مهند الحسني:
انتهت مباريات بطولة كأس السوبر في نسختها الثانية لكن الحديث عنها لم ينته بعد المستويات غير المقنعة التي ظهر عليها لاعبو غالبية أنديتنا باستثناء لاعبي الجيش والجلاء، أما باقي الأندية فكان اعتمادها على اللاعبين المحترفين الذين تعاقدوا معهم، وبدا أن دور اللاعبين المحليين لا يتعدى حدود الكومبارس.
معايير ومواصفات
كم تمنيت لو أن الاتحاد الرياضي العام لديه مديرية مماثلة لمديرية المواصفات و المعايير الموجودة في وزارة الاقتصاد والتي تنحصر مهمتها في بيان مطابقة المنتج للمواصفات المطلوبة ، فلو كان لدى اتحاد كرة السلة مثل هذه المديرية لمنع عدد كبير من طواويس كرة السلة المشاركة باللعب مع أنديتهم بعد أن تحولوا إلى طفيليات على فرقهم و زملائهم و بعد أن ثبت انتهاء مدة صلاحيتهم و لأن بقاءهم في الملعب لجمع الليرات ليس إلا، و بأن واسطتهم هي المبرر الوحيد لبقائهم ضمن فرقهم ولو كان على حساب المواهب الشابة، و لو كان الأمر على حساب مصلحة الفريق، فما نشاهده هذا الموسم من انتهاء صلاحيات بعض من كان يظنون أنفسهم نجوماً و اللذين وصلوا من العمر عتياً و ما زالوا على رأس تشكيلات فرقهم، و لا بد لاتحاد السلة أن يحدد معدل أعمار اللاعبين لديه حتى تتلاشى ظاهرة العواجيز في سلتنا الوطنية.
فكيف ظهرت هذه الفرق وماذا قدمت سنقف معكم من خلال تحليل فني عبر السطور التالية.
تحليل فني
وجود الأجانب في بعض الفرق وعدم وجودهم في فرق أخرى أو اقتصارهم على لاعب واحد بدل اللاعبين المحليين لظروف مختلفة أدى إلى التأثير على النتائج وحسمها على الأغلب لمصلحة الفرق التي كانت صفوفها مكتملة .
الجيش والجلاء
لم يكن لديهما أي لاعب أجنبي، واعتمدا على لاعبيهم المحليين، وقدما مباريات جيدة عالية المستوى، فالجلاء فاز بمباراة واحدة على ليدرز اللبناني، وحل ثالث المجموعة ليلعب بالدور ربع النهائي مع الأهلي مباراة صعبة خسرها وخرج من البطولة.
ولكنه كسب احتكاكاً قوياً لفريقه الشاب والمتطور بوجود عازرية ودولماية وكامل عبدالله ومهران نرسيس ويقودهم العملاق المخضرم وسام يعقوب.
أما الجيش فقد كان مفاجأة البطولة وفاز بالدور الأول على جميع الفرق، وحل أول مجموعته ليعود ويفوز بالدور ربع النهائي على النواعير ويصل إلى الدور نصف النهائي فاصطدم بالأهلي الذي اكتملت صفوفه ليخسر المواجهة ويخرج من الدور نصف النهائي محققاً نتائج غير متوقعة ارتكزت على أسلوب لعب جماعي وسريع مستفيداً من جميع أوراقه وخاصة مخضرمه حكم عبدالله الذي قدم مستوى عالياً أعاد تذكيرنا بمستواه في الفترة السابقة، كما استفاد الجيش بشكل كبير من نشاط وحيوية طارق الجابي الذي عاد إلى صفوف فريقه واندفاع دياب الشواخ واعتمد تحت السلة على عملالقه القصبللي.
الهومنتمن وليدرز
الفريقان اللبنانيان الجديدان اللذان أضافا نكهة مميزة للبطولة بعروضهما الجيدة وسرعة لاعبيهما الموهوبين، أمثال يوسف غنطوس بليدرز إضافة إلى أجنبي الهومنتمن المتميز، وأفضل مسدد للثلاثيات وعملاقه الأميركي ليدرز الصاعد حديثاً لدوري الدرجة الأولى اللبناني لعب بأجنبي واحد وخسر جميع مبارياته بالدور الأول ولكنه كان نداً في جميع المباريات وكانت فوارق المباراة قليلة جداً ليعود ويلعب مباراة كبيرة بالدور ربع النهائي أمام الوحدة ويخسرها بفارق خمس نقاط 79 – 84.
أما الهومنتمن ففاز بمباراة واحدة على النواعير بالدور الأول وخسر مع الأهلي والوحدة ليعود ويلعب مباراة جيدة أمام الكرامة بالدور ربع النهائي ليخسرها بفارق 3 نقاط 72 – 75 وقد أشرف على تدريب الهومنتمن المدرب السوري رزق الله زلعوم، وأشرف على ليدرز اللبناني ميشيل داغر.
الكرامة والنواعير
مشاركة النواعير تعتبر هي الأولى في سجله بدورات على هذا المستوى، وهذا نتاج مستواه المتطور منذ الموسم الأخير للدوري واستمراره باستقطاب العناصر الجيدة من اللاعبين السوريين وعلى رأسهم الدولي الخبير أنس شعبان واللاعب الشاب هشام عرواني وباسل شنو وهدافه وسام الآغا، إضافة لعدم توانيه عن التعاقد مع الأجانب ولكنه رغم نجاحه في الاستفادة من العملاق الكرواتي إلا أنه اصطدم بإصابة الأجنبي الثاني شاكيل دانس ما أثر على نتائجه في مباراتي الدور الأول ومباراة الدور ربع النهائي أمام الجيش ليخرج من هذا الدور، وقد أشرف على تدريب الفريق السيد عماد شبارة.
أما الكرامة فقد تعاقد مع أجنبيين أصيب أحدهما موسى عبد العليم في أول مباراة ليكمل المباريات ناقص الصفوف بإصابة نجمه عمر شيخ علي ومشاركته المتقطعة، وفاز الفريق بمباراتين بالدور الأول ليعود ويفوز على الهومنتمن بالدور ربع النهائي ويتأهل إلى الدور نصف النهائي، ويلعب مباراة جيدة حتى الربع الثالث أمام الوحدة ليعود ويخسر بنتيجة 64 – 78.
بالمحصلة كانت مشاركة الفريقين مفيدة جداً كاستعداد للدوري وأشرف على الكرامة مدربه العائد خالد أبو طوق.
الوحدة والأهلي
الفريقان الأقوى بالبطولة سواء بوجود أفضل المحليين بصفوفهما أو باستقطاب الأجانب بأعداد كاملة، صحيح أن أجنبي الاتحاد ستوغلن تأخر بالوصول حتى الدور ربع النهائي إلا أن الفريق تأهل كثاني المجموعة وقدم عروضاً أقل من مستواه بالدور الأول ما لبث أن تطور مستواه باكتمال صفوفه ليصبح فريقاً مرعباً بأجانبه وعملاقيه عبد الوهاب وتوفيق وجميل وهدافيه نديم وأنطوني ويزن وإسحق، فتجاوز الجلاء والجيش بسهولة بالدورين ربع النهائي ونصف النهائي معتمداً على دفاع المنطقة الذي أحرج فيه الفريقين ليصعد للمباراة النهائية متأملاً رد خسارة الدور الأول والاحتفاظ بلقب النسخة الثانية من البطولة ويشرف على الفريق مدربه الأرجنتيني بتراشي.. أما الوحدة بالإضافة إلى جوشوا وكالدويل فقد حقق صفقته الكبيرة بالتعاقد مع العملاق كمال جنبلاط ليلعب معه كلاعب سوري ويضيف إلى قوته الكثير بوجود محلييه الخبراء والهدافين مجد عربشة وشريف العش ولاعبه الشاب عمر إدلبي وميشيل غيث ليقدم أداء قوياً ومتوازناً حقق فيه الفوز بجميع المباريات حتى الوصول للمباراة النهائية وأشرف على تدريبه مدربه العائد عدي خباز.
خلاصة
البطولة مفيدة فنياً وجماهيرياً أشرف على تنظيمها اتحاد كرة السلة مع شركة «بصمة»، فهي قدمت وجبات سلوية دسمة تمتع بها الجمهور الكبير الذي امتلأت به الصالة عن آخرها لعدة مباريات وتمتع الجمهور بعروض عشرة لاعبين أجانب على مستوى عال وأفضل اللاعبين المحليين السوريين واللبنانيين ويجب ألا ننسى الجوائز التي قدمها الرعاة والنقل التلفزيوني مما انعكس بصورة ايجابية على النسخة الثانية من كأس السوبر.