الموقف الرياضي – مهند الحسني:
لم يكن أشد المتشائمين بسلتي الكرامة وأهلي حلب يتوقع لهما هذه النتيجة المخيبة للآمال والأداء الهزيل والصورة الباهتة التي ظهرا عليها في أولى مبارياتهما في دوري غرب آسيا «وصل»، فالفريقان تحضرا بشكل جيد وخاصة الأهلي الذي يمتلك كل مقومات التألق والفوز ، على حين أن الكرامة ربما وجدنا له عذرا بأنه طرأ على جهازه الفني تغييرا قسريا قبل البطولة بأيام قليلة.
الفريقان خسرا أداء ونتيجة أمام أندية لا تتفوق عليهما كثيرا.
أهلي حلب خسارة قاسية
كل المقدمات التي سبقت اللقاء الافتتاحي في البطولة أمام الارذثوكسي رشحت الأهلي لتجاوز هذه المحطة بسهولة وخاصة انه يضم لاعبين متميزين هم النخبة ومع ذلك لم يتمكن من منافسة فريق بحجم الارذثوكسي وبدا الأهلي مستسلما منذ بداية المباراة ولم تنفع محاولات مدربه الارجنتيني براتشي من استعادة المبادرة، فانقطعت خطوط الاتصال بينه وبين لاعبيه الأمر الذي جعل الفريق يغرد خارج التغطية، فقدم الأهلي اسوأ عروضه فرديا وجماعيا على عكس الارذثوكسي الذي كان منضبطا بشكل جيد ولعب بطريقة سريعة وكما يريد ويرغب على حساب تواضع مستوى الأهلي وضعف قدرات مدربه الذي بدا لا حول ولا قوة و على الإدارة الأهلاوية تقييم عمله لأنه مضى على تواجده مع الفريق أكثر من خمسة أشهر وهي مدة كافية لبيان مدى قدرته علي إعداد فريق منافس وقوي، لكن يبدو أن امكاناته التدريبية متواضعة وخاصة تصرفاته أثناء سير المباراة واعتراضاته على الحكام بطريقة لا تمت بصلة لمدرب محترف يمتلك فريقه أفضل اللاعبين المحليين والمحترفين الأجانب، الخسارة واردة في عالم الرياضة لكن أن تظهر بهذا الأداء الباهت وانت تمتلك كل مفاتيح القوة فحتما هناك مشكلة فنية يعاني منها الفريق لم يتمكن المدرب براتشي إيجاد حلولا لها.
لسنا متشائمين إلى حد كبير لكن ما لمسناه على أرض الواقع لا يمكن أن يبشر بالخير ولا بنتائج جيدة للفريق الذي صرف عليه أموالا طائلة ومع ذلك كان الحصاد علقما.
الكرامة ودفع الثمن
لم يكن التغيير الذي أجرته إدارة الكرامة بإقالة المدرب خالد أبو طوق وتكليف عزام الحسين مناسبا في وقت كان حرجا وحساسا، لسنا بصدد الدفاع عن أي مدرب وإنما المدرب ابو طوق مضى عليه اشهر في قيادة الفريق ويعرف مقدرات جميع اللاعبين فجاء التغيير متسرعا وكان الأولى الابقاء عليه إلى ما بعد المباراة الأولى من البطولة، لأن المدرب عزام الحسين لن يستطيع في يوم وليلة من إعداد الفريق بطريقة مثالية وهو بحاجة إلى وقت تحضيري كاف.
ومع ذلك الكرامة لم يكن ذلك الفريق القوي والند العنيد فظهر ضعيفا وبدا لاعبوه وكأنهم يلعبون كرة سلة لأول بلا روح ولا جماعية وحتى بلا مسؤولية، ولم تنفع محاولات مدربه في استعادة المبادرة لا فرديا ولا جماعيا على عكس النفط العراقي الذي لعب بأداء رجولي وبطريقة سريعة مستغلا حالة الارتباك بأداء لاعبي الكرامة وخاصة في الربع الاول الذي بدا مستسلما غير قادر على الوصول لسلة خصمه، فالفريق يضم أفضل لاعبي النخبة في سورية إضافة إلى لاعبين أجانب متميزين ومع ذلك سقط الكرامة في امتحانه الأول ويبدو أن طريقه في تحقيق نتائج جيدة بات صعبا فلديه لقاءات مع أندية قوية، ولو صرفت الإدارة هذه الأموال التي صرفتها للتعاقد مع «أشباه المحترفين» على فرق القواعد لكانت نتائجها أفضل في المواسم القادمة ونجحت في بناء فرق للمستقبل.
تعقيب
دعونا نعترف وبكل صراحة بأن سلتنا الوطنية بأنديتها ومنتخباتها تعاني الأمرين، وما تحققه منتخباتنا الوطنية في جميع مشاركاتها ما هو إلا حصيلة لعمل الأندية، لذلك لابد من مراجعة عمل الأندية عبر مسابقات عالية المستوى تعود بالفائدة على جميع الأندية.
لغة الأرقام
الكرامة- النفط العراقي ٦٦- ٨٩.
أهلي حلب- الأرثوذكسي الاردني ٤٠- ٥٩.