يمسك بزمام تلك الفرق وانعكس ذلك على المنتخب الوطني، والذي شهد تراجعا بنتائجه وباءت جميع محاولات التطعيم والتجديد بعدم الجدية والإصرار، ولم تكن ضمن خطة مدروسة لتحصد نتائج ضعيفة .
فمن الأسباب الرئيسية لشح المواهب، الأحداث التي شهدتها سورية ونتج عنها هجرة عدد كبير من اللاعبين الناشئين خاصة، فحصل أول أسباب هذا الضعف الكبير ولم تكن المعالجة بسيطة فانصبت الجهود لإبقاء اللعبة على قيد الحياة بعد تقلص عدد الأندية، وتم التركيز على إبقاء ودعم النشاطات الداخلية وصعوبة إيجاد لاعبين جدد بسبب الهوة الموجودة ..
استمر الحال في الأندية والمنتخب بالاعتماد على نفس المجموعات من اللاعبين، لعدم وجود مستويات قريبة وكان الخوف من تدهور النتائج سببا في عدم اتخاذ الخطوة الأساسية بالاعتماد على مجموعة كاملة من اللاعبين الشباب، حتى وصلنا إلى نقطة انتهت فيها صلاحية الجيل القديم دون وجود بديل مناسب ومؤهل ليحل محله، وكانت الحلول تتلخص بالمجنس، وحاليآ باللاعبين مستعيدي الجنسية، فأصبحت النتائج مرهونة بمستوى هؤلاء وما يقدمونه، وزاد الطين بلة باعتماد اللاعبين المحليين أكثر وأكثر على هؤلاء مما أنتج لاعبين اتكاليين وغير مؤثرين، لاسيما وأن الدوري أصبح يلعب بلاعبين أجانب عليهم معظم ثقل الفرق .
كل تلك المشاكل الفنية رافقها أسباب مادية صعبت العمل وأخفت عددا من الأندية، لعدم قدرتها على ايجاد الموارد المطلوبة فتراجع مستوى انتشار اللعبة أفقياً أيضآ، ومما ساعد على ذلك بقوة ضعف البنية التحتية للعبة من صالات وتجهيزات.
حاليآ تتمثل الحلول في الاهتمام بالقواعد ، ودعم المنتخبات الصغيرة ، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.

المزيد..
آخر الأخبار