هل سنرى إعداد جديد للمنتخب الأول في الفترة القريبة.. أم ستبقى منتخبات أسيرة الظروف..؟

الموقف الرياضي- مهند الحسني:
انتهت مشاركة منتخباتنا الوطنية في الدورات والبطولات القارية والعربية دون أن نفلح بتحقيق شيء وتفصلنا عن أقرب بطولة أكثر من عام ونيف وهي مدة كافية للاتحاد لبيان قدرته على إعداد منتخب للمستقبل، فلا روزنامة مضغوطة لديه ولا مسابقات متراكمة وكل ما يحتاجه أن يعد منتخب بهدوء وترو وضمن خطة إعداد مدروسة، لكننا إلى الأن لم نر أي تحركاً لاتحاد السلة في هذا الاتجاه تحت حجة أنه ضد فترة الإعداد الطويلة ونحن معه في هذا الكلام بشرط وجود لاعبين من مستوى عال أسوة بلاعبي لبنان والأردن وإيران لكن لاعبينا بحاجة إلى فترة إعداد طويلة مع وجود جهاز فني وإداري مستقر وثابت على أن تكون التحضيرات يومين أو ثلاثة بالأسبوع وعبر تجمع يقرره المدرب من أجل أن يتمكن أن يعد المنتخب بشكل يتناسب مع البطولات المقبلة، لكننا لم نعد نعرف ما هو السبيل لبناء منتخباتنا الوطنية على أسس سليمة ومدروسة في ظل هذا الاتحاد الذي بات يهتم بالقشور ويبتعد عن الجوهر، ويبدو أن حال منتخبات السلة في عهده كحال «شجرة الصنوبر البرية التي تمتلك مظهراً جميلاً، وخضرة يانعة، وتوحي بأن لها ثماراً منتجة، إلا أن أشجار الصنوبر كما يعلم الكثيرون هي أشجار عقيمة لا تنتح ثماراً، وحالها ينطبق تماماً مع حال منتخبات السلة».

مسؤولية الأندية
طبعاً ليس من الإنصاف أن نلقي اللوم على اتحاد السلة، ونحمله المسؤولية الكاملة عن تراجع نتائج منتخباتنا الوطنية، لأن إعداد المنتخب يعتبر حلقة متكاملة، فمسؤولية الاتحاد تكمن في تأمين كل المناخات الملائمة للمنتخب، وأعتقد بأنه نجح إلى حد كبير رغم وجود الأزمة التي تعصف بالبلاد وتداعياتها الخارجية التي أضرت برياضتنا بشكل عام في تأمين كل ما تتطلبه منتخباته الوطنية، غير أن منتخباتنا لم تغب عن أي مشاركة، وهذه واحدة ايجابية تسجل للاتحاد، وكما هو معروف بأن اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق، فاليد الثانية وهي أنديتنا التي ما زالت تسير بخطا ارتجالية وعشوائية غير واضحة بما يخص عملية البناء، ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن لكل نتيجة أسبابها ومسبباتها، فإن مشكلة تراجع نتائج منتخبات السلة يأتي انعكاساً لما يحصل من فوضى في أنديتنا، فعملية بناء اللاعب ما زالت بدائية، وهي لا تلبي الطموح، والعمل في قواعد اللعبة لدى هذه الأندية لا يبشر بالخير، لكون القائمين على هذه الفرق هم من المدربين الشباب الذين أنهوا حياتهم الرياضية كلاعبين، ولم يجدوا عمل لهم سوى قيادة هذه الفرق، وهم بالأصل غير مؤهلين فنياً وتدريبياً لبناء هذه الفرق، وإكسابها أبجديات اللعبة، ولم يتم تأهليهم عبر دورات تدريبية عالية المستوى، الأمر الذي أدى إلى إعطاء اللاعب الصغير مهارات فنية خاطئة، وهذا ما يؤثر على صناعته كلاعب جيد ممكن أن يكون ضمن صفوف المنتخب في المستقبل، وبدلاً من أن تكون الأندية شريكة حقيقية في إعداد المنتخب، ورفده بلاعبين من مستوى عال وبكامل الجاهزية الفنية، بات العبء الأكبر يقع على مدرب المنتخب الذي يجد نفسه أمام لاعبين يفتقدون ألف باء كرة السلة العصرية والحقيقية، وبدلاً من أن يستغل الوقت في منح اللاعبين أفكاراً تكتيكية، وخطط مهارية، بات يقضي ثلاث أرباع وقته في تصحيح مشي هذا اللاعب، وتسديد ذاك الأخر، وطريقة وقوف اللاعب الخاطئة، وعند أول امتحان حقيقي يجد لاعبونا بأنفسهم الفوارق الفنية الشاسعة التي تفصلهم عن باقي لاعبي منتخبات الجوار.

الدوري القوي
لا شك بأن الدوري القوي يفرز منتخبناً قوياً، غير أننا ومنذ عشر سنوات لم يكن لدينا دوري نعتمد عليه، حيث تمكن اتحاد السلة السابق من البقاء على رونق اللعبة، والمحافظة عليها، واقتصر عمله على نظام دوري متواضع غابت عنه النكهة التنافسية التي كانت تشهدها صالاتنا في السنوات الماضية، عندما كان للاعب الأجنبي مكانة مرموقة ساهمت في رفع مستوى اللاعب المحلي الذي استفاد من فرصة الاحتكاك معه، لكن غياب اللاعب الأجنبي، وضعف مسابقاتنا كانت له نتائج سلبية على إعداد لاعبنا الوطني، الذي غابت عنه المباريات القوية، لكن الاتحاد الحالي يسعى لرفع مستوى الدوري عبر دخول اللاعب الأجنبي وسيكون لتواجده أثار إيجابية وسلبية معاً، إيجابية بأنه سيعطي المباريات نكهة وسيرفع من مستوى اللاعب المحلي، وسلبية لأنه سيأخذ مكان اللاعب المحلي الذي سيجد نفسه على دكة البدلاء لا أحد يأخذ بيده.
خلاصة
اتحاد السلة ولجنة منتخباته الجديدة والمتجددة أمام امتحان جديد ليؤكد بأنه قادر على التطوير مستوى منتخباته وغير ذلك سنطبق المثل الشعبي القائل( فالج لا تعالج).

المزيد..
آخر الأخبار