الموقف الرياضي _ مهند الحسني :
لا ننكر أن اتحاد كرة السلة نجح في فتح باب المشاركات أمام المنتخبات ، غير أن اهتمامه مازال منصباً أكثر على سلة الرجال بجميع منتخباتها، وعلى الرغم من التطبيل والتزمير الذي يمارسه اتحاد كرة السلة للتباهي بإنجازاته التي يعتبرها خارقة وفريدة واستثنائية، فإنه من المؤكد أنه لم يطلع أو يجر نظرة شاملة على مستويات فرق السيدات منذ توليه لمهامه، ليشاهد الانحدار التاريخي للسلة الأنثوية بعد أن ظهرت المباريات الطابقية في دورينا وباتت علامة مميزة، وإن كانت بعض أندية الشهباء تعتبر كقطرة المعقم الوحيدة للعبة، إلا أنها باتت أشبه بحالة استثنائية في الظرف العام التي تمر فيه السلة الأنثوية، و لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ازدادت المشكلة تعقيداً بعدما أهملت اللعبة في بعض الأندية وألغيت في أندية أخرى من دون أن يحرك أحداً ساكناً أو يهب لنجدتها.
معرفة الأسباب ..
لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن من أسباب تراجع وتدهور اللعبة هي اهتمام إدارات الأندية بفرق الرجال سواء في لعبتي القدم والسلة، اللذين يغنجان بكل ما لذ وطاب من ميزانية النادي على حساب اللعبة الأنثوية التي لم تعد تجد من يهتف باسمها أو يساندها، ودعونا نتحدث بكل صراحة بأن التراجع وصل أوجه مع أندية الشهباء، وأكبر مثال على صحة كلامنا ما يجري مع سلة الجلاء واليرموك والحرية، فسلة الجلاء أصبحت هذه الأيام في أضعف حالاتها، و الفريق أصبح فريقا وديعا لا تحسب فرق الدوري له حساب ، و كذلك الحال في أندية اليرموك و العروبة و الحرية التي شهدت تراجعا مخيفا و هجرة كبيرة بلاعباتها، فما أن تصعد لدوري الأضواء حتى تعود بأدراجها إلى درجة الثانية، وفي مدينة حمص السلة الأنثوية غائبة ومعدومة وكذلك الحال في مدينة حماة، أما في العاصمة فالوضع مختلف، وهناك من يجتهد و يعمل وأندية بدأت تتطور وإن بدا تطورها على حساب ضعف باقي الأندية، إلا أن خطواتها الأولى كانت صحيحة ولا بد أن تصل لنهائيات مثمرة و مفيدة في حال استمرت على نفس الطريق.
أما سلة سيدات نادي بردى فحالها بات أفضل منذ موسمين بعد أن تولى قيادتها الخبير هلال الدجاني ، أما سلة سيدات نادي الجيش فحدث ولا حرج، بعد أن نسيت إدارة النادي اللعبة من أساسها ووزعت لاعباتها على باقي الأندية منذ زمن بعيد دون أن تكون هناك نية لإعادتها.
و يبدو أن المخاض العسير الذي مرت به سلة سيدات قاسيون ونجاتها من الموت أثناء الولادة بأعجوبة تسبب بوضعها في الحاضنة تحت المراقبة، نظرا لتذبذب أداء الفريق و مستواه رغم الإمكانات المادية المتاحة له ، ناهيك عن نادي الساحل الذي شهد تراجعا كبيراً ابتداء من الموسم الماضي وخسر أفضل لاعباته، حتى أصبح البحث عن مدرب يقوده أشبه بضرب من ضروب المستحيل!
أما في دوري الدرجة الثانية فالسلة الأنثوية فيه أصبحت كزهرة من زهرات الخريف لا لون و لا رائحة لها، وتعتمد في جل عملها على الاجتهادات الخاصة من قبل محبي اللعبة، دون أن نلمس أي بل في أمل في تطور هذه الأندية منذ سنوات طويلة، وإذا كانت أندية الدرجة الأولى عاجزة عن دعم فريقها السلوية، فكيف هو الحال في أندية تعيش على التبرعات والهبات، وتفتقد كل مقومات الاستثمار والاحتراف.
خلاصة
كلنا أمل في المرحلة القادمة أن تكون السلة الأنثوية موضع اهتمام القائمين على السلة السورية، والاستفادة من الخامات والمواهب الموجودة وغير ذلك سيكون مصير اللعبة في خبر كان.