ملحم الحكيم:
ما من أحد ينكر إنجازات أثقالنا أولمبياً وعالمياً عبر عملاقها معن اسعد، ولكن الأسعد معن ليس الوحيد في عالم الحديد، فالرديف يبشر بالخير ولعل الدليل الأكبر هو ما عادت به اثقالنا من نتائج في بطولة العالم مؤخرا في ألبانيا التي استضافت بطولة العالم تحت ١٧ عاما تثبت عراقة حديدنا .
حيث ظفر منتخبنا بميدالية ذهبية عبر الرباع علي منذر محمد بوزن ١٠٢ كغ، لرفعة الخطف ١٧١كغ، فيما حقق الرباع الخلوق أحمد شماع الميدالية البرونزية في بطولة العالم بألبانيا (( دوريس)) ، مسجلا أكثر من ستة أرقام سورية جديدة رغم أنه أصغر المنافسين،
فيما سجل الرباع محمد الكاتب الذي نافس بقوة، متحديا أبطال العالم بوزن 81kg بالرغم من صغر سنه محققا الأرقام السورية الجديدة.
نتائج مستحقة
النتائج التي حققها رباعونا جاءت مستحقة تمامآ لأمور كثيرة، أولها المعادن البراقة التي تقلدوها وثانيها أن الميداليات جاءت بعد منافسات قوية مع أبطال من أكثر من خمسين دولة ، وثانيها صغر سن اللاعبين من ناحية وقلة مشاركاتهم الدولية من ناحية أخرى، أي بمعنى أن للعبة مستقبلها ولابطالها رديف قوي، حقق الذهب العالمي في صغره وحداثة مشاركته، فماذا سيحقق إذا عندما يصبح مخضرما باللعبة.
أثقالنا إلى بطولة العرب في مصر
إذا ما حققته اثقالنا اعتبرته كوادر اللعبة إنجازا مهما عالميا، فماذا ستكون نتائجنا في بطولة العرب المنتظرة في مصر خلال ٢٥ الجاري ، والذي تشارك فيه اثقالنا بسبعة رباعين ورباعة واحدة ، ولكن بمجموع مشاركات كبيرة إذ سيشارك معظم ابطالنا بالفئات الثلاث الناشئين والشباب والرجال، حسب تعبير بطل اللعبة ومدربها عبدلله اسكندراني رئيس مكتب ألعاب القوة بحلب، والذي سيشارك ثلاثة من لاعبيه في البطولة المنتظرة بعد أن أثبتوا علو كعبهم في عالم الحديد ، حين احرزوا الميداليات العربية والعالمية رغم صغر سنهم وحداثة عهدهم التدريبي، ما خلق تساؤلات لدى كوادر اللعبة ورئيس مكتب ألعاب قوتها المركزي، فما السر وراء تفوق أبطال حلب برفع الأثقال .
منهجية عمل صحيحة
هذا ما كشف عنه بطل الأثقال عبدلله اسكندراني رئيس مكتب ألعاب القوة بحلب حين قال: بالفعل منذ ما يقارب خمس سنوات كنا كمحافظة بالمركز الأخير للعبة، ولكننا استطعنا الوصول للمركز الأول وصدارة بطولة الجمهورية الأخيرة لرفع الأثقال، ثم توج جميع أبطالها في بطولة العرب التي استضافتها بلادنا مؤخرا ونافسوا بقوة الفئة العمرية الاكبر، وهذا هو ما نبحث عنه لأن التطور الداخلي بالشكل الصحيح يقودونا إلى التطور الخارجي، فان تحتل حلب صدارة الجمهورية أولا والميداليات العربية ثانيا والميداليات العالمية ثالثا ، يعد إنجازا حقيقيا للرياضة الوطنية عامة ولحلب وأبطال مشروع البطل الواعد، وهو المشروع الذي عملت عليه من خلال تبني المواهب والفئات العمرية الصغيرة وتطويرها ، حسب تعبير بطل الأثقال عبد الله اسكندراني .
محفزات مادية ومعنوية
وتابع اسكندراني الذي يتابع إجراءات سفر الوفد المشارك بالبطولة العربية في مصر فيقول : مشروع البطل الواعد انحصر في بدايته بلعبة رفع الأثقال، حيث أردنا جمع عدد كبير من الأطفال وتبنيهم بشكل كامل رياضياً وتربوياً وثقافياً ، وقد لاقى نجاحاً باهراً نظراً لوجود محفزات ساعدت على قدوم الأطفال والتزامهم معنا، حيث استطعنا يومها أن نؤمن دوراً فاعلاً عبر تقديم الدعم من ألبسة وحقائب مدرسية ورعاية طبية ونفسية، وهو ما حفز الكثيرين على العمل معنا بشكل طوعي، ونوه الإسكندراني بأن المشروع حديث العهد قياسا بأعمار المشاركين من باقي الدول ، وما نطمح إليه في عملنا هو الوصول لبطل أولمبي عالمي حيث نمتلك اليوم ٣٠٠ طفلا يشرف عليهم مدربون مختصون ولا يترتب أي مقابل مادي على المتدربين، بل على العكس تماماً تقدم إليهم جميع التسهيلات والتنقلات والدعم اللازم ليس للتدريب فقط بل لحياتهم اليومية والاجتماعية أيضاً.
مراحل العمل كثيرة
وبين اسكندراني أن مشروع البطل الواعد يمر بعدة مراحل ومن أهمها الإعداد، البناء، بداية رفع الأوزان، المشاركة في البطولات، تحقيق مركز متقدم، رفد المنتخبات الوطنية بالأبطال، وطبعاً طموحنا يسير كما نرسم له، وهو لا ينحصر في الفوز ببطولة داخلية ولا ببطولة الجمهورية فقط، بل تعداه فحملنا الميداليات العربية والعالمية، ولضمان استمرارية الإنتاج يتطلب العمل منا ومن بقية الكوادر حتى نصل هدفنا الذي وضعناه ضمن خطة العمل، فأنا كبطل سابق لدي طموح لتخريج لاعبين يمثلون سورية أفضل تمثيل بالمحافل القارية والعالمية لأننا أصحاب رسالة، وفي سورية نملك مواهب وخامات بحاجة إلى العمل عليها ، لتصل للنجومية، لذلك سنقدم كل ما بوسعنا.