أين حقوق مدربي أندية الدرجة الأولى … فهـــل هـــم للمهمـــات فقط ؟

الموقف الرياضي:
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المدرب الوطني في الدرجة الأولى، وأن الأندية تنظر إليه كونه مدرب مهمات وتلجأ إليه لمعاناتها مادياً ، والتي تحول دون التعاقد مع المدرب المحترف ولكن القائمين على الأندية ينفون أن يكون مدرب ظل، لأن الكثير من المدربين الوطنيين يعتبرون من ذوي الكفاءة، سواء في دوري الأضواء أم الظل.

قوة شخصية‏
إن الكثير من الإنجازات التي تحققت في الدرجتين كانت على أيدي مدربين وطنيين، إلّا أنه أيضاً هناك من يعلق على المدرب الوطني في دوري الظل بأنه يفتقد لقوة الشخصية، وفي الناحية الفنية غير قادر على الاستقرار في التشكيل لنقص في الخبرة أو عدم القدرة على إدارة المباريات… وحالياً في الدوري العديد من المدربين الوطنيين، ممن دربوا أندية محترفة مع بداية دوريها وحتى اللحظة غير متفوقين مع أنديتهم الجديدة وربما لا يتم تحقيق الإنجاز المنتظر.‏

الاستقرار‏
ويبدو أن الصبر الذي حصلوا عليه من إدارات الأندية التي يدربونها هو الذي سيساعدهم على التفوق، لأن الاستقرار شيء مهم، وقلة من إدارات الأندية من سيصبر على مدربيه لنصف موسم، وليس لأكثر من موسمين، فخريطة المدربين في الدرجة الأولى ترى أن معظمها متغيرة، إذا استثنينا البعض ممن أبقوا عندهم مدربين لموسم آخر بعد أن راهنوا على أن الاستقرار هو الأنسب لكي ينافس فرقهم على الصعود، لكن ثمة إشارة قبل أن نطرح المناقشة مع إداريين وفنيين، وهو أن خريطة المدربين الحاليين في دوري الظل تشير إلى أن أكثريتهم حققوا نتائج لأنديتهم أفضل من مواسم مضت، فكيف يتهمون بضعف الشخصية أو عدم القدرة على القيادة الفنية؟‏

تجريب‏…
وهناك أندية جربت العديد من المدربين ومنحتهم كل الثقة لأن الثقة فيهم كبيرة من جهة، ولأن الامكانات لدى الأندية تلزمها التوجه نحو المدرب العادي، ليس لأنه لا يستحق أن يمنح المكافأة المادية الجيدة، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، وكثير من المدربين المحليين يتسلمون الرواتب العالية، ولكن كل ناد يختلف في إمكاناته عن الآخر، لأن الإمكانات لا تتوقف على ما يقدم إلى المدرب، بل أيضاً إلى اللاعبين لناحية استقطاب لاعبين جيدين، وهناك أندية تركز غالباً على اللاعبين من أبناء النادي بصورة كبيرة، وبالذات أن المنطقة تضم الكثير من المواهب الكروية.‏

خبرة منقوصة‏!
إن قوة الشخصية تعتمد على المدرب نفسه وتتكون مع نموه ولا يمكن أن يكتسبها خارجياً ولا بالتقليد، ومن الناحية الفنية فإن الخبرة مطلوبة، والمدرب العادي إذا لم تعطه الأندية الفرصة، فمن أين سيكتسب الخبرة؟ هناك أندية تعاني من قلة الإمكانات التي تحول دون تقديم رواتب مجزية للمدربين أو مكافآت تساعد اللاعبين على الإبداع، ولكن تعطي الثقة في المدرب العادي ويتم تقييمه على ضوء ما لديهم من إمكانات وما نشاهده من تقدم للفريق، وغالباً في ملعب المدرب العادي الذي عليه أن يجتهد ليقنع الأندية بقدرته على التطور، لأن التدريب اليوم لم يعد هواية، بل هو مهنة، والمهنة لكي تتمسك بها لابد أن تبدع فيها، لأن التقييم لن يكون على النتائج فقط، ولكن على التطور الفني.‏

قدرة على التعامل‏
ويجب أن يعطى المدرب العادي المسؤولية والقدرة على التعامل الفني والنفسي، كما أن هناك الكثير من المدربين الوطنيين الناجحين، ولا يمكن التفريق بين المدرب في الدرجة الأولى أو الثانية، فالمدرب هو مدرب، سواء كان هنا أم هناك، وقوة شخصيته وقدرته على التعامل الفني بيده، والمسؤولون بالأندية يملكون القدرة على التقييم.‏
ولا يمكن أن يتم التدخل في صلب عمل المدرب، ولكن مسألة التقييم لابد أن تتم ووفق معايير فنية وإدارية، وحين يتم التمسك ببعض المدربين وحتى إذا ما كانت النتائج لا تتناسب وطموحات الأندية، فهم يعرفون عدم مسؤوليتهم عنها، لأنه أحياناً تكون الظروف فوق طاقة المدرب وطاقة النادي، وقد تكون بعض الأندية تتسرع في التغيير بناء على رغبتها في النتائج السريعة.‏

قلة الدعم !‏
إن التجديد المستمر للمدربين لا يساعد على الاستقرار الفني، وأحياناً تكون نقص الخبرة، ولكن المدرب يعمل وفق الإمكانات المتاحة أمامه، وحالياً الأندية تعاني من قلة الدعم وعدم وجود الاستثمار الكافي وهذا ينعكس على الفرق وتكوينها وبالذات لناحية استقطاب لاعبين داعمين، والغالبية للأندية حالياً في الدرجة الأولى وربما في الدرجة الثانية أيضاً، وهي تعمل على تكوين فرق لموسم أو إثنين قبل أن تدخل في طور المنافسة، وشخصياً أرى أن النتائج لدى بعض المدربين جيدة بغض النظر عن موقعهم في المنافسة.‏

المزيد..
آخر الأخبار