الموقف الرياضي:
إذا كان البعض يعتبر بأن المنشآت الرياضية ومخصصاتها المالية هي أعطية يمن بها على من يشاء ويحرم منها من يشاء، وبأن انجاز الأندية إنشائيا تترتب وفق المصالح الشخصية فهو على خطأ شديد، لأن المنشآت الرياضية هي جزء من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة وقدمتها بعيداً عن حسابات الربح والخسارة والعائدية المادية، فإذا كان توجه الدولة هو الوصول بالأندية الرياضة على أصغر قرى وطننا الغالي، فما حال القائمين على رياضتنا وهم يشاهدون ناد هو في حقيقة الأمر معقل من معاقل كرة السلة السورية، ملقا في اليم مكتوف الأيدي فلا من مجيب ولا من يد العون إليه فتناثرت الآمال وتبخرت الطموحات و الأحلام، وللتاريخ والذكرى فإن محافظة دمشق بكامل عناصرها ومفاصلها وكوادرها ومهندسيها وحتى ورشات الهدم فيها قد استنفرت يوم أرادت إخلاء النادي من مقره، وكان لها ما أرادت على خلفيات تم اكتشاف أسبابها لاحقاً ولو حظيت منشآت نادي الثورة بواحد من المائة من الاستنفار الذي أعلنته المحافظة لهدم المقر لكانت المنشاة منجزة منذ عشرة سنوات، أما الاتحاد الرياضي العام فيبدو أن طريقه مسدود مسدود ويبدو كالأب الفاقد للسيطرة على أبنائه، وبدلاً من إعانتهم وتوجيهم بات بحاجة لمن يعينه ويوجهه.
حتى إن بوارق أمل في المدى البعيد لا وجود لها، فكيف هو الحال وما هو المخرج لهذا النادي الذي بدأ يئن تحت وطأة الأعباء المادية من دون أن يحرك أحد ساكناً أو يهب لنجدته وكأن أمره لا يعني أحد.
فهل سنشهد تحركاً جدياً لإنقاذ هذا النادي في عهد القيادة الرياضية الحالية التي أولت منشاتنا كل رعاية واهتمام أم أنه سيبقى على ما هو عليه إلى أن يصل حد التلاشي والنسيان.