متابعة- أنور الجرادات:
لا يختلف اثنان بأن أهم ما يقوم به نجوم الرياضة هو التأمين على أنفسهم من الإصابات، وتزداد تكلفة التأمين بحسب الموضع الذي يتم عليه التأمين بصورة أكبر كالساق أو اليد حيث يستخدمهما اللاعب في اللعبة التي يمارسها، وهو حين يؤمن ضد الاصابة يريد أن يحافظ على بقائه في الملاعب لأطول فترة لأنها رزقه الوحيد، وليعتزل بعدها وهو سليم، وهنا وحيث يمارس اللاعب هوايته كهاوٍ أو باحتراف مستترٍ، تكون الاصابة مؤرقة له، وبالذات أن الأندية غير قادرة على التأمين ربما لعدم وجود التأمين المختص بالرياضيين، أو لكون علاج إصابات الملاعب كالكسور يكون مكلفاً، بدءاً من التشخيص والعلاج وتهيئة ما بعد العلاج، وهي بذلك تكلف الأندية الشيء الكثير، ربما يعادل ما تصرفه على المكافآت أو يزيد.
تكاليف باهظة!
كل إصابات الملاعب وفي كل الألعاب مكلفة، ومكلفة جداً ونسأل هنا لماذا لا يلجؤون للتأمين للتخفيف من هذه الأعباء و إنّ هذا لم يكن خافياً على اتحادات الكرة المتعاقبة، لقد كان موضع تفكير، سواء لدى الأندية أم الاتحادات، ولكن هنا التأمين الموجود هو التأمين الصحي؛ وهو يرى أن هذا النوع من التأمين يختلف عن التأمين الرياضي الذي لا يوجد له أساس حيث التأمين الصحي لا يشمل اللاعبين، ولذا نقترح أن تأتي مبادرة من الاتحاد الرياضي العام ومن اللجنة الأولمبية بتبني التأمين الرياضي ولجميع الألعاب، وهذا سيتيح للاعبين اللعب بطمأنينة ومن دون خوف، لاسيما أن الكثير من الأندية تكون ميزانياتها محدودة جداً، وربما تكون عاجزة عن تكملة علاج اللاعب، فقد تكون باهظة الثمن.
أولويات
إن الإصابات تمثل همّاً للنادي، لأنه من جهة سيخسر جهود اللاعب لفترة، ومن جهة ثانية هو مسؤول عن علاجه، ولذا من الأولويات لابد أن يكون النادي قادراً على العلاج، مع أنه من خلال خبرتنا إن علاج إصابات الملاعب مكلف جداً، من مرحلة التشخيص ومروراً بالعلاج وانتهاءً بالعلاج الطبيعي، وهناك إصابات تختلف من حيث الصعوبة، ودائماً نرى أن الغضروف والرباط الصليبي يمثلان عنصراً شائعاً بين الاصابات، واللاعب هنا مسؤول عن الحفاظ على نفسه عبر التدريب السليم والتقوية، وألّا يلعب في الحواري أو الدورات التي تنظم بين فترة وأخرى، وأن يطالب ناديه بعلاجه.
اهتمام…
يجب ألا تقف الأندية ومعها اتحاد الكرة مكتوفي الأيدي، فالأندية عليها التحرك مع الاتحاد للاتفاق مع شركة تأمين محلية وتدرج إصابات الملاعب ضمن توجهاتها، لابد أن يكون اللاعب وعلاجه على رأس أولوياتها.
لأن ما نراه أن التوجهات تكون غالباً على لاعبي الفريق الأول، ولكن الفئات أيضاً تحتاج إلى اهتمام، لأن أولياء الأمور حين يرون أي تأخر في علاج أبنائهم فهم يضطرون لمنعهم عن ممارسة اللعبة، وحينها يمكن أن نفقد عشرات المواهب، إمّا خوفاً من الإصابة وعدم العلاج، أو لأنهم يسمعون ما يحصل للاعبين المصابين فيمتنعون عن اللعب.
ودائماً يجب أن يكون اللاعب محور اهتمام الإداريين ومتابعة أي إصابة تلحق به، واللاعب يمكن أن يشعر بالأمان إذا وجد من يتابعه ولا يخشى الإصابة، لكن السؤال هنا هل الأندية جميعها يمكن أن تغطي إصابات اللاعبين؟
حلول
والحل المقترح وهو ليس هناك سوى التأمين، ولابد على الجهة المعنية ( الاتحاد الرياضي العام ومعه اتحاد الكرة) تقريب المسافات مع شركات التأمين لوضع عقود مع الأندية، تكون عقوداً مرنة يمكن أن تستخدم من قبل أي لاعب تحت رعاية من ناديه، لأن هذا سيغطي حالات الإصابة، والتي تتطلب أن تعرض على الأطباء الاستشاريين في المستشفيات الخاصة، و لابد من التفكير البعيد، ولابد أن تسهل أمور الأندية، فما تتقاضاه من مكافآت تلتهمه التجهيزات وأيضاً الرواتب، بينما في بند العلاج تكون المبالغ محدودة، ومن لا يملك استثماراً من الأندية للتغلب على النقص الذي يعانيه مادياً لن يكون قادراً على علاج الإصابات ذاتياً، وأن الحل بيد الاتحاد الرياضي العام واتحاد الكرة وليس بيد غيرهما، فهما الوحيدان القادران على التواصل مع شركات التأمين لكي تقوم بالتأمين الرياضي.